مطار الملك خالد الدولي.. وكلمات لهيئة الطيران المدني

نتفاءل كثيراً بالتنظيم الجديد لهيئة الطيران المدني وخبرة رئيس الجهاز الأمير فهد بن عبد الله في تطوير قطاع الطيران من رقابة جوية، وخطوط طيران وممرات جوية ومعدات ونظم ملاحية، وتسهيل إجراءات العبور واستخدام الأجواء السعودية وإنشاء المطارات، وهي من أهم القطاعات التي تشرف عليها الهيئة ... المطارات واجهة للدولة يجب الاعتناء بها وبحكم أن مشروع تطوير وتوسعة مطار الملك عبد العزيز في جدة قد بدأ فليس لنا إلا أن نسأل عن ماذا سيتم في توسعة وتطوير مطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض، حيث إن عمره الافتراضي قد انتهى من حيث البنيان والطاقة الاستيعابية، والمطلوب الآن وبشكل عاجل تطوير وتوسعة هذا المطار بحيث يكون مطاراً دوليا يليق بالعاصمة وبالاسم الذي يحمله على أن تكون توسعته وتطويره على أعلى المواصفات والمقاييس وبشكل جذري وبدون ترميم وترقيع على أن يراعى أن تكون به مساحات كافية للتوسعات المستقبلية ولاستيعاب حركة المسافرين لـ 40 سنة قادمة، وعلى أن يشتمل على تسهيلات وخدمات مثل فندق داخلي للمسافرين العابرين وصالات للدرجة الأولى ودرجة الأعمال وأماكن انتظار كافية عند بوابات دخول الطائرات، وأسواق متنوعة وفاخرة وبعدد كاف ويحتوي على عدد كاف من دوارات المياه والمطاعم والمقاهي والمصليات ومصحة (spa) ومصارف وملاعب أطفال وأماكن للتدخين تكون معزولة وجيدة التهوية، ويجب أيضا أن تكون هناك طاولات (كاونترات) جوازات كافية لمواطني دول الخليج وأخرى للزائرين (تأشيرات الزيارة ) وأخرى للعاملين (تأشيرة عمل أو إقامة) وأخرى إلكترونية لأن وضع طاولات الجوازات الحالي مزر بحيث تجد طوابير انتظار للأجانب غير مقبولة بالمعايير العالمية، كما يجب أن يحتوي على عدد كاف من سيور العفش بحيث يكون لكل بوابتين سير مستقل وهذا على أقل تقدير بحيث لا يحصل ازدحام على سيور العفش، كما يجب أن تكون هناك نقاط تفتيش جمركي وبوابات خروج كافية وتكون هناك مساحات ومقاه ومطاعم وأسواق وبنوك ومصليات بعد الخروج في صالة الاستقبال وأماكن انتظار للمستقبلين وأماكن كافية لتأجير السيارات والفنادق والصرافات وأماكن لسيارات الأجرة والحافلات.
أما بالنسبة للمغادرين فيجب أن تكون هناك أرصفة متعددة لإنزال المسافرين من السيارات حتى لا يحدث تكدس عشوائي للسيارات أمام الصالات، وتكون هناك مساحات واسعة وطاولات لإدخال العفش والحصول على بطاقات الصعود ويكون عدد هذه الطاولات بكمية مناسبة لكل خطوط طيران فلذلك يجب الأخذ في الاعتبار عدد خطوط الطيران المتوقعة وعدد الركاب بحيث يستنتج من ذلك العدد الكافي بدون حصول ازدحام مع تطبيق معيار (أن يتم إدخال العفش وإصدار بطاقة الصعود في 5 دقائق من الوصول للمطار كأقصى حد) كما يجب أن تكون هناك مساحات لأجهزة إصدار بطاقات الصعود إلكترونياً من قبل المسافر وبعدد كاف، كما يجب أن تحتوي صالة المغادرة على مصارف ومكاتب لخطوط الطيران ومكاتب تأجير السيارات ومصارف وأجهزة الصرف الإلكتروني. وبعد أن يحصل الركاب على بطاقات الصعود يجب أن تكون إجراءات التفتيش لها بوابات عدة بحيث لا يحدث زحام وبحيث لا يتجاوز وقت التفتيش دقيقتين، كما يجب تقديم خدمات الإنترنت مجاناً في كل مكان، وأن تكون إضاءة المطار ليل نهار مريحة وتكييفه مناسب ومساحاته رحبة مع احتوائه على نوافير وإضاءة داخلية ذات طابع ترفيهي بالاستعانة بشركات عالمية في هذا المجال مثل VIVA VISON و AQUATIQUE SHOW وذلك لكسر الرتابة داخل الصالات وبحيث يعطيك المطار انطباعا بأنك لا تريد مغادرته وأنك مستمتع بكل ثانية فيه ... أما عند صعود الطائرة فلا بد أن تكون هناك بوابات إلكترونية وجسور (خراطيم) للصعود واسعة ومكيفة وأن يكون لكل طائرة جسران واحد للدرجة الأولى ورجال الأعمال وأخرى للدرجة السياحية وأن لا يكون جسرا واحدا لكل الطائرات كما يحدث في أغلب الأحيان، كما يجب أن يحتوي المطار العاصمي بعد التطوير على عدد من البوابات ضعف إلى ضعفي ما هو موجود حالياً مع إمكانية التوسعة مستقبلاً.
ويجب تجهيز الصالات الدولية لتكون مهيأة لركاب العبور (ترانزيت) ليكون العبور سهلا وميسرا لجذب حركة العبور .... وتشير الدراسات إلى أن عدد الطائرات الجديدة المطلوبة لمنطقة الشرق الأوسط هي 1920 طائرة للعشرين سنة المقبلة (فقط لمنطقتنا) .. كما تشير إلى أن هناك نموا في الحركة الجوية يفوق 10 في المائة سنوياً فكم سيكون نصيب مطار الرياض من هذه الحركة الجوية خلال السنوات العشر القادمة دون النظر إلى العشرين سنة المقبلة؟
مطلوب أيضاً توسيع وتطوير كلاً من ساحات الطيران الخاص والشحن الجوي ومواقف تخزين الطائرات لفترات طويلة، وتوسيع مستودعات الشحن الجوي ورفع قدرتها وخدماتها مع رفع كفاءة صالات الطيران الخاص وخدماتها، وتوفير مكاتب لشركات تشغيل الطيران الخاص.
يلاحظ مما طلب في كل ما جاء أعلاه أن ذلك يحتاج إلى مساحات واسعة وأسقف عالية مما يدل على أنه يجب أن نستغني عن الصالات الحالية وإعادة بنائها من جديد ... وليحدث ذلك.
أرى أن يتم ذلك على مراحل بحيث يتم أولاً نقل الصالة الملكية إلى الجهة الغربية المقابلة (جهة إسكان المطار)، ونقل صالة الطيران الخاص بعيداً عن المدرج الحالي إلى الجهة الشمالية الشرقية، ونقل المدرجين بعيداً عن موضع صالات المسافرين والصالة الملكية الحالية وذلك لإعطاء مساحة للصالات الجديدة وبوابات ومواقف للطائرات .. كما يجب أن تشتمل هذه المرحلة على إنشاء مدرجين إضافيين موازيين للمدارج الحالية لتكون أربع مدارج بدلاً من اثنين لزيادة استيعاب هذه المرحلة المقترحة، ولتكون هناك بدائل للصيانة والطوارئ والإقلاع والهبوط المتزامن وتزويد المدارج بنظام CATIII للهبوط الآلي عند انعدام الرؤية.
بعد أن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى المقترحة يتم هدم الصالة الملكية الحالية بعد أن يتم إنشاء البديل ويتم إنشاء مكانها صالات للرحلات الدولية والطيران الأجنبي مقابلة للصالات الحالية بحيث يتوافر فيها كل المطلوب وبعدد بوابات لا يقل عن 35 بوابة موزعة على صالتين، وفي آخر مرحلة يتم هدم الصالات القديمة على مراحل وإعادة بنائها وتصبح للطيران الداخلي فقط وبعدد بوابات لا يقل عن 30 بوابة موزعة على صالتين، ويتم ربـط الصالات الدولية الجديـدة بالداخـلية (الصالات القديمة) ومواقف السيارات بقطار وجسر مشاة متحرك ليخدم الحركة بين الصالات الدولية والداخلية مع رفع خدمات المواقف الحالية وتوسعيها لاستيعاب النمو، والأخذ في الاعتبار تخصيص ممرات سكك حديدية ومساحات لمحطات النقل العام ليسهل لاحقاً استخدامها للارتباط بالمترو وخدمات النقل العام التابع للمدينة ... وبهذا يكون لدينا مطار دولي يليق بالعاصمة السعودية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي