الأسهم السعودية تستهل تداولات مارس بهبوطها 4.3 % وقطاع الأسمنت يصمد
كانت علامات وملامح هبوط مؤشر السوق بادية على مُحياه منذ أسبوعين إذ هبط هذا الأسبوع حتى أغلق عند مستوى 4348.3 نقطة مُستهلاً تداولاته بهبوط قوي، بل إنه أسرف بهبوطه يوم الثلاثاء حتى لامس مؤشر السوق مستوى 4199.3 نقطة، وقد هبطت جميع قطاعات السوق ما عدا قطاع الفنادق الذي ارتفع على استحياء بنسبة 0.4 في المائة فقط وكان أكثر القطاعات انخفاضاً قطاع شركات الاستثمار المُتعدد بنسبة 8.8 في المائة.
إغلاق فبراير
كان آخر يوم تداول من أيام شهر شباط (فبراير) هو يوم السبت وفيه شهد مؤشر السوق هبوطاً بما يزيد على 150 نقطة، وبنهاية تداولات شهر شباط (فبراير) فقد سجل مؤشر السوق هبوطاً بنسبة 8.8 في المائة، وكنت قد ركزت على مؤشر السوق باستخدام الرسم البياني الشهري في تقرير نُشر منتصف شباط (فبراير) واستخدمت الرسم البياني الشهري كما في شكل (1) حيث بينت تكون شمعة "دوجي" Doji في كانون الثاني (يناير) وبينت أنه إذا أعقبها ارتفاع في شباط (فبراير) فإن هذا يعني بدء موجة ارتفاع، ولكن بهبوط السوق في شباط (فبراير) الأخير تبدد الآمال.
#2#
بعد إغلاق مؤشر السوق في نهاية شباط (فبراير) على انخفاض فإن الاستبشار بشمعة "دوجي" ليس له مُبرر وفشل تماماً وأصبحنا حالياً أمام حالة فنية هي تأكيد للمسار الهابط، وما الارتفاع الذي كنت آمل حدوثه في حال إغلاق إيجابي لشباط (فبراير) إلا من أجل أن يأخذنا لمواجهة مع المتجه الهابط المُبين في شكل (1) عسى أن نخترقه، وهنا أُذكر بأن أول تقرير نُشر مطلع العام الحالي بينت فيه بقولي إنه مهما ارتفع مؤشر السوق فمن الصعب أن نتجاوز هذا العام مستوى 7500 نقطة ولكن بعد مُضي شهرين من العام الحالي فإن المتجه الهابط قد امتد هبوطه وأصبح المتجه الهابط يُشكل مقاومة لصعود مؤشر السوق عند مستوى 6000 نقطة.
مؤشر كالحرباء
قد يصدق وصف الحرباء على مؤشر السوق، فبعد أن كان يسير في مسار صاعد هاهو استبدله بمسار هابط كما في شكل (2) وبعد كسره مستوى 4450 نقطة يوم السبت، يظهر في الرسم البياني كيف كان مؤشر السوق يسير في مسار صاعد ولكن مؤشرات الهبوط الفنية التي ظهرت عليه قبل أسبوعين وفي مقدمتها "بولينجر باند" دللت بشكل واضح على قرب هبوطه، وقد بينت في تقرير الأسبوع الماضي أن مستوى 4450 نقطة هو محك مهم وبمجرد هبوط مؤشر السوق دون 4450 نقطة فإن مسار السوق سيتغير على الأجل المتوسط، وعموماً هذا التقلب والتلون في الحركة هو حال أسواق المال ومن طبيعتها إذ إنها تغدر كما يغدر البحر بصياديّ السمك.
لقد أسرف مؤشر السوق في هبوط يوم الثلاثاء حتى وصل إلى مستوى 4199 نقطة وأصبح مؤشر السوق واقعا بين مقاومة موجودة عند 4351 ودعم عند 4223 نقطة، وأعتقد أنه مُرشح للتحرك بينهما خلال الأسبوع المقبل إلا إذا تمكن من تجاوز مستوى 4351 نقطة فإنه سيجد منه الدعم لبعض الوقت وتذكر أنه المتجه الصاعد الذي تم كسره أصبح يعمل عمل المقاومة عند 4465 نقطة حتى إغلاق الأربعاء الماضي.
#3#
قطاعات السوق
هبطت معظم قطاعات السوق ما عدا قطاع الفنادق وكان إغلاقه نهاية الأسبوع على ارتفاع طفيف لم يزد على 1 في المائة، وهناك قطاعات كان هبوطها أكثر من هبوط مؤشر السوق وعلى رأسها قطاع البتروكيماويات بنسبة 5.7 في المائة وأكثر القطاعات هبوطاً هو قطاع شركات الاستثمار المُتعدد.
أداء مؤشر وقطاعات السوق خلال الأسبوع الحالي
من الناحية الفنية فقط ظهرت إشارة إيجابية فنية وغير مؤكدة بعد على مؤشر قطاع الزراعة وهي تكون شمعة "دوجي" Doji يوم الثلاثاء وأعقبتها شمعة خضراء يوم الأربعاء، واعتماداً على فكرة الشموع اليابانية فإن هذا يعني زيادة في احتمالات ارتفاع مؤشر القطاع، ولكن بالنظر إلى وضع متوسطات الحركة نجد مقاومة واضحة من متوسط حركة عشرة أيام وتكالب من متوسطات الحركة ذات العشرة والخمسين ومائة يوم بين مستوى 3702 و3763 نقطة مما يعني أن الصعود إن حدث فلن يكون قوياً.
مؤشر قطاع البناء يبحث عن دعم له عند مستوى 3200 نقطة وإذا أكمل ارتفاعه فسيُكون مؤشر البناء قاعاً مزدوجاً ونجد بعض الارتفاع خلال الأسبوع المقبل ولن يرتفع كثيراً، الوضع الفني نفسه تجده في سهم "الخزف" فهو مُرشح للارتفاع حتى مستويات قريبة من 80 ريالا بعد تكوينه قاعا مزدوجا، وكذلك سهم "الجبس" الذي وجد دعما من متوسط حركة 50 يوما ونفس الوضع يمر به سهما "البابطين" و"الفخارية".
القطاع الصامد
قطاع الأسمنت من أكثر القطاعات التي تُثير استغراب المُتداولين في حالة هبوطه وقت ارتفاع السوق وحالة سكونه وصمته عند هبوط السوق بشكل دموي، وهذه الحالة الأخيرة هي التي يعيشها مؤشر قطاع "الأسمنت"، حيث يهبط الجميع وهو صامد ولا يُعد هبوطه هذا الأسبوع بمقدار 1.8 في المائة أمراً ذا شأن، ومن الناحية الفنية فقد صنع مؤشر قطاع الأسمنت لنفسه اتجاهاً صاعداً منذ أن وصل إلى مستوى 2820 نقطة في الـ 20 من كانون الثاني (يناير) الماضي وارتفع.
إن ارتفاع مؤشر الأسمنت قاده للبقاء فوق متوسط حركة 50 يوما وسيشهد بعض التقاطعات الإيجابية بسبب أن متوسطات الحركة القصيرة ذات العشرة والعشرين يوما اقتربت من التقاطع الإيجابي مع متوسط حركة 50 يوما، وحالياً أغلق مؤشر الأسمنت عند 3093.9 نقطة ولكنه لن يبتعد كثيراً بارتفاع فأمامه عقبة هي متوسط حركة 100 يوم الواقع عند مستوى 3342 نقطة حتى إغلاق الأربعاء.
يوجد أسهم لبعض شركات الأسمنت تعيش السيناريو الفني نفسه الذي يعيشه مؤشر الأسمنت وهي سهم "العربية" و"القصيم" و"أسمنت الشرقية" و"أسمنت تبوك" بينما انفرد سهم "الجنوب" بارتفاعه ووقوفه وجهاً لوجه مع مقاومة عند 52.25 ريال لوجود متوسط حركة 100 يوم، وهذا الصراع بين السهم والمقاومة إذا حُسم خلال اليومين المقبلين من التداول لصالح أسمنت "الجنوب" فسيقوده إلى مستويات مرتفعة جديدة عند 58 ريالا، وأما سهم "أسمنت ينبع" فقد حسم أمره وينتظر حدوث مؤشر فني إيجابي هو التقاطع الإيجابي بين متوسط حركة 50 و100 يوم.
القطاع المخذول
الوضع الفني لمؤشر قطاع التأمين يُظهر أن هذا القطاع بعد أن ارتفع من مستوى 471.5 نقطة في تشرين الثاني (نوفمبر) وكونّ متجهاً صاعداً حتى جاء متوسط حركة 50 يوما ودعم المؤشر في نهاية عام 2008، عندها تم دخول عديد من المُتداولين وحدوث كثير من الصفقات، ومما لا شك فيه أن كثرة الحديث عن قرب تطبيق التأمين الطبي للأفراد زاد من قوافل الداخلين في هذا القطاع.
أقول إن هذا القطاع قد يخذله المُتداولون وذلك بسبب وضع فني سلبي هو هبوط مؤشر قطاع التأمين تحت متوسط حركة 50 يوم وينتظر أن تحدث تقاطعات سلبية بين متوسط حركة 10 و50 يوما، إضافة على أن مؤشر التأمين كسر المتجه الهابط منذ الإثنين الماضي، وأُشدد هنا بأنه لو لم يعدّ مؤشر التأمين ليُغلق فوق 697 نقطة وهو موقع متوسط حركة 50 يوما وإذا لم يعد ويُغلق فوق المتجه الصاعد أي فوق 685 نقطة فإن هذا القطاع قد يُخذل ويشهد هبوطاً يُغير مساره على الأجل القصير.
#4#
يوم السبت
بالنظر إلى الرسم البياني لحركة مؤشر السوق لكل 60 دقيقة كما في شكل (3) يتضح أن مؤشر السوق نجح في تجاوز واختراق متجه هابط وهذا يؤهله للصعود بداية تداولات السبت والتحرك بين مستوى 4473 و4327 نقطة حتى يُحدد علاقته مع هذين المُستويين مع الأخذ في الاعتبار مستويات الدعم والمقاومة الموجود على الرسم البياني اليومي أعلاه.
الرسم البياني لحركة كل مؤشر قطاع في كل 60 دقيقة يُبين أن قطاع التأمين قد يتعرض لمزيد من ضغوط وعمليات بيع تهبط به حتى مستويات قريبة من 585 نقطة، كما قد يشهد قطاع الاستثمار الصناعي بعض الارتفاع لتكوينه قاع مزدوج Double Bottom عند 3060 نقطة والمهم أن يتجاوز مستوى 3180 نقطة بداية تداولات الأسبوع المقبل ليكون قمة أعلى من سابقتها، والنموذج الفني نفسه تجده في مؤشر قطاعيّ البتروكيماويات والتجزئة شريطة أن يكونّا قمة أعلى من سابقتها أي يتجاوزا مستويي 2827 و3056 نقطة لكل منهما على التوالي.