أخبار الإنترنت

يبقى لكل اختراع أو ابتكار حديث فوائده وأضراره، وتبقى الاستفادة من هذا الاختراع قائمة على سلوك وثقافة مستخدمي هذه الاختراعات المختلفة، وتعد شبكة الإنترنت واحدة من الاختراعات الحديثة التي أصبحت جزءاً رئيسياً في حياة كثير من الناس، ومثلها مثل باقي الاختراعات فإن للإنترنت فوائد عديدة، بل هي عالم جديد، فمعظم وسائل التقنية الحديثة تقوم على شبكة الإنترنت وقد أسهمت هذه الشبكة العنكبوتية في اختصار الوقت وتقليل الجهد وإتاحة الفرصة للتعرف على عوالم مختلفة لم تكن معروفة من قبل لكثيرين بل إن كثيراً من الخدمات المختلفة تم استحداثها من خلال هذه الشبكة، كما أن نشر المعلومات من خلال هذه الشبكة أصبح أيسر وأسرع.
وكما أن لهذه الشبكة إيجابيات فإن لها سلبيات، ومن سلبياتها تضييع الوقت كما تسبب كثرة الجلوس بعض الأمراض غير أن من أهم السلبيات هو ما يجده المستكشف فيها من معلومات سيئة ومواقع فاضحة وغيرها من المعلومات غير المفيدة، إضافة إلى ما يتم من خلالها من جرائم مختلفة.
ولذلك تبقى الاستفادة من هذه الشبكة تعتمد في الدرجة الأولى على من يستخدمها ولماذا يستخدمها، فهو الذي يختار ولديه منتهى الحرية أن يتبع طريق الخير أو يتبع طريق الشر وفي جميع الأحوال سيكون الضرر محصوراً في الشخص نفسه وقد لا يمتد إلى آخرين.
المشكلة التي أصبحت تنتشر اليوم وبشكل ملحوظ هي أن ضرر هذه الشبكة لم يعد محصوراً في شخص من يستخدمها بل أصبح ضررها يمتد ويشمل آلافاً بل ملايين من الناس.
فعلى سبيل المثال يستطيع أي شخص أن ينشئ موقعاً على هذه الشبكة ويضع في هذا الموقع ما شاء من معلومات ويقوم بنشرها وتوزيعها ليل نهار على ملايين من البشر حول العالم، وقد لا يكتفي بهذا الأمر فيقوم بتطوير مضمون هذا الموقع وتحديثه وتزويده بالمعلومات الجديدة، ثم إعادة توزيعه بين الناس.
وأصبح عديد من الناس يستقون معلوماتهم من عديد من مواقع الإنترنت والتي لا يعرف مصدرها ولا يعرف من ورائها ولا يعرف ما حقيقتها ومع ذلك فإن كثيراً من أحاديث الناس أصبحت قائمة على ما يجدونه في الإنترنت.
وهناك فرق كبير بين مواقع الإنترنت المعروفة والتي توضح لك من القائم عليها ومن المسؤول عنها وما مصادر معلوماتها وكيف توثق الأخبار الموجودة فيها وكيف تتحقق من صحة ما هو موجود بين مواقع تمتلئ بأخبار لا أصل لها ولا مرجع ولا أساس بل في كثير من الأحيان تحمل هذه المواقع أخباراً ملفقة وغير صحيحة.
وفي الإطار نفسه ينتشر اليوم كثير من المجموعات البريدية المختلفة والتي تضم في بعضها عشرات وأحياناً المئات من الأسماء، وبعض هذه المجموعات مصنفة على أنها للمثقفين أو الكتاب أو الأدباء أو غيرهم من الفئات المختلفة وفي كل يوم يصل إلى هذه المجموعات عديد من الأخبار التي لا أصل لها ولا حقيقة بل إن بعضها يأتي دون أن يكون هناك مصدر للمعلومة وتشمل هذه الأخبار تجريح بعض الأشخاص واتهامهم بتهم غير حقيقية أو نشر إشاعة معينة أو غيرها من الأمور التي لا يكون لها أصل.
إننا في حاجة ماسة اليوم إلى أن نعمل جاهدين على وضع قوانين صارمة تجاه ما يحدث في شبكة الإنترنت من أمور تسهم في إشاعة الفوضى بين الناس وتهديد أمن المجتمع ونشر الأكاذيب والأباطيل، كما إننا في حاجة إلى تكثيف جهود التوعية حول ما تسببه مثل هذه الممارسات من أضرار كبيرة على الوطن والمواطن، وعلى الرغم من صعوبة مراقبة ما ينشر في الإنترنت إلا أننا نحتاج إلى وضع آلية تساعد على أن توضح حقيقة أو كذب كثير مما هو منشور اليوم في كثير من المنتديات حتى لا يستقي الناس معلوماتهم من مصادر قد لا تكون صحيحة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي