هبوط بعد هبوط .. فهل يتمسك المؤشر بمستوى 5000 مع عدم وجود مؤشرات إيجابية؟

استمر هبوط مؤشر الأسهم السعودية للأسبوع الثاني على التوالي ويأتي هذا الهبوط استكمالاً للهبوط المُتتابع منذ بداية الأزمة المالية العالمية، وعلى الرغم حالة من عدم الوضوح إلا أن الكل يعلم في قرارة نفسه أن أسعار الأسهم أصبحت مُغرية جداً ولكن ما زلنا بانتظار التوقيت الأنسب ونراقب الوقت الذي سيتوقف فيه هذا النزيف، ولقد أسهم هبوط سهم "سابك" في استمرار حالة التشاؤم إذ إنها هبطت بنسبة 33 في المائة تقريباً منذ بداية الشهر الحالي وتركت مركز قيادة السوق لأسهم أخرى.

الاستقرار تحت 5000

كان الأمل معقوداً على مستوى خمسة آلاف كدعم إلا أن إغلاق مؤشر السوق في اليومين الأخيرين دونه جعل منه مستوى دعم ضعيف حتى الآن، وننتظر خلال اليومين المقبلين لنرى هل سيعود مؤشر السوق فوق مستوى خمسة آلاف نقطة وأقول هذا لمزيد من التأكد، ومما يزيد من احتمالات استمرار الهبوط هو الحدّ السفلي لمؤشر "بولينجر باند" الذي يميل أكثر للأسفل فاتحاً الطريق لمزيد من الهبوط كما سنرى في التحليل الفني بتفصيل أكثر.
لقد أغلق مؤشر السوق عند مستوى 4880.4 نقطة ليُسجل هبوطاً خلال الأسبوع بنسبة 11.03 في المائة وكان قطاع البتروكيماويات هو الأكثر هبوطاً بنسبة 15.8 في المائة بفعل سهم "سابك"، ولم يسلم قطاع "البناء" من هذا الانجراف وكذلك قطاع الإعلام الذي يبدو أنه سيشهد المزيد من الهبوط، ويبقى أن أقل قطاعات السوق هبوطاً قطاعا "الطاقة" و"الفنادق" بنسبة وصلت إلى 1.1 و1.96 في المائة على التوالي، بينما بقية قطاعات السوق تجاوز هبوطها نسبة 5 في المائة.
#2#
أداء مؤشر السوق وقطاعاته خلال الأسبوع الحالي

التحليل الفني

عند تحليل مؤشر السوق على الرسم البياني اليومي فإنك لن تجد إلا فكرة واحدة عامة وهي أن السوق في مسار هابط وأنه في كل مرة يُسجل قاعاً جديداً ولا يحترم مستويات الدعم الأفقية ولا النفسية مثل مستوى خمسة آلاف نقطة الذي واجهه قبل أيام، كما أن مؤشر بولينجر باند السفلي يفتح المجال أكثر نحو مزيد من الهبوط.
في مثل هذه الحالة فأنت أمام حالتين هي إما أن السوق في هبوط واضح وبالتالي تنتظر حتى يُعطي إشارة واضحة مؤكدة تدل على تغيير المسار الهابط وإما أن اختار التحليل على الرسم البياني اللحظي أي 60 دقيقة وأقل حتى تُنقب وتبحث عن الفرص وهذا يعني ارتفاع درجة المُخاطرة لمن يتداول بشكل سريع أي أنه يختار المُضاربة اليومية Daily Trader وهذه في غاية الصعوبة وتحتاج إلى خبرة وتفرغ كامل.
للمُتداولين المُتحفظين جداً أرى أن يُراقبوا مؤشر السوق على الرسم البياني الأسبوعي لمدة مُعتبرة حتى يتأكدوا من تحول مسار السوق ووصوله إلى قاع متين جدير بأن يرتد منه السوق، فعند النظر إلى الرسم البياني الأسبوعي لمؤشر السوق كما في شكل (1) نجد أن السوق حاول التماسك في الأسبوع الأخير من تشرين الأول (أكتوبر) وأول أسبوعين من الشهر الحالي كما يتضح في الرسم، ولكنه لم يتمالك نفسه واختار الهبوط بقوة هذا الأسبوع مُحطما مستوى دعم كان عند 4932 نقطة.
من هنا فإن مؤشر السوق إذا أغلق في الأسبوع المقبل على انخفاض تحت مستوى 4932 نقطة أيضاً فعندها يكون قد تأكد هبوطه أكثر وأما إذا عاد السوق ليرتفع فوق مستوى خمسة آلاف نقطة فنكون بذلك قد عدنا لحالة الأمان النسبي أو المرحليّ وسيطمئن السوق قليلاً، وإن كنت أميل إلى استمرار الهبوط ذلك أن مؤشر السوق استقر كما في شكل (1) لثلاثة أسابيع وبعد الاستقرار اندفع للهبوط.

#3#
الفرص الآمنة

ما زلت أتحدث للمُتداولين المُتحفظين وأقول بالطريقة نفسها التي حللنا فيها مؤشر السوق على الرسم البياني الأسبوعي فإني أقترح فحص الأسهم ومؤشرات القطاعات للبحث عن الفرص الآمنة، وعلى سبيل المثال لو اطلعنا على شكل (2) وفيه الرسم البياني الأسبوعي لمؤشر الطاقة سنجد أنه يميل للثبات عند مستويات 3500 نقطة منذ أربعة أسابيع كما أن مؤشر "الماكد" في طريقه إلى إعطاء إشارة إيجابية بالتقاطع الإيجابي بين مؤشريه السريع والبطيء ومن هنا أتت ضرورة مراقبة أسهم قطاع الطاقة، وهذه الفكرة التي بينتها تنبطق على قطاع "الاستثمار المُتعدد" ويحتاج الأمر إلى التثبت والمراقبة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي