قراءة للوضع الراهن في الأندية الأدبية (2)

لم تغفل الصحف عما جرى من (مهازل) في النادي الأدبي في الطائف، لذلك أتصور أن المتابع للساحة الثقافية يعلم تفاصيلها، وهي باختصار أن مجموعة من اللجنة النسائية رفعن تظلماً لأمير منطقة مكة المكرمة يشتكين تجاهل مشاركتهن في فعاليات سوق عكاظ التاريخي، و قد اشتكين رئيس النادي والأمين العام للجنة الدكتور جريدي المنصوري أنه قام بإقصائهن مطالبات الأمير بالتدخل في الأمر من أجل حقوقهن رغبة منهن في المشاركة وتقديم ما لديهن من إبداع للنادي وفعالياته وقد كن خمس نساء: الدكتورة وفاء إسماعيل خنكار، الدكتورة نائلة محمد لفون، سارة الأزوري، ولطيفة قاري، ومزينة الغالبي.
كان لا يزال الأمر إلى هذا الحد قابلاً للنقاش بهدوء، إلى أن تجاوز الدكتور جريدي المنصوري الأمر بعد كتابته لمقالة بعد هذه الشكوى، رغم أنها غير مباشرة ورمزية جداً في فكرتها إلا أنها كانت تصف الحال وتتضمن إساءات لمن اشتكين والتقليل من شأنهن أيضاً، وقد أشار إليهن كما كتب في العنوان (سنبلة وخمس عجاف)، حدث بعد هذا أن قدمت غالبية أعضاء لجنة الإبداع في النادي استقالتها التي يرأسها خلف سرحان القرشي، وذكرن في خطابهن أن الأسباب عديدة وغالبيتها ترجع إلى تهميش جريدي المنصوري للجنة ذلك بعدم ذكر اسمها في الفعاليات التي تقام في النادي رغم مجهودهم فيها، وأيضاً اتخاذه لعديد من القرارات التي تخص فعاليات اللجنة دون استشارتهم، إضافة إلى التضامن مع عضوات اللجنة النسائية المتظلمات، أضيف إلى هذا الخبر الذي انتشر حول مجلة (وج) الثقافية التي تصدر عن أدبي الطائف وبعد غيابها لمدة سنة كاملة فقد صدرت نخبوية ومشاركاتها حصرية دون وجود إبداعات خارجية وكلها كما ذكر في الإعلانات ممن هم حول المنصوري.

كون المؤسسة ثقافية حكومية فإنه يتعين على جميع العاملين فيها، وأهمهم جريدي المنصوري لكونه الرئيس وغيره أيضاً، عليهم ألا يتصرفوا فيها وفق مآخذ شخصية أبداً، فكل فرد في النادي الأدبي يمثل النادي ويمثل المثقف المحلي.
من يشاهد ما حدث سيتعجب أن يصدر كل هذا عن المثقف (بغض النظر عن صورة المثقف التي عكسها البعض بطريقة تسيء للصورة الحقيقية)، لهذا باختصار ما حدث كان حقاً (مهزلة)!
من المخجل حين تجد أن واجهة ثقافية هي من الأساس موجودة للعمل على الساحة ونشر الإبداع والتثقيف تتصرف إدارتها كأنها قطاع خاص محكوم لشخصها وتنسف حقوقا وتسيطر على أخرى وكأن أحداً لن يحاسبها.
كان تجاهل اللجنة النسائية من البداية خاطئ حيث إنها تعد أيضاً لجنة أساسية في النادي الأدبي، تبعها الموقف الذي وضعه لنفسه المنصوري، ومن ثم ما ظهرت به المجلة الآن، كلها أحداث كانت أكبر من أن تعتبر عابرة في تاريخ النادي الأدبي في الطائف.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي