حركة الأسواق ومسار الدولار الهابط
شهدت الأسواق العالمية والأمريكية بعضا من الارتداد الإيجابي، وتأتي هذه المكاسب للأسواق تزامنا مع عودة المفاوضات هذا الأسبوع بين مسؤولين أمريكيين وصينيين بما يتعلق بالرسوم الجمركية، مدعومة بتفاؤل المستثمرين حيال إحراز تقدم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث صرّح وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك من لندن عن تفاؤله قائلاً (أن المحادثات "تسير بشكل جيد جدًا"، مضيفًا أن الجانبين "يعملان بتركيز وجهد كبير" وقد تمتد المحادثات حتى يوم الأربعاء إذا لزم الأمر), وكانت واشنطن وبكين قد اتفقنا الشهر الماضي على خفض مؤقت للرسوم الجمركية المتبادلة.
لذلك ارتفع مؤشري ستاندرد آند بورز 500 والداو جونز نحو 1% هذا الأسبوع، بينما ارتد الناسداك بنسبة تجاوزت 1.2% وذلك بدعم من أسهم التكنولوجيا وطفرة الذكاء الاصطناعي، فيما لا يزال الذهب يتذبذب داخل نطاق 3300-3350 للأونصة، أما النفط فقد شهد ارتفاعا ملحوظا حيث ارتفع خام برنت إلى مستوى 68 دولارا للبرميل بنسبة اقتربت من 3%، حيث تعزز المفاوضات التجارية الحالية من فتح آفاق الطلب ودعم تحرير التجارة العالمية من قيود الرسوم الجمركية.
من الناحية الفنية والايجابية كذلك، استطاع مؤشر سباكس من اختراق مستويات 6 آلاف نقطة والإغلاق أعلى منها لأيام عدة متجها نحو قمته التاريخية عند 6147 التي حققها في فبراير الماضي، أيضاً الناسداك الذي يتداول هذا الأسبوع فوق مستويات 19700 متجها إلى قمته التاريخية التي حققها كذلك في فبراير الماضي عند 20100 نقطة، وتعد القمم التاريخية مستويات مقاومة، من الطبيعي أن تشهد المؤشرات حين الاقتراب منها بعضا من عمليات جني الأرباح، بينما يعد اختراقها مرحلة جديدة نحو الصعود لعموم الأسواق.
أما من جهة ما يقلق الأسواق من الجوانب الأخرى، هو عودة التضخم للارتفاع، فلا يزال الاحتياطي الفيدرالي يخشى أن الآثار الحقيقية للتضخم الجمركي لم تظهر بعد، كما يشير بعض الخبراء إلى أن القطاعات الأكثر تعرضا للمخاطر في حال استمرار الرسوم الجمركية بالنسب الحالية تشمل السيارات، والملابس، والمواد الغذائية، وهي قطاعات تمس المستهلك الأمريكي بالمقام الأول، وقد يعمق من حالة خشية الوقوع في الركود لأكبر اقتصاد في العالم، التي لا تزال تشكل هاجسا كبيراً الدى المستثمرين.
وفيما يتعلق بالسوق السعودية التي استأنفت نشاطها بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك، فلا شك أن ارتفاع الأسواق العالمية وكذلك النفط فضلا عن العوامل الإيجابية من عودة المفاوضات التجارية ستنعكس إيجابا على حركتها، وكما ذكرنا بمقالنا الأسبوع الماضي قبل هذه الأحداث أن السوق مهيأة للارتداد لمستويات 11300 نقطة، بينما سيكون اختراق هذه المستويات مع عودة السيولة أعلى من 6 مليارات ريال سيدعم عودة شهية المخاطرة للسوق.
ومما يعزز من التفاؤل تجاه حركة الأسواق هذه الفترة علاوة على العوامل التي ذكرناها، استمرار مؤشر الدولار في مساره الهابط، حيث يتداول أدنى من 100 نقطة، بينما اختراق مستويات 101 ستحرر الدولار من اتجاهه الهابط، وبالتالي عودة العلاقة العكسية بينهما والتأثير سلبا في الأسواق.