هل يُنحر الاستثمار الرياضي..؟!
حامد عباس*
تربطني بالأطراف الثلاثة في هذه القضية علاقة متفاوتة: في الهلال لعبت له عام 81 - و1382هـ, وأفخر بأنني أحد الذين بذلوا جهداً خارقاً حتى حصلنا على كأس الملك عام 81هـ ليكون الهلال أول فائز به على مستوى المملكة. أما الاتصالات السعودية فإني مساهم متواضع فيها وغير مؤثر ومن الذين ذاقوا عنتها عندما كانت محتكرة الخدمة. أما موبايلي فعلاقة عابرة عندما هنأت رئيسها التنفيذي على أول عقد استثماري ضخم فتح الباب على مصراعيه للأندية مع الاستثمار. وعرضت عليه في ذلك الخطاب منتجاً اجتماعياً لرعايته فلم يتكلف حتى الرد أو أحد معاونيه كشكر على الكتاب المهدى, أو أضعف الإيمان الإبلاغ بوصول المنتج ..؟!
أخرت كتابتي في هذا الموضوع حتى اتضحت الرؤية, ونبارك للطرفين بتوقيع العقد الجديد وبأرقام جديدة, ولكني أعتبر ما فعله الهلال سابقة خطيرة سواء بإلغائه عقده الأسبق مع الاتصالات السعودية, أو محاولته مع عقده التالي مع موبايلي. وارتكبت هذه الأخيرة نفس الخطأ عندما دفعت الإدارة الهلالية السابقة إلى نقض عقدها مع الشركة المنافسة. وكادت شركة الاتصالات أن تقع في نفس الجرف لو كانت نجحت في التعاقد مع الهلال بديلاً عن موبايلي..؟!
إن هذا الأسلوب يكشف عن ضعف عميق لمبادئ الاستثمار عموماً. والاستثمار الرياضي الذي يحبوا على الأرض. فمثل هذا الأسلوب وضع رقعة من الشك واسعة بين كل طرفين, ووضع ثقة التعامل جانباً, وأصبح كل طرف يسعى بكل ما يستطيع أن يزيد الأغلال على الطرف الآخر لكي لا يمسح توقيعه..؟!
أما شركتا الاتصالات (وموبايلي) فقد أخلتا بمبدأ المنافسة الشريفة. حيث أصبحتا الآن تتربصان ببعضهما. ولا أظن أن هذا التربص سيهدأ, حتى ولو تذمر المساهمون..؟!
ضخ الأموال في نشاط ما .. يقوم على الثقة, والعقود بين الأطراف ينبغي أن تحترم من كل الأطراف. وفسخ العقود مع كل ملامح زيادة مدمر لأهداف الاستثمار عموماً والرياضي خصوصاً, لأن هذا يدفع أصحاب الأموال إلى الدخول بخوف وريبة - هذا إذا تجرأوا على الدخول - وقد خاطرت شركات الاتصالات, وضخت مئات الملايين في صناديق الأندية أتمنى أن تصرف فيما يطور الأندية وشبابها ولا يقتصر الأمر على كرة القدم, بل يشمل كل الأنشطة الشبابية للجنسين لنبعد هذه الثروات البشرية عن مجاهل الغلو ومخاطره عليهم وعلى الوطن .. وعاش الوطن. وعاش مواطنوه في أمن وأمان ورغد في العيش, وفي ثقافة ثقة لا يشوبها شك..؟!
*مستشار إعلامي