الشبه بين شبكاتنا ذات للنطاق العريض وشبكة أستراليا المستقبلية

بدأ العمل في استراليا لإنشاء شبكة محلية ذات نطاق عريض National Broadband Network تكلف مليارات الدولارات. ذكر وزير الاتصالات الأسترالي أن إنشاء شبكة محلية تغطي القارة سيكلف أكثر من ثلاث ونصف مليار دولار. وقد حدث تأخير كبير لهذا المشروع مما جعل كثيرون يعتقد استحالة تنفيذه.
وبما أن طبيعة أستراليا تشبه - إلى حد كبير - طبيعة المملكة العربية السعودية. ذلك لوجود مساحات شاسعة خالية من السكان, ومدن مكتظة ومزدحمة بالمباني, ولكنها متباعدة, وكذلك تناثر المدن الصغيرة والقرى, ومعدّل السكان في الكيلو المربع - قد تكون متقاربة - ففي أستراليا يبلغ معدّل السكان 2,7 فرد لكل كيلو متر مربع, مما يجعل بناء شبكة محلية ذات نطاق عريض باهظ التكلفة.
بدأ تقديم العروض من قبل الشركات المنفذة في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) لعام 2007م, على أن يبدأ تنفيذ المشروع في بداية عام 2009م.
تعتمد هذه الشبكة على الألياف البصرية Fiber Optic, ولكن لا يمكن تغطية كافة القارة, مما جعل بعض الشركات تتقدم بعروض تستخدم فيها الاتصالات اللاسلكية مثل الواي ماكس Wi Maxوالأقمار الاصطناعية . وبما أن الهدف الأساسي بناء شبكة تعتمد على الألياف البصرية, فإن القرار في استخدام الاتصالات اللاسلكية محكوم بميزانية المشروع وسياسة الدولة الأسترالية.
الهدف من كتابة هذا التقرير, الربط بين ما ذكرناه في مقالنا السابق حول شبكات النطاق العريض, وأنّا أصبحنا في حاجة ملحة إلى هذه الشبكة نظراً لازدياد الحاجة إليها. وهذا المشروع العظيم يعتبر من المشاريع الاستراتيجية والحيوية رغم أنها باهظة التكاليف وهو الذي يسهم مساهمة فاعلة في قوة الاقتصاد وبناء مجتمع المعرفة.
خمسة وثمانون في المائة من سكان أستراليا منتشرون في القرى المطلة على البحار وتتناثر المنازل في بعض الناطق بمعدل كيلو بين كل منزل وآخر. كذلك بين كل مدينة ومدينة لا يقل عن مئة كيلو متر مما يجعل هذه الشبكة مكلفة اقتصادياً.
الهدف الأساسي من إنشاء الشبكة الأسترالية تغطية ثمان وتسعين 98 في المائة من السكان وبسرعة تصل إلى اثني عشر ميجا بايت في الثانية (12 Mbps . علما أن معدل سرعة إرسال الشبكة الحالية لا تزيد على 1.7 Mbps ميجا بيت في الثانية تلبي – فقط - نحو 60 في المائة من حاجة السكان.
رغم تطلعات أستراليا لبناء شبكة عظيمة, إلا انه لا تزال بعيدة كل البعد عن مضاهاة جاراتها من الدول, مثل: اليابان وكوريا الجنوبية. إذ إن شبكاتها تعمل عند معدلات عالية جدا. يبلغ معدّل الإرسال في شبكة اليابان الوطنية 64.6 Mbps ميجابت في الثانية وفي كوريا الجنوبية 49.5 Mbps ميجابيت. وهذا دليل على أن التقدم التقني للدول ينعكس على بناء شبكاتها. لذا فإنه يجب علينا التطلع إلى التطبيقات المستقبلية ذات النطاق العريض, ومن ثم بناء شبكات محلية تفي بالحاجة. إذ أن الحاجة إلى شبكة وطنية تعمل عند سرعات عالية أصبحت ملحة, مثل حاجتنا إلى شبكات الكهرباء والماء والغاز.
يعتمد معدّل إرسال الكيابل النحاسية على المسافة وعدد المشتركين, ولكنها الأجدى اقتصاديا. بينما الألياف البصرية تضمن معدلات إرسال واستقبال عالية إلى المنازل, ولكنها عالية التكلفة. فعندما ترغب أستراليا في إيصال الفايبر إلى كل منزل, فإن التكلفة سوف تزيد بمقدار سبعة أضعاف قيمة العقد الحالي.
الحل في الدمج بين الاتصالات السلكية واللاسلكية حسب الحاجة. بحيث تكون الألياف البصرية داخل المدن, و الواي ماكس للمدن والقرى المجاورة. أما بالنسبة للأقمار الاصطناعية فيمكن استخدامها للمناطق البعيدة, ولكنها الأقل في معدّل الإرسال upload نحو 500 كيلوبايت ومعدّل الاستقبال download (عند نحو 1,5 ميجا بت).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي