"لهذا يكرهونكم"
المطلع على قرارات الكونجرس الأمريكي بشأن الاجتياح النازي الإسرائيلي لغزة، يصطدم بالواقع المرير الذي يعيشه العالم فجل الأعضاء قد وافقوا على الاجتياح وأيدوه موجهين رسالة جوفاء فحواها "إن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها".
السؤال الذي يطرح نفسه ، تدافع عن نفسها ممن ؟ من الأطفال؟ أم من العزل؟ أم من تلك الصواريخ البلاستيكية التي لا تساوي قيمة إطلاقها؟ أم من تصريحات حكّام (حماس) من أولئك الذين يتلاعبون بالشعارات ؟ ويمارسون التحديات، وبما جعلهم الفرصة الجيدة التي تبحث عنها إسرائيل لكي تستمر في غيّها وعدوانها.
أعود إلى الداعم الأمريكي المتغطرس لأقول إنه ليست المليارات التي اعتمدتها أمريكا لتحسين صورتها في الخارج هي من سيفعل ذلك ، وليس نشر القيم الأمريكية، حتى ولو بالقوة من يحقق الحب، إن من يجعل أمريكا في محل التقدير والحب هو المعنى الحقيقي للحب والسلام ،من خلال العدل ومنع الظلم ، ونصرة الضعيف المسكين المعتدى عليه.. وامتدادا لذلك أعاود التساؤل لماذا نسي الأمريكيون شعباً وكونجرس وعن عمد فكرة العداء الأساسية المبني عليها موقف الرفض لكل محتل وجائر، أو ليست تجربتهم في فيتنام ماثله للعيان ، أو ليس الشعب الأمريكي هو من أسهم في إيقاف ذلك العدوان ومنع استمراره.
أقول وبقلب صادق إنه من المحزن أن يكون أي شخص على وجه هذه البسيطة مهددا ويعيش رعب التهديد، سواء كان فلسطينيا أو أمريكيا.. لكن ما باليد حيله، فهذا ما جنته علينا السياسة، وبما أجج العنصرية التي تمارسها أمريكا لتجعل إسرائيل متسلطة باغية نازية.
أعود للكونجرس فهل صور الأطفال المدفونين الممزقين وحرق العائلات مجتمعة في بيوتها حق لإسرائيل تفعل إزاءه كل ما تريد؟ أم أن أمن إسرائيل لابد أن يكون له ثمن باهظ؟ وهل نسي مسيرو السياسة الأمريكية من اليهود ومواليهم الفعل النازي البغيض تجاه اليهود ؟ وهل عرفوا مراراته ؟ أم أن مذاقه قد طاب في حلوقهم وأرادوا للآخرين أن يتذوقوه.
تباً للسياسة العفنة، وتباً للانحياز القذر.. لكن ما نؤمن به أن التاريخ لن يسامح أمريكا ، ولا إسرائيل، ولن يجدوا في مستقبل الأيام والسنين من ينصت إليهم ولاسيما أنهم قد زادوا من حدة البغضاء ، وبما جعل بعض شباب يرى في موته حلاوةً وعزة لأجل إضرار أمريكا وإسرائيل.
أقول إنه ليس ببعيد ما حدث لنيويورك ، وهو فعل مشين لا يقره من في رأسه عقل ، لكن كنّا نتمنى أن يكون ذلك الفعل سبيلاً لنزع تلك البذرة التي تؤدي إلى الشر والقتل ، لكن .. يا قوة الله، الأمريكيون أنفسهم هم من يغذيها وسط تحد سافر لكل معاني الإنسانية، وقدسية الروح، ولا يعنيهم العالم أبدا لأنهم يملكون السيطرة عليه .. وأعان الله من خصمه أمريكا وإسرائيل!