مهلاً يا مرتادي المساجد

السلام عليكم عزيزي القارئ, أنت يا صاحبي أنت أريد أنت نعم أنت أخي الحبيب يا مرتاد المسجد أنت أعني نعم أنت يا رائد المساجد ترتادها وهذا شيء جميل بل هو من صميم العبادة.
إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان, نعم ونرجو من الله المغفرة والعفو والصفح وهذه هي الغاية من العبادة. بشر المشائين في الظُلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة فما أعظمها من بشائر. ولكن عزيزي القارئ ثمة أمور أو وقفات أحببت أن أنبهك عليها. أخي الحبيب تذكر أن الركعات التي تركعها في المسجد ليست هي لب الدين وليست هي المنقذة لك حينما تقف بين يدي رب العالمين. أخي الحبيب كم أناس يرتادون المساجد ولكنهم يظلمون ويسرقون ويخدعون ويغشون و.. فهل هذا هو الدين؟ وهل هذه العبادة؟ وهل هذه هي الصلاة؟
النبي صلى الله عليه وسلم يقول الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، فأين العمل لهذا الدين ؟! أخي الحبيب تذكر قول المصطفى عليه الصلاة والسلام، وهو يسأل أصحابه يوماً قائلاً: "أتدرون من المفلس؟" قالوا يا رسول الله، المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال عليه الصلاة والسلام: "كلا، ولكن المفلس من أمتي من يأتي بصلاة وصيام وصدقة وحج وذكر ودعاء، ويأتي وقد شتم هذا، وسفك دم هذا، وظلم هذا، وأخذ مال هذا، فيعطى لهذا من حسناته، ولهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم ثم طرحت عليه ثم طرح في النار". فانظر يا أخي الفاضل، إلى هذا المرتاد للمساجد، كيف آل به الحال .. نسأل الله السلامة والعافية. نعم أخي الحبيب القضية ليست قضية صلاة وذكر ودعاء لا، ولكن القضية هي قضية تكامل في الدين, تكامل في العبادة، تكامل في المعاملة، تكامل في شتى نواحي الإسلام، عزيزي القارئ هل دخلت يوماً المسجد، وأنت تحمل الحب لكل المصلين؟ هل دخلت يوماً المسجد وقد نظفت نفسك من شرك الحياة ومتعها، كما نظفت جسدك للوقوف بين يدي الله؟ هل دخلت يوماً المسجد، وقد أعلنت المقاطعة النهائية عن حمل الأخلاق الذميمة؟ وهل دخلت يوماً المسجد وأنت في لهفة وشوق إلى المسجد والصلاة؟ كما هو دأبه عليه الصلاة والسلام حينما قال: "يا بلال، أرحنا بالصلاة". هل دخلت يوماً المسجد، وقد استشعرت وتصورت في ذهنك وقوف الصحابة خلف النبي صلى الله عليه وسلم في مصلاهم.
كن كالصحابة في علم وفي ورع القوم هم ما لهم في الناس أشباه
نعم أخي الحبيب تذكر تلك المواقف الرائعة التي كان يعملها الصحابة، وكانوا يجدون اللذة والسعادة فيها.
كذاك أخلاقهم كانت وما عهدت بعد النبوة أخلاق تحاكيها

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي