متى سيتم الإفراج عن سهم "أنعام"؟

في العام الماضي، أعلنت هيئة السوق المالية عن إعادة سهم شركة أنعام للتداول اعتبارا من تاريخ 20 شباط (فبراير) 2008م على أن يكون ذلك خارج نظام التداول الآلي المستمر وفق ضوابط و إجراءات محددة بعد أن أعلنت الهيئة قبل ذلك عن تعليق تداول السهم لفترة زادت على العام نتيجة لتجاوز الخسائر المتراكمة نسبة 75 في المائة من رأس المال، حيث شددت نصوص هذين القرارين على ضرورة استقرار الوضع المالي للشركة وهو إجراء سليم نشكر هيئة السوق المالية عليه حماية لمصالح المساهمين.
خلال العامين الأخيرين، قامت الشركة بإعادة هيكلة رأس المال من خلال تخفيضه من 1,200 مليون ريال إلى 109 ملايين ريال كما قامت أيضاً بإعادة هيكلة نشاطاتها التشغيلية حيث تخلصت من بعض الأصول غير المربحة وركزت على النشاطات المربحة لها إضافة إلى تخفيض المصروفات بشكل ملحوظ. في السياق نفسه، قامت الشركة ببذل جهود لفك رهن أراضيها في منطقة الجوف وتسييل الضمانات البنكية وإعادة ترتيب استثماراتها في أستراليا بهدف إزالة جميع ملاحظات مراجع الحسابات الخارجي.
كانت نتيجة ذلك أن تمكنت الشركة من تحقيق صافي ربح لعام 2007م بلغ 6,3 مليون ريال وتحقيق صافي ربح حتى الربع الثالث من عام 2008م بلغ 6,2 مليون ريال إلا أن اللافت حقاً أن النتائج المالية تضمنت تحقيق أرباح تشغيلية بلغت نحو 972 ألف ريال لعام 2007م و 419 ألف ريال في الربع الثالث من 2008م، وهو ما عجزت الشركة عن تحقيقه لأكثر من 20 عاما (منذ أن مارست نشاطاتها التجارية لأول مرة).
المهم في الموضوع أن الشركة تمكنت من التخلص نهائياً من رصيد الخسائر المتراكمة وهو ما يعد السبب الرئيسي للمشكلة، بل أصبح لديها الآن احتياطيات نظامية ورصيد للأرباح المحتجزة حيث بلغت الاحتياطيات قيمة تزيد على 12 مليون ريال تمثل نحو 11 في المائة من رأس المال، مما يدل على استقرار الوضع المالي للشركة وبالتالي انتفاء الحاجة لاستمرار تداول سهم الشركة خارج نظام التداول الآلي المستمر لأكثر من عامين كاملين وهو ما تسبب في ضرر كبير لمساهمي الشركة.
التساؤل الآن: ماذا لو تضمنت القوائم المالية المدققة لعام 2008م تحقيق أرباح للعام الثاني على التوالي ... هل سيستمر تداول سهم الشركة خارج نظام التداول الآلي المستمر؟ و لماذا لا نكافئ الشركة على إنجازاتها وهي التي تحاول معالجة أخطاء غيرها؟ والأهم من كل ذلك، إلى متى سيبقى هذا الوضع المعلق؟