انج يا بلطان فقد هلك المسعود
انج سعد فقد هلك سعيد مثل يحكي قصة أخوين سعد وسعيد خرجا يوما في معركة، وكان سعيد متحمسا منطلقا فسبق بفرسه أخاه سعد إلى ساحة المعركة فأحاط الأعداء بسعيد فقتلوه ومن معه إلا فارسا استطاع الهرب فلقي سعد في طريقه فقال له (انج سعد فقد هلك سعيد) فذهب ذلك مثلا عند العرب، تلك قصة تنطبق على حاضرنا وفي حياتنا العامة الغامة، فساحتنا الرياضية الريادية في كل شيء لها رياديتها في الشتيمة المنظمة. أقول ذلك للبلطان فما تعرض له بالأمس القريب ليس بسابقة فكما شتم هو فقد شُتم من سبقوه من خلال رواد الشتيمة المنظمة في الساحة الرياضية والإعلام الرياضي، فإذ طالتك يابلطان اليوم شتيمة فقد طالت المسعود من قبل شتائم على رؤوس الأشهاد في أمه وأبيه ولم ينج منها أيضا الجمجوم والبلوي والتونسي واللامي وغيرهم، فالشتائم أيها المشتوم في ملاعبنا بدرجاتها وصولا إلى منصاتها ومقصوراتها مقصورة وانتقائية وفئوية لا رادع لها لمواطن لا يحمل لقبا أو يرتدي بشتا أو على كتفه دبورة أو مقصا، فتلك الصفات روادع فورية تلقائية تجعل من يشتم سيفكر ألف مرة قبل أن تفلت أعصابه ليشتم من أمامه أو خلفه، ولك في المثل البلدي عظة وعبرة (إذا فاتك الميري اتمرغ في ترابه)، فإذا كنت ترتدي شماغا أو غترة أو عمامة أو كوفية فذلك ضوء أخضر ليشتمك الشاتمون ويعيرك المعيرون بدافع الحماس المنقطع النظير، وبتلك الإشارة يخرج المارد من قمقمه ليصبح شجاعا صنديدا له الحق في شتم البابا والماما بتوعك وبتوعي لأنه على يقين بعدم وجود رادع فوري، ولكون ذلك الرادع مؤجل وفي أيدي لجان النظر ودهاليز المحاكم وأنت وشطارتك أو شطارة الدعوجي بتاعك فمن أمن العقوبة أساء الأدب .
الشتيمة المنظمة يا بلطان ليست مقتصرة على المدرجات أو المقصورات التي منها ألهمت أذهان المنظمين المخترعين بالاختراع الجديد المطروح بالفصل بين الجنسين الجنس الشاتم والجنس المشتوم رؤساء الأندية والجمهور وذلك لمنح الفرصة لمن أراد أن يشتم بأخذ كامل حريته دون أن ننغص عليه أداء وظيفته، فلله درك من مخترع فهل هذا هو الحل؟
يا بلطان يا زعلان يا غلبان خذها نصيحة إما أن ترضى بنصيبك من تلك الشتائم وإذا نظرت إلى شتيمتك فانظر لشتيمة من هم دونك من المشتومين فما تعرضت له قد يكون من لسان طائش فما بالك بالشتيمة الصحافية المنظمة التي يقوم بها أساطنة وجهابذة الشتم على غيرك في صحفهم ومنتدياتهم بوصفهم بالمحنط والديناصور والبلطجي والخائن والمتشفي والقملة، كل ذلك لكونك مواطن ليس لديك أسلحة الردع الفوري فيبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر الرجوع إلى اللجان (وحصلني). أقول ذلك عن تجربة فأخوكم الضعيف يجري حافيا ومنتعلا مطالبا بحقه عن جريمة شتم أرتكبت على رؤوس الأشهاد لما يقرب من سنتين ولا تزال في أخذ ورد في ساحة لجنة النظر في المخالفات الصحافية لتتمخض بالقول لا توجد أدلة على أن الشتيمة تعني المشتوم وتطلب من المتظلم بالخط العريض اللجوء إلى ديوان المظالم (أعانه الله)، خذها نصيحة يابلطان فقد ندم غيرك على ما قدم للرياضة الوطنية وترك الساحة لمن لهم قدرة على تحمل الشتائم لأنه تربى وتعلم أن يناقش بفكر وثقافة وأدب ولم يخاطر بدخول معركة خاسرة تغلب فيها الشتيمة الشجاعة والفكر والعلم والثقافة، فكرة اليوم يا بلطان أصبحت موطنا للفتن والمحن والشتيمة فإما أن تكون شتِيما ( بتشديد التاء) فتسلك وإما أن تكون صبورا حليما تريد أن تنام بلطانا نظيفا لا غلطانا، فإذا اخترت الأولى فأعلم أنك ستجري جري الوحوش وغير الشتيمة ما تحوش، والله المستعان.