معركة إعلامية خاسرة (2 من 2)
ورقة أخرى stock card من أوراق فشل الآلة الإعلامية الإسرائيلية التي تحدثنا عنها الأسبوع الماضي هي موجة الإرهاب العالمي، وأن إسرائيل عندما قتلت الأطفال والشيوخ والنساء كانت تكبح جماح الإرهاب ولأول مرة لا يصدق العالم هذا الزيف الصارخ، وصحب هذا الادعاء حديث مطول عن كل حوادث التفجيرات في أنحاء العالم.
وأعتى ما أثار إسرائيل هو الحديث عن حق الفلسطينيين في المقاومة والفصل بين الإرهاب والمقاومة المشروعة لتحرير أرض محتلة. وقد زاد من صدمة إسرائيل رفض الحلفاء التقليديين لها في فرنسا وإنجلترا وبعض قطاعات الولايات المتحدة بلع طعم "أن إسرائيل تدافع عنهم قبل أن يصل الإرهاب إلى بلادهم" ورفض تصديق فكرة أن إسرائيل كانت تقتل العسكريين "والإرهابيين" فقط.
وجاء رد الفعل الإسرائيلي متمثلاً في تكرار نغمة قديمة "إن الفلسطينيين يتحدثون عن تدمير إسرائيل".
وأجمع أنصار إسرائيل على أن ضرب مباني وكالة غوث اللاجئين كان مدمرا لإطار العلاقات العامة الذي تحرص إسرائيل على تكريسه قبل وأثناء وبعد الحروب.
ودوت صرخات إسرائيلية عالية تندب نفور عدد كبير من دول أمريكا اللاتينية من تصديق ادعاءاتهم المكررة، فضلا عن الشعور بالصدمة لأن تركيا تحولت من "حليف إلى عدو" في لحظات، مع تصاعد في موجة كراهية الكيان العنصري العسكري وهو دولة إسرائيل.
وبرر بعض الإسرائيليين هذا الرفض للوحشية الإسرائيلية بأنه نتاج فشل ساسة الدول الغربية في شرح الحقائق (من وجهة نظر إسرائيل) لشعوبهم، وصمتهم وعدم دفاعهم عن إسرائيل.
وتحدث الضوضاء الإسرائيلية والخوف من أن يواجه اليهود موجات من الرفض كما حدث في روسيا وإنجلترا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا على فترات متقطعة وتبلورت في المطالبة بإنشاء مجلس أعلى للإعلام على مستوى وزاري يتولى تنفيذ الادعاءات وتسويف الحقائق بما يخدم أهداف إسرائيل. كما طالب البعض بتحديد مصادر محددة للحديث باسم إسرائيل، وتعرض إيهود باراك لهجوم صحافي شديد من الإسرائيليين لأنه تحدث عن هجوم "حماس" على "مستوطنات" وعلى سديروت وكان الأولى به كما يرى قادة الخداع، أن يقول إن "حماس" تهاجم أرض إسرائيل، وألا يواصل التهديد الكلامي الاستفزازي، وكذلك أولمرت الذي قال إن رد إسرائيل سيكون هائلا، وطالب البعض برقابة الأشرطة وتقييد حرية الإعلاميين (وهو قائم بالفعل) وتصحيح "الأخطاء" كما طالبوا بتخصيص مزيد من الأموال لدعم وسائل إعلامهم.