الصندوق الخيري.. شكرا ولكن!

على مدى أسبوعين طرحنا هنا في "موعد" قضايا عن الصندوق الخيري الوطني, تتعلق الأولى بإجبار المستفيدين على إعادة نصف قيمة المنحة التعليمية بعد الوظيفة، والثانية حول إلزام الطلاب دفع 1500 ريال كرسوم جدية. قلنا هنا إننا لسنا ضد الصندوق ولا مسؤولي لكن انحيازنا للفقراء الذين ينتظرون مساعدات الصندوق للتغلب على الفقر الذي يحدق بهم. فليس من المعقول أن تتحدث عن فقراء وتطالبهم فيما بعد بإعادة ما تقول إنه "منحة".
الثلاثاء الماضي أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية في بيان علته عبارة "تصريح عاجل" وصادر من مكتب الوزير أن مجلس إدارة الصندوق الخيري قرر أن تكون المنح مجانية بالكامل (100 %)، وكذلك إلغاء الرسوم الأخرى كافة، والمقصود بالرسوم الأخرى رسم الجدية طيب الذكر.
لا يمكن لنا تجاوز مثل هذا القرار قبل أن نقول لوزير الشؤون الاجتماعية شكرا نيابة عن الفقراء وأبنائهم، وشكرا مرة أخرى لأن القرار يؤكد تجاوبك وتفاعلك مع ما طرحناه في هذه الزاوية، رغم اعتقاد "البعض" للأسف أننا ضدهم.
لكن رغم الشكر والثناء، فلا يزال هنا كثير من الأسئلة حول الصندوق, أولها عن الموقع الإلكتروني للصندوق, الذي لا يوجد إلا في الإعلانات المنشورة في الصحف أحيانا واللوحات الدعائية المنتشرة في الشوارع، وإلا فإن الشبكة العنكبوتية لا تعرف له مقرا رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على إنشاء الصندوق، لذلك يجدر بنا سؤال إدارة الصندوق: أين موقعكم الإلكتروني؟ ولماذا يتم الإعلان عنه في مطبوعاتكم ولوحاتكم رغم أنه غير موجود على أرض الواقع؟
أما السؤال الثاني فيتعلق بالتقارير السنوية للصندوق فحتى الآن لم نقرأ أي تقرير سنوي موسع يتطرق إلى الإيرادات والمصروفات، وحجم المشاريع الفعلية، وأوضاع الأسر التي تمت مساعدتها، فعلى حد علمي فإن ما أعلن سابقا لا يتجاوز تقريرا مختصرا عن برامج المنح أو مشاريع الأسر المنتجة.
قبل أن نوارب ملف الصندوق - لأننا سنعود إليه متى ما دعت الحاجة - نأمل من مجلس الشورى الموقر على اعتبار أنه صوت المواطن مناقشة تقارير ومشاريع الصندوق مثل بقية الجهات الحكومية الأخرى، بل إن الصندوق في هذه المرحلة بالذات التي تهمش فيها الطبقة المتوسطة بفعل العوامل الاقتصادية والمعيشية من أكثر الجهات التي تحتاج للمتابعة والمناقشة والدعم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي