تكريم القيادة وفخر الأبناء

يشقى الآباء لكي يسعدوا أبناءهم. فتجدهم حريصون على صحتهم وتعليمهم وتوجيههم التوجيه السليم. ومهما قدم الأبناء لآبائهم من هدايا أو جزاء فإنه لن يفي بحق الأب على ابنه أبداً. ولكن عندما يقبل هذا الأب الحاني هدية متواضعة من ابنه ويبتسم في وجهه ويشكره، فإنها عند الابن تعني الشيء الكثير. بالأمس القريب رأينا تطبيقاً عملياً - لهذا الدرس العظيم - على أرض الواقع، يثبت العلاقة الحميمة بين القائد وأبنائه.
في أول حدث من نوعه على مستوى وطننا الغالي تتجلى فيه المحبة والتلاحم بين القائد وأبنائه تفخر جامعة الملك سعود ومنسوبوها بقبول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز درجة الدكتوراه الفخرية تقديراً لجهودهما في دعم التعليم وتطويره وأدائه وإصلاحه، وتقديراً للدعم اللامحدود لرقي وتطوير وأداء التعليم العالي وبناء مستقبله لخدمة الوطن والمواطن وقيادته السامية الرشيدة، الذي تحقق على خطى ما سبق من عطاءات كريمة وإنجازات عظيمة وجهود بناءة لمسيرة التعليم العالي ومؤسساته والبحث العلمي ومجالاته التي يرعيانها - حفظهما الله.
الحقيقة أنه فخر لكل خريج في جامعة الملك سعود بتفضلهما بالموافقة على قبول هذه الشهادة الفخرية المعبرة عن بالغ التقدير والامتنان - من معالي مدير الجامعة وأعضاء المجلس العلمي - على دعمهما السخي ورعايتهما الدائمة لمسيرة التعليم عامة في هذا الوطن المبارك وازدهارها بما يمكن من الإعداد الأمثل لأجيال مؤهلة لخدمة دينها ثم مليكها ثم وطنها على أكمل وجه بإذن الله.
في هذا العهد الميمون تجلى اهتمام خادم الحرمين الشريفين الكبير بالتعليم العالي في إنشاء تسع جامعات جديدة في عدد من مناطق المملكة ومحافظاتها. أسهمت في نشر التعليم الجامعي في نحو 75 محافظة، إضافة إلى موافقته (الملك عبد الله)، على إنشاء عدد من المدن الجامعية الجديدة، وإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والموافقة على اعتماد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي يعد أضخم برنامج وطني لتنمية الموارد البشرية، ودعمه تمويل إنشاء مراكز بحثية في مجال التقنيات متناهية الصغر – النانو -، وكذلك تشجيع العلماء والمخترعين بالجوائز والأوسمة. وأيضا دعم ومؤازرة ولي العهد الأمين، ومن هذا الدعم تمويل برنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمي للمنح البحثية المميزة، وتأسيس مركز الأمير سلطان للتقنيات المتقدمة، وتأسيس مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء، وإنشاء جائزة الأمير سلطان لأبحاث المياه لتحفيز البحث والتطوير في مجالات المياه المختلفة، وتمويل مجموعة من كراسي البحث في مجالات المياه والبيئة والحياة الفطرية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وتمويل الجمعية السعودية للاقتصاد، وغيرها من الجمعيات والفعاليات العلمية المختلفة.
نيابة عن كافة أبناء الوطن وبناته أتقدم بخالص الشكر وعظيم الامتنان لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على تفضلهما بقبول هدية متواضعة - الدكتوراه الفخرية – من أبنائهم تعبيراً وعرفانا لمنجزاتهما ودعمهما السخي للتعليم العالي والبحث العلمي في الجامعات السعودية، لكي تتمكن من تحقيق منجزات على مستوى العالم لتسهم من خلالها في تحويل جزء من اقتصادنا الوطني إلى اقتصاد يقوم على المعرفة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي