الثوب السعودي .. ومحاولات التشويه
لا أحد يجادل في أنه من حق مصممي الأزياء البحث عن المكاسب وإيجاد سوق رائجة لمنتجاتهم طالما أن عملهم لم يمس محذوراً من المحاذير، فعملهم يدخل في نطاق النشاط التجاري البحت. إلا أن هذا الحق في ممارسة التجارة يجب أن يقف حينما يصل إلى مرحلة اللا معقول عبر تصاميم تنال الزي الرجالي السعودي وتحوله إلى مسخ لا يحمل أي معنى من معاني الرجـــولة والأصالة التي عُرف بها هذا الزي.
ففي السنوات الأخيرة خرج علينا عدد من المصممين الذين لم يعجبهم بقاء الزي الرجالي السعودي على هيئته دون تغيير، وأعملوا فيه مقصاتهم وأفكارهم بعد أن ملوا من تصميم الأزياء النسائية التي لم يستطيعوا فيها مجاراة من سبقهم في هذا المجال.
وبدأت كرتهم على الثوب السعودي بإدخال تطريزات خفيفة على نهايات الثوب وتغيير في ألوان الأزرار ثم استبدلوا الأزرار بسحابات، ثم تطور الأمر الآن إلى تصاميم غريبة تجعل الثوب الرجالي السعودي نسخة سيئة التصميم عن ملابس النساء، سواء من حيث الألوان أو التطريز الذي على الأكتاف أو من خلال جعله مخصراً ضيقاً أو ذا فتحات في بعض جوانبه.
ولأن هذه التصاميم غير مقبولة من الرجال الذين يعتزون بلباسهم ولا يقبلون أن يكونوا حقل تجارب لهؤلاء المصممين، اتجه المصممون إلى الشباب، فغزوهم بهذه التصاميم الغريبة أملاً في أن يصنعوا منهم جيلاً يتقبل هذه التصميمات، كما حرصوا على نشر هذه التصاميم عبر وسائل الإعلام المختلفة، وشاركت بعض محال تفصيل الملابس الرجالية في تشويه الزي الرجالي السعودي حيث أخذت تعرض نماذج من هذه التصاميم.
وعلى الرغم من تشابه الزي الرجالي السعودي مع أزياء دول الخليج العربية الأخرى إلى حدٍ كبير، إلا أن تلك الدول لم تتعرض لحملات تشويه لزيها كما تعرض له الزي السعودي.
إن الزي الوطني هو جزء من شخصية الإنسان ومصدر فخره واعتزازه، ولو نظرنا إلى شعوب العالم لوجدناها تختلف في أزيائها وتعتز بهذه الأزياء، مهما كان شكلها أو تصميمها ولا تقبل أن تُمس بما يُشكل إهانة أو انتقاصا أو تشويها لها.
وهذا ما يجعلنا ندعو إلى مواصفة قياسية سعودية تحدد مواصفات الزي الرجالي السعودي، وتحدد مجالات التطوير فيه، وتكون هذه المواصفة مُلزمة لا يُسمح بتجاوزها من قبل مصممي الأزياء، أو مفصلي الثياب حتى لا يكون الثوب السعودي عرضة لكل عابث.