شبكات الجيل القادم عريضة النطاق
ستواجه شركات الاتصالات وموفرو خدمة الإنترنت ـ خلال السنوات الخمس المقبلة ـ طلبات متزايدة لتطبيقات النطاق العريض. نظراً لانتشار المدن الاقتصادية والجامعات. فعلى سبيل المثال: كان لدينا ثماني جامعات, وخلال أربع سنوات أصبحت 20 جامعة في أكثر من 70 محافظة, وجميع هذه الكليات تحتاج إلى تطبيقات النطاق العريض في التعليم الإلكتروني, والتعلم عن بعد وفي تطبيقات التسجيل عن طريق الإنترنت, وتطبيقات أخرى مثل: ربط المستشفيات وطنياً وعالميا ببعض, وتطبيقات الحكومة الإلكترونية, وتطبيقات البيع و الشراء من خلال الإنترنت, وتطبيقات أخرى لا يتسع المجال لذكرها.
تمتلك المملكة العربية السعودية كافة المقومات التي تؤهلها لاستقطاب استثمارات في مجال إنشاء شبكات جيل قادم وطنية من خلال ما يتحلى به السوق السعودي للاتصالات من تحرر وتنافسية عالية ووجود بيئة تنظيمية تتسم بالعدالة والشفافية ممثلة في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والهيئات الأخرى المحاسبية والقانونية والجمعيات السعودية, إضافة إلى توافر الأيدي العالمة ذات الكفاءة والخبرة والقادرة على مواكبة التطورات التقنية في عالم الاتصالات المتسارع. أعلم أن هناك عدد من الشركات التي بدئت جدياً في تطبيقات شبكات الجيل القادم في المملكة, ولكن الطلب ـ في المستقبل القريب ـ سيكون أكثر من العرض.
يوجد في المملكة عدد من الشركات المتنافسة ونظرا للتحديات التي تواجهها في إنشاء مثل هذه الشبكات من ارتفاع التكاليف والوقت الطويل نسبيا لإنشائها, إضافة إلى التحديات التقنية, علما أن بعض هذه الشركات يوجد لديها شبكات سلكية ولاسلكية متطورة ولكن قد تواجه صعوبة في التوصيل إلى بعض الأحياء السكنية أو المؤسسات الحكومية والخاصة التي لا يوجد بها بنية تحتية مناسبة لتطبيقات النطاق العريض. وتعد المملكة العربية السعودية من البلدان العربية الأكثر نسبة لانتشار الإنترنت وتقليل الفجوة الرقمية بين فئات المجتمع وذلك بكسر احتكارية المشغل القائم بالبنية التحتية.
سيوفر إنشاء شبكات الجيل القادم تقديم خدمات الاتصالات المختلفة من صوت وصورة وبيانات ذات جودة عالية وبتكلفة منخفضة من خلال إنشاء بنى تحتية حديثة ومتطورة يستفيد منها مشغلو الاتصالات ومقدمو الخدمات المختلفين عبر بيع أو تأجير سعات معينة منها ودون الحاجة لإنشاء الشبكة الخاصة بكل مشغل باستثناء الجزء المتعلق بالوصول من المستفيد من الخدمة إلى أقرب نقطة لهذه الشبكة، مما سيشجع الكثير من الشركات على الاستثمار في القطاع ويزيد ونوعية وشمولية الخدمات المقدمة من الشركات المشغلة والمزودة للاتصالات.
هل الاتصالات باستخدام الألياف البصرية إلى كل منزل ستصبح حقيقة؟
خلال السنوات العشر الماضية نمت تطبيقات الشبكات اللاسلكية نموا مذهلا ولا تزال في مراحل التطوير. كما نعلم أن الألياف البصرية يمكن أن تصل إلى سرعات عالية جدا نسبتا إلى الاتصالات اللاسلكية.
نظريا وعلميا نستطيع أن نقول إن الألياف البصرية هي الوسط الأسرع والأكبر نطاقا ولكن المشكلة تكمن في تطبيقها على أرض الواقع. فهي تحتاج إلى تقنيات عالية لكي تصل إلى كل منزل, وهذه التقنيات باهظة التكاليف في الماضي ولكنها أصبحت معقولة حاليا, إضافة إلى أن هناك أبحاثا جارية في هذا المجال للحصول على تقنية رخيصة الثمن و ذات كفاءة عالية. كذلك عملية الحفر في الطرقات وبين الأحياء تشكل عائقا كبيرا, نظراً لوجود إجراءات طويلة ومعقدة جداً لكي تحصل على ترخيص حفر لعدة شركات وعدم التضارب فيما بينها ومع المؤسسات الأخرى. لذا فإنه يجب التفكير جدياً في تمديد شبكات لكيابل الألياف البصرية في جميع الأحياء السكنية الجديدة لكي يسهل الوصول من المستفيد من الخدمة إلى أقرب نقطة لهذه الشبكة. ويقوم بتنفيذها شركات الاتصالات في المملكة ومن ثم يكون لهم أحقية استخدامها أو تأجيرها.
وأخيرا أقترح طرح استفتاء على الشركات المحلية والعالمية ومن لديهم خبرة كافية للتعامل مع هذا النوع من الشبكات.