رياضيات التفاضل والتكامل في الصراع العربي - الإسرائيلي

أرسل لي الأخ فهد أن أجيب عن بعض تساؤلات الإخوة، وأكتشف من جديد أن من يرد علي لم يقرأني باستثناء ربما واحد انقلب على عقبيه وودع معسكر اللاعنف وآثر أن يخرطش سلاحه ويلتحق بجيش العنفيين..
ولا حرج وهو حقه..
ولكن التاريخ هو من سيعلم، فهو سيد الأساتذة فينتقم من المجرمين ويعاقب المغفلين..
ويجب أن نعلم أن الصراع العربي - الإسرائيلي هو مثل الرياضيات في التفاضل والتكامل والتابع والمتحول. ففي اللحظة التي تميل البوصلة فيها إلى أقطاب مغناطيسية جديدة تتأرجح الإبرة إلى شمال جديد.
وإذا أصبح العرب مثل الصين فليس أمام إسرائيل إلا أن تتحول إلى فورموزا وتايوان الشرق الأوسط.
وهو ما يقوله (جفري لانج) في كتابه (الصراع من أجل الإيمان) إن اليهود يخافون من انقلاب الزمن عليهم بما فيهم أمريكا ولذا فهم في حالة استنفار دائم لا يعرفون النوم. والأفضل للعرب أن يتوجهوا إلى ثلاثة أمور:
ـ إيجاد إذاعات باللغات العالمية وخاصة الإنجليزية لقضيتهم.
ـ وإخراج أفلام تحرر من هوليود وإنتاج ثقافة إنسانية سلامية بعيدة عن العنف والجنس.
ـ وثالثا الانتباه إلى تقنية الفضاء لأنه علم المستقبل.
ولكن كل هذا يحتاج لمناخ عقلي يحرر الإرادة والإمكانات.
وكما يقول مالك بن نبي فإن الاستعمار إذا وجدنا مشغولين في حرب طاحنة حول جنس الملائكة هل هي ذكر أم أنثى. فإنه سيبدل ثيابه دوماً فيظهر لحظة في شكل ذكر وأخرى على هيئة أنثى إن انهيار جهاز المناعي الداخلي عند العرب يصلح تفسيرا لوضع المرض المستفحل عند العرب تماما كما هو في علم الأمراض.
ومثلاً فنحن نعرف من علم الطب الإمراضي أن المرض لا ينفجر لأن الجرثوم غير موجود. وفي داخل أمعائنا مثلاً يوجد في كل ملغرام واحد من البراز 140 مليون جرثوم ولكنها في حالة تعايش مع الجسم.
ومن أعجب الأمور أن مرض الإيدز عندما انفجر عثر على فيروساته المسببة وهي المعروفة بالرتروفيرس أي الفيروسات القلوبة أو العكوسة باعتبارها تمشي عكس طبيعة الفيروسات فهي تتسلل إلى الكود الوراثي ثم تندمج به فتصبح قطعة من تشكيلته، وعندما يتكاثر تتكاثر معه الفيروسات التي هي من تركيبه.
أقول إن هذه الفيروسات الشرسة والخطيرة، التي تدمر الجهاز المناعي لا تفعل شيئاً للقرود التي تسبح في دمها حيث اكتشفت مع الثمانينيات وهي مصدر الآن للتجارب، فما السر أن كائنا يصاب وآخر لا يصاب؟ ....
إن هذه هي فلسفة المرض؛ سواء في مستوى الجسم عندما يمرض، أو الدول عندما تنهزم، أو الحضارات عندما تميل للانحطاط، بمعنى أن الاستعمار عندما بدأ يطل برأسه على العالم مع القرن التاسع عشر جاء من أوربا، فبعد أن كان الإسبان يضعون يدهم على الأراضي الواطئة مثل هولندا فقد مشت هولندا 20 ألف كيلومتر لتذهب وتضع يدها على عدد من السكان أكثر من عدد سكان هولندا عشرين مرة.
والقرآن يلفت نظرنا إلى أن النصر في المجموعات المتقاتلة يرجع فيها ميزان النصر والهزيمة إلى طبيعة التركيب الداخلي فقال: إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين.
والميزان هنا كما نرى أن واحداً يغلب عشرة، وهذا أمر غير معقول، ولكنه يصبح معقولا حينما يلتحم الفرد مع من حوله وفق تركيبة هندسية مختلفة.
والفحم حينما يغير تركيبته لا يبقى فحما بل يتحول إلى ألماس متوهج. وهنا تتحول قوته إلى عشرة أضعاف على نحو مذهل.
والصراع العربي - الإسرائيلي يفسر بموجب هذا القانون..
وطالما كان العرب مشرذمين فيمكن لثلاثة من اليهود أن يغلبوا ليس عشرينا من العرب بل مائتين كما هو حاصل.
والسؤال: متى يتفاهم العرب ويعرفوا أن مشكلتنا داخلية قبل أن تكون خارجية، وأن نهضة العرب ستجعل من إسرائيل تايوان الشرق الأوسط، وقتها ستأتي إسرائيل وقبلها أمريكا وأوربا لنيل رضا العرب..
متى يا ترى سيكون هذا؟؟
قل عسى أن يكون قريبا فستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا..

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي