عقوبة رياضية على صلعة عمرو

بأبي أنت وأمي يا خليفة رسول الله يا عمر يا فاروق يا بن الخطاب يا ناطقا بالحق والصواب، لقد سننت أول عقوبة رياضية فورية في الإسلام ولمن؟ لقبطي في أرض مصر، أذبت بها القبلية والحضرية والهوية والمذهبية والطبقية عقوبة تنحني لها قامات العالم إجلالا وتعظيما قصة عمر مع القبطي معروفة، وتتلخص في أن عمر، رضي الله عنه، استخلف عمرو بن العاص حاكما على مصر ، فجرى في عهده سباقا لركوب الخيل وكان بين المتسابقين فتيان أحدهما محمد بن عمرو بن العاص حاكم مصر، والآخر فتى ذمي مصري قبطي الديانة، فسبق القبطي بفرسه فرس محمد بن عمرو بن العاص، فثارت ثائرة ابن الحاكم فهوى ضربا بالسوط على الفتى القبطي قائلا له ( أتسبقني وأنا ابن الأكرمين ؟)، فغضب والد الغلام واتجه صوب المدينة المنورة برفقة ابنه ولم يتجه إلى لجنة الانضباط ودهاليزها، بل مباشرة إلى أمير المؤمنين عمر الفاروق الأمير العادل للمؤمنين وغير المؤمنين يشكو له ومستجيرا به فغضب عمر غضبا شديدا، وطلب من الشاكي الإقامة بالمدينة، وكتب خطابا إلى عمرو بن العاص في تسع كلمات ولم يزد (إذا وصلك خطابي هذا فاحضر إليّ وأحضر ابنك معك) فأحس عمرو بن العاص بأن هناك أمرا جللا فسار من فوره إلى المدينة وقيل في حملة للحج حتى أتى وابنه عمر بن الخطاب فأجلسها عمر وأجلس الفتى القبطي وسمع من كلا الطرفين حتى استيقن من الأمر فقام عمر، رضي الله عنه، وأعطى درته - وقيل سوطا - إلى الفتى القبطي وقال له اضرب ابن الأكرمين يقول أنس رضي الله عنه، في إحدى الروايات (فلقد ضربه ونحن نشتهي أن يضربه فلم ينزع حتى أحببنا أن ينزع من كثرة ما ضربه وعمر يقول اضرب ابن الأكرمين)، وعندما فرغ قال عمر للفتى القبطي أدرها أو ضعها على ضلع أو صلعة عمرو، فإنما ضربك بسلطان أبيه فقال الغلام إنما ضربت من ضربني وفي رواية قال استوفيت واشتفيت فقال عمر أما والله، لو فعلت ما منعك أحد حتى تكون أنت الذي تنزع ثم أقبل على عمرو بن العاص قائلا قولته الخالدة (يا عمرو، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ ) تلك كانت أول عقوبة رياضية رسمية في الإسلام جرت أمام الملأ على ابن حاكم مصر لم يمكث فيها ابن الخطاب طويلا ولم يحلها إلى لجان أو إلى تحقيق أذاب فيها الفوارق والملل والمذاهب والعصبية والقبلية وأذاب فيها الفوارق بين الحاكم والمحكوم، سواء كان قبطيا أو مسلما أو يهوديا كيف لا يا أبا حفص، وأنت تدافع عن شريعة الإسلام، ونقائها وسمعتها تلك وقفة خالدة بين عمر وعمرو ينحني لها التاريخ إجلالا وتعظيما ، أليس عمر هو القائل علموا أولادكم السباحة والرماية وأن يثبوا على الخيل وثبا (وفي رواية وركوب الخيل) يا أهل اللجان، يا محترفي التحقيق والامتحان، يا أهل التأجيل واللف والدوران ألم تسمعوا قول نبيكم، صلى الله عليه وسلم، (اتبعوا سنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ )
فاعلموا إن كنتم لا تعلمون لله، إن عمر هو ثاني الخلفاء وشهيد المحراب ، لله درك يا أبا حفص فقد أديت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده حتى أتاك اليقين .
والله المستعان،،،

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي