أين وعي القارئ؟ (1)

من يتصفح القوائم التي بدأ بإعدادها الكثير من القراء منذ أشهر استعداداً لمعرض الرياض الدولي للكتاب كي يحصلوا عليها، وجهدهم المبذول في البحث عن أفضل دار طبعت بعضها وأفضل دار ترجمة الأخرى، ويدون أسماء الدور ويقلق حين يقترب المعرض خشية ألا تشارك الدور التي سيبحث فيها في معرض هذا العام، سترتسم فوق رأسه علامة استفهام كبيرة حين يجد أن أسماء عديدة منها توجد في مكتباتنا ومتوافرة بسهولة!.
يبدو الآن معرض الرياض الدولي للكتاب كأنه موسم الشراء المخصص، بدا لدى البعض كأنه الفرصة السنوية للشراء من سنة إلى أخرى ولن يتخللها أي زيارة للمكتبات سواء الموجودة في مدينته أو في المدن الأخرى في سفراته، فتجده يجتهد كي يعبئ قائمته بكل ما يرغب في قراءته دون أن يتحقق من كونها متوفرة في مكتباتنا أم لا.
خاصة أن المكتبات الآن اختلف وضعها تماماً، فالعديد من الكتب التي كانت ممنوعة سابقاً متوافرة وفي أرفف واضحة ومرئية أمام زوار المكتبات الكبيرة لدينا.
معرض الرياض الدولي للكتاب ميزته كون أن الدور العربية والأجنبية تحضر مطبوعاتها التي تتضمن كتبا وروايات، فالقارئ حينها يستغل هذا الحدث السنوي للحصول على هذه الكتب في ظل غيابها عن مكتباتنا.
ربما يقول بعض هؤلاء – الذين يعبئون قوائمهم بكتب متوفرة في مكتباتنا- إن المعرض فرصة للشراء عموماً وإنه سيعد قائمة بما يرغب سواء توفر في مكتباتنا أم لا، فما الفرق ما دام سيدفع على الكتب في كلتا الحالتين يحصل عليها؟!
إن تضييع فرصة البحث والتنبيش في الكتب الممنوعة عادة التي توافرت في فرصة كهذه في المعرض، تضييعها في البحث عن كتب يستطيع القارئ الحصول عليها من أي مكتبة قريبة بحد ذاته يعتبر خسارة للقارئ، يخسر فرصة الحصول على كتب لن يستطيع الحصول عليها بسهولة، وفرصة الاستمتاع بتقليب الكتب أثناء الوجود في المعرض وقراءة مقدمتها والاطلاع على العناوين الجديدة خاصة من دور النشر الأجنبية، هذا بحد ذاته يعد أمرا سلبيا، فضلاً عن أن كون من ينظر إلى الوضع التجاري في المعرض سيحصل على الإجابة مباشرة دون الحاجة للتفكير، على الرغم من أن وزارة الثقافة و الإعلام تتفق مسبقاً مع دور النشر المستأجرة حول نسبة التخفيض التي يحق للقارئ الحصول عليها، إلا أن دور النشر أمام القارئ فعلياً لم تنقض هذا الاتفاق فحسب، بل وبعضها ضاعف السعر الأصلي بجشع كبير، حتى إن أحد الزملاء أخبرني اليوم أثناء زيارته للمعرض أنه أثناء بحثه في البرنامج الذي أعدته وزارة الثقافة و الإعلام لتسهيل البحث على القارئ وجد أن الكتاب الذي يبحث عنه سعره مدون هناك 36 ريالا، لكنه تعجب حين وصل إلى الدار المصدرة له ليخبره مندوب البيع أن قيمة الكتاب 50 ريالا!.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي