فسفور.. وبلفور!!
بين الفسفور وبلفور عوامل جمة أهمها.. خاصية الاختراق والاحتراق.
جاء آرثر جيمس بلفور مقدما وعده الشهير، معطيا (حقا) مزيفا لمن لا حق له.. قال في ثنايا رسالته:
عزيزي اللورد روتشيلد.
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".
وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص:
آرثر بلفور
كيف لك يا سيد بلفور يا من لا تملك الحق أن تعطي الحق لمن لا يستحق؟ كيف لك أن تمارس دور (المهيمن) والمعطي للأراضي في الوقت الذي كان يجب وأنتم سادة ذلك الوقت أن تفرضوا العدل لا الظلم؟
لقد تحركت الصهيونية العالمية، بعد وعدكم البغيض، فكونت دولة إرهابية بمعنى الكلمة، وظلت تمارس القتل واستخدام أدوات القتل المحرمة عالميا، فبعد بلفور جاء الفسفور الأبيض ليحرق وجوه أطفال فلسطين ومنازلهم، وها نحن لا نجني إلا الدمار من ذلك الوعد المشؤوم.
وقد استمرت إسرائيل تقابل هدايا العالم لها بالنكران والحروب والاعتداءات، فما إن تقدم الولايات المتحدة هدية لها مثل المساعدات المالية بالمليارات، حتى تقود إسرائيل من جهتها هجوما بمختلف أنواع الأسلحة الفتاكة، وحتى لو قدمت لها أمريكا تلك الهدية الدائمة التي هي عبارة عن "الفيتو" في مجلس الأمن حتى تواجهها بالقذائف والصواريخ على الأبرياء سواء في لبنان أو فلسطين.
وينبغي على العالم أن يتنبه لأي هدية مقبلة حتى لا تكون نتائجها تدميرية، ولا أعتقد أن الولايات المتحدة ستقلل من هباتها ومساعداتها المالية والعسكرية لإسرائيل رغم القلق الذي أعلنته إسرائيل حول هذا الموضوع مبررة ذلك بالأزمة المالية التي تمر بها الولايات المتحدة والعالم أجمع.
إن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة والقوى الإعلامية والاجتماعية التي تتمتع بها إسرائيل هناك تمنع أي تخفيض للمساعدات، وكلام وزيرة الخارجية الأمريكية الأخير الذي أعلنته خلال زيارتها لإسرائيل بأن الولايات المتحدة ستقف مع أي حكومة إسرائيلية يؤكد ذلك.
لن تتوقف الولايات المتحدة عن الدعم والهدايا، ولن تتوقف إسرائيل في مقابل ذلك عن القصف والتدمير وتحدي المجتمع الدولي الذي أصبح مغلوبا على أمره أمام الممارسات الإسرائيلية، بل إنه أصبح يمارس انتقائية عجيبة بمحاكمة البعض وترك إسرائيل تمارس جرائم الحرب دون حساب أو عقاب، رغم وجود الأدلة على ارتكابها هذه الجرائم.