تجميل القوائم المالية أم تنظيف المستقبلية ؟

مع اقتراب نهاية العام المالي 2008 وفي ظل ما يعيشه العالم فإنه وبلا شك أن الدوائر المالية بالشركات ومكاتب المحاسبة القانونية تراجع وتعد قوائمها المالية وربما يكون هناك اتجاهان لإعداد هذه القوائم أما اعتماد مبدأ تجميل القوائم ! وإما التنظيف للقوائم القادمة!
إن أساليب ما يسمى بتجميل القوائم المالية لتحسين المركز المالي و نتائج النشاط تعمل عبر الاستفادة من بعض الثغرات في الأنظمة المحاسبية وطريقة التبويب لإخفاء أو التقليل من آثار خسائر فعلية، أما التنظيف للقوائم المستقبلية هو محاولة إغلاق جميع المركز السلبية والمراكز الخاسرة في هذه القوائم وإظهارها كما هي بل وربما استغلال الفرصة لإغلاق مراكز خاسرة معلقة منذ سنوات وذلك بالاستفادة من الأجواء العامة القابلة لتلقي الأنباء السلبية، ولعل القرار الصعب ولا سيما أمام ملاك الأسهم بالشركات المساهمة هو هل يتم الاتجاه إلى تجميل القوائم؟ وبالتالي استمرار تحمل الشركة وتجزئة وتقسيط إظهار الضعف أو الخسائر على عدة أرباع قادمة أو أظهار جميع الخسائر مرة واحدة بقوائم نهاية العام المالي 2008 بحيث يسهل على الشركة تحسين الأداء مبكرا خلال عام 2009 وذلك لإلقاء الخسائر خلف ظهرها، ولكن من يميل إلى التنظيف عليه أن يضع عين على وكالات التقييم التي ستؤثر في سمعة شركته أمام المقرضين وبالتالي زيادة تكلفة التمويل.
ربما تكون هذه إحدى المفردات التي تعم اجتماعات الإدارات المالية ومكاتب المحاسبة القانونية، والذي أود أن أنبه المحللين والمتابعين إلى عدم الأخذ بالأرقام المعلنة من قبل الشركات بشكل سريع لأن عام 2008 تحديدا يحتاج إلى تدقيق فيما سينشر من ميزانيات ومراكز مالية وطريقة تبويب الأرقام، ويجب أن نلحظ أن هناك ثغرات في التبويب وملاحظة توقيت إعلان الشركات فالشركات التي لها مشاركات أو حصص باسهم عالمية ربما تعمد إلى إظهار النتائج مبكرا قبيل إعلان الشركات الخارجية لمراكزها المالية، كذلك تقييم مخصصات الشهرة، وقيمة المخزون بالقيمة السوقية، كذلك تقييم الاستثمارات ومحافظ الاستثمار والديون المتعثرة المشكوك في تحصيلها.
والله أعلم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي