مَن شوّه صورة رجل الأمن؟

كيف تتخيل هيئة وشكل رجل الأمن السعودي؟!
من جهتي ووفقاً لما أشاهده من كركترات، ومن بعض ما يعرض من مسلسلات، فبلا شك سأرسم في مخيلتي صورة البدين الساذج .. إضافة إلى إظهاره بصورة غير المتعلم.
لكن ما الحقيقة؟.. وما ماهية رجل الأمن السعودي؟، الحقيقة التي لا جدال فيها .. أنه الأكثر تحقيقاً للنتائج الإيجابية في الحرب ضد الإرهاب وهي أخطر حرب وأشرس حرب عرفها الإنسان ، لأنها تنتمي لحروب العصابات المتغلغلة داخل المجتمعات، من تلك التي تنتمي لها وتتكلم بلهجتها ، فهل يليق بمن هو صاحب مثل هذا الإنجاز أن يصوّر بهذا الشكل؟
لسنا هنا بصدد مبالغة، ولا في محل مجاملة، لكن من لا يشكُر لا يشكَر، ويكفينا سوءًا تجاه رجال الأمن أن أشهر مسلسلاتنا ذلك الذي يشاهد في معظم الدول العربية قد قدم صورة رجل الأمن بشكل بشع، وكأن هذا المنتمي لنا من الجهل وعدم اللياقة بما يسيء لعمله ولمجتمعنا.
إن رجال الأمن هم الأساس في النظام وحفظ الحقوق والأمن والأمان، وإن كنّا لا ننكر أن هناك حالات شاذة قد تخرج عن المسار ، لكن هناك من يراقبها ومن يحاسبها.
صورة رجل الأمن ستستمر بيضاء وناصعة ولن تهتز وجدير بأن يتم التصدي وبكل حزم لأي محاولة للإساءة له بغير حق وبلا سند، وسط تأكيد أن الانتقاص من هيبة رجل الأمن تلميحاً أو حتى تمثيلاً تهدف بقصد أو دون قصد لزعزعة الأمن، ولاسيما وأنه من يمثل هيبة الدولة وقوة حفظ الأمن وفرض الأمان، ناهيك عن أن الاستهتار به أو الانتقاص من شكله وعمله أمر غير مقبول البتة .. وإذ أستغرب حين نستفز جميعاً ونصرخ حين يطول الأمر رجال الحسبة، حين رسمهم أو تقليد هيئتهم الخارجية، ولا نتحرك أبداً حين يمس من قاموا بالعمل العظيم من البطولات والتضحيات لحمايتنا من الإرهاب.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فجدير هنا أن نشير إلى أحد رجال الأمن ممن كانوا على ثغر من ثغور هذا الوطن في الحرب على الإرهاب وهو محمد بن نايف بن عبد العزيز، الذي بلغ تقديره واحترامه لرجال الأمن أنه كان معهم في خندق واحد في مواجهة المنحرفين فكرياً حتى نصرهم الله عليهم .. والإشارة إلى الأمير الشاب هنا لأجل إيضاح الحقيقة العظيمة التي كان عليها هو ورجال الأمن وكيف أنهم قد نجحوا في القضاء على مخططات وتدابير لم تستطع دول عرفت بتقدمها القيام بعمل مثله.. وهو دليل على أن رجل الأمن السعودي مقدام فاعل، ذو هيبة وقوة.. لا كما يصوره من أرادوا الإضحاك، والسخرية.
هؤلاء الرجال الذين يقدمون أرواحهم عن طيب خاطر في مواجهة الجريمة ومكافحة الإرهاب والمخدرات من أجل أن ينعم أبناء المجتمع بالأمن، يستحقون على أقله أن نكون معهم أوفياء حين ذكرهم أو التعرض لهم تمثيلاً أو رسماً.
وأختم بالقول .. دعونا نعيد الحق لأهله، خاصة لأولئك الذين يسهرون على حمايتنا، ويقاتلون لمنع الظلم عنّا، الذين لولا الله ثم إخلاصهم وولائهم لزاد شر الإرهابيين وزاد فسادهم، دعونا نحتمي بصدورهم التي تتصدى للشر عنّا، وعلى أقله أن ندعو لهذه الصدور بالصحة والعافية ، و نفتخر بها .. لا .. أن نتهكم ونزدري.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي