الكتكوت المفترس
الكتكوت المفترس أيها السادة الكرام هو ذلك الحشاش "لا أعني به مدمن المخدرات"، ولكن ذلك الشخص الضعيف ضعف الكتكوت والمستتر خلف شاشة الإنترنت ويمارس بكل حرية بعيدا عن سلطة الديوك مهنة الحش وافتراس خلق الله بما فيهم وليس فيهم، لقد بحثت طيلة الأسبوع الماضي عن عنوان ملائم لمقالة اليوم فجال في خاطري عديد منها مثل جرائم من خلف الشاشة العنكبوتية، حشاشون ولكن ظرفاء، صحف الحش الوطنية، جبناء من خلف الإنترنت، منكم لله، ربنا على المفتري، ثم الكتكوت المفترس فوجدت الأخير هو الأكثر تعبيرا عما يدور في خاطري، إن تلك الكتاكيت تمارس بصفة يومية تلك البجاحات والحش في أعراض الناس وأخلاقهم بل وأعراقهم وألوانهم وإن كانت تحت باب الظرافة المملة والممجوجة بالأكاذيب والافتراءات فهي ممارسة ضعفاء جبناء من خلف شاشة جبانة، فعالمنا اليوم يستطيع فيه أي جبان أخرق وإن كان كتكوتا، تدمير مدينة أو دولة بضغطة زر من مخالبه أو حوافره أو منقاره وعلى بعد آلاف الكيلو مترات، فالشجاعة والفروسية والمواجهة تلاشت مع التقدم التكنولوجي، فبالإمكان أن أقتلك أو أشتمك أو أخرب بيتك من خلف الشاشة العنكبوتية "وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت".
درجت تلك الكتاكيت أو الفئة الباغية على ممارسة هوايتها ناسية أو متناسية أن تلك الممارسة تدخل ضمن المنهيات التي نهى عنها القرآن والسنة المطهرة في أكثر من موضع، لقد أباحت هذه الفئة لنفسها حق الممارسة لتلك المنهيات تحت نظر مراقبي المنتديات متذرعين بحرية الكلمة أو الظرافة أو الابتكار، وأصبح المراقبون على تلك المنتديات العامل المساعد الأول لإشعال وتفشي تلك الظاهرة الكريهة وفق ميولهم وألوان أنديتهم، لقد أظهرت لنا التجارب أن المراقبين على تلك المواقع هم المتحكمون الوحيدون في تمرير تلك الكمية من السب والشتائم وفق ميولهم وألوانهم "لا خير في ود امرئ متلون إذا الريح مالت مال حيث تميل" فأصبحت إجازة التعليق أو النص أو البيض الفاسد من الكتكوت المفترس مرهونة لهواة إنشاء حذف واختصر وهذب وإن شاء فتح سلة البيض لمزيد من البيض الفاسد، والواضح أن بعض ممارسي الصحافة المفترسين انطلقوا من خلف تلك الشاشة ليهاجموا بدورهم بأسماء مستعارة من لم يعد لهم القدرة على مواجهتهم تحت أسمائهم الصريحة من خلال زواياهم الصحفية وتكتكتوا بدورهم إلا أننا نشتم رائحة البيض الفاسد من خلال تعليقاتهم وكما يقول المثل الجديد والحديث "البيض يدل على الكتكوت"، ثم جاءت الطامة الكبرى فوجدنا أن بعض الناقذين باتوا يتدخلون في تسيير تلك المنتديات وفق هواهم إما لتسايرهم أو بكتكتة المراقبين عليها لصد التعبير الجماهيري إذا خالف توجهاتهم وإن كان تعبيرا مؤدبا بعيدا عن الجرح والطعن والشتيمة كما حدث في أحد المنتديات الشهيرة أخيرا.
إن كل ما تحتاجه تلك المنتديات هو العلم بأن كل ما يطرح من آراء أو استهزاء بالعرق والجنس واللون يقع تحت طائلة مسئولية الكلمة ومنظورها الإسلامي وإن اختلفت وسائطها وأساليبها "أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه"، "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون"، ففي تلك اللحظة أيها الكتاكيت المفترسة فإن الله لن يخاطبكم ويسألكم عن مسئولية ما خضتم فيه من خلف شاشات الإنترنت ولكن سيخاطبكم عراة بأسماء آبائكم وأمهاتكم أمام الخلائق.