كيف تنبأ شابرا بالأزمة؟
البروفيسور محمد عمر شابرا من أوائل العلماء الذين تحدثوا عن الاقتصاد الإسلامي ومقارنته بالاقتصاد الرأسمالي، وفشل الأخير في تحقيق الطموحات الاقتصادية للمجتمعات المعاصرة.
حصل شابرا على جوائز دولية مهمة بسبب إسهاماته المميزة في هذا المجال، فحصل على جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية وجائزة الاقتصاد الإسلامي من البنك الإسلامي للتنمية، والواقع أن كتاباته تميزت بسبب عمقها وقدرتها على التنبؤ بالمستقبل، خاصة فيما يتعلق بنجاح الاقتصاد الإسلامي وحتمية فشل الرأسمالية أو كما يسميها الأنظمة الخائبة، ويمكن لقارئ كتابه "الإسلام والتحدي الاقتصادي" اكتشاف هذا العمق والتنبؤ القوي، حيث يتحدث فيه عن الأنظمة الخائبة (الاشتراكية والرأسمالية) ويكشف مدى التناقض الصريح والخفي في تصوراتهم الاقتصادية ويتنبأ بالأزمة الحالية بسبب ظهور بوادرها في الممارسات والتطبيقات الاقتصادية المختلفة من خلال إصرارها على قبول المتناقضات.
ويتحدث شابرا في باب نظرة سريعة إلى المستقبل من كتابه أن جزءا كبيرا من المدخرات في البلدان الغنية مثل اليابان يذهب إلى سوق الأسهم والأرض ويعطي بذلك زخما للاتجاه نحو التركيز. لقد ارتفع مؤشر نيكيNikkei Index لأسعار الأسهم من متوسط بلغ 102 عام 1950 إلى 1117 عام 1960 قبيل الانهيار الذي حصل في تشرين الأول (أكتوبر) 1987، ويقول شابرا إن سوق الأسهم اليابانية قد شهدت تضاعف أسعار الأسهم كل أربع سنوات وسطيا وأن الذروة المرتفعة التي تسبب الدوران لنسبة (الأسعار/ العائدات) اليابانية تحمل بذور أزمة خطيرة يمكن أن تنفجر في أي وقت ويكون لها أثر يزعزع الاستقرار إلى حد بعيد، ليس بالنسبة إلى الاقتصاد الياباني فحسب، بل أيضا بالنسبة إلى الأسواق المالية العالمية.
ويستطرد شابرا قائلاً: إنه مع ذلك استمرت المضاربة في كل من الأسهم والعقارات تتصاعد من جراء الائتمان الذي تمنحه البنوك لأغراض المضاربة إلى أولئك الذين يملكون تقديم ضمانات الائتمان، وبما أن قيمة الضمان كانت تتصاعد (مثل طفرة أسعار العقارات في الأزمة الراهنة)، فقد توسع الائتمان في الوقت نفسه، لقد تحدث شابرا عن هذا كله عام 1996، فهل بعد ذلك كله نستطيع أن نتجاوز تنبؤات علماء الاقتصاد الإسلامي؟