الزيلعي: أنتظر «ذبيحة» النصر

الزيلعي: أنتظر «ذبيحة» النصر

انتقد خالد الزيلعي، قائد فريق أبها لكرة القدم، زيادة عدد اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي للمحترفين، موضحا أنها جاءت للتقليل من عقود المحليين، لكنها الآن أضحت تخصص لها ميزانيات مالية ضخمة، مطالبا بتقليصهم إلى ستة فقط عوضا عن ثمانية لاعبين. وتابع في حواره مع "الاقتصادية"، أن العمل المضاعف يظل الضامن الوحيد لفريقه حتى يتجنب مقولة "الصاعد هابط"، مشيرا إلى أنه طالب إدارة أبها، بمنح المدرب التونسي عبدالرزاق الشابي، عقدا جديدا توفيرا للاستقرار الفني، منوها إلى أن أبرز الصعوبات التي واجهتهم في دوري الأولى، طول فترته وكثرة التنقلات بين المدن. وأشار إلى أنه يعشق نادي النصر، ولن ينسى فضله عليه، لكنه نوه إلى أن عشقه للأصفر لا يتقاطع مع ولائه للكيان الذي يحمل شعاره حاليا، وأن إدارة أبها تتميز بالمصداقية، مستبعدا أن يكون المال شرطا دائما للنجاح في البطولات المتعددة، مستشهدا بتجربة النيجيري أحمد موسى لاعب النصر، الذي يرى بأنه لم يقدم المستوى الذي يوازي الراتب الضخم الذي يتقاضاه.. إلى الحوار..

 كيف أكملتم مهمة العودة الى دوري المحترفين؟
المهمة جاءت صعبة جدا، لأن دوري الدرجة الأولى، مرهق وطويل، وأغلب الفرق متساوية في المستوى، غير أن ما ساعدنا بيئة النادي ونية الإدارة الطيبة مع العمل الجيد بالتوقيع مع جهاز فني كبير مؤهل لاختيار العناصر، إضافة إلى العمل الإداري المميز، تسليم الحقوق أولا بأول، ودعم اللاعبين بمكافآت طوال الموسم واختيار الرئيس الدكتور أحمد الحديثي، ونائبه عبدالعال الحربي، الذي يدعم النادي من كل قلبه ومن ماله الخاص مع وقفاته غير المسبوقة، إلى جانب اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، وأعني عبدالله بن شويل أمين الصندوق والمشرف العام على الفريق، الذي أضاف كثيرا وأسهم في تغيير دمائه بالشباب.
كما يجب ألا ننسى الدكتور محمد القرني، وناصر مشلوي، اللذان كان لهما دور بارز وكبير في تسهيل الظروف كافة للفريق، دون أن نغفل محمد أبو حثرة، مدير الاحتراف، على مجهوداته طوال الموسم، وأيضا عبدالرحمن آل ميلس، مدير المركز الإعلامي، وكذلك أعضاء مجلس الإدارة والداعمين كافة.

 هل كنتم تثقون بقدرة أبها على الظفر ببطولة الأولى؟
وضعنا هدف الصعود أولا، خصوصا بعد المستويات المشرفة التي ولدت مزيدا من الثقة بالمجموعة والأفراد وانعكس بشكل إيجابي على النتائج. قبل آخر عشر جولات من الدوري، اجتمعت مع رئيس النادي ونائبه، والمشرف العام، بجانب مدرب الفريق، وخططنا لاحتلال المركز الأول بعد أن رصدت الإدارة مكافأة خاصة، وبحمدالله وفقنا في بطولة غالية علينا تحمل اسم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

 ما أبرز الصعوبات التي واجهتكم في الموسم؟
كثرة التنقلات في موسم يمتد إلى 38 جولة دون توقف حتى بين مرحلتي الذهاب والإياب، وأيضا ابتعاد أعضاء الشرف عن الدعم وتلبية احتياجات الفريق، ولو أن 20 في المائة منهم التزموا بالدعم لأنجزنا الصعود قبل نهاية المسابقة ببضع جولات، لكن الحقيقة أن النادي يعتمد على مجموعة محدودة من الأعضاء.

 عدد لنا إسهامات الإدارة في الصعود .. وأبرز المآخذ عليها؟
سبق أن ذكرت إسهاماتها الفعالة، وإذا انتهجت بقية الأندية نهج نادي أبها في المصداقية والوفاء بالعهود، لكان التوفيق حليفا للجميع.

 لعبت في الممتاز والأولى، فما الفرق بينهما؟
الدوري الممتاز قوي جدا ومتابع من الجميع، وبالتأكيد يتوافر على خصوصية تختلف عن غيره في ظل الدعم المادي والعقود الاحترافية، لكن من المهم معرفة أن النسخة الماضية من دوري الدرجة الأولى كانت الأقوى، لأن كل فريق يلعب 38 مباراة، وهنا يظهر المنافس صاحب النفس الطويل.

 كيف تقيّم المدرب التونسي عبدالرزاق الشابي؟
لست من يقيّم الشابي، إنه مدرب عظيم، شخصية قوية وقيادية، مؤثر في المجموعة، لا يجامل أي لاعب، مستواك فقط من يقودك إلى التشكيل.
 تجديد التعاقد مع الشابي، هل سيسهم في النتائج المنتظرة؟
كنت أول من بادر وطالب الإدارة بمنح الشابي عقدا جديدا، لارتياح الجميع في العمل معه، وتوفيرا للاستقرار الفني، كما أن من ثمرات الخطوة أنه أقنع التونسي سعد بقير، أفضل لاعبي الترجي التونسي بالانضمام إلى أبها، أيضا لا أنسى الطاقم الفني المرافق بداية من المساعد محمد حسام، عبدالله السليماني، مدرب اللياقة الذي يعد من أفضل المدربين في تخصصه، ولك أن تتخيل طوال الـ38 جولة في الدوري لم يتعرض أي من اللاعبين في أبها إلى إصابة عضلية أو جهد أو شد داخل مباراة، باستثناء إصابتين لكل من الغيني داودا كامارا، بكسر مضاعف، وعبدالله العنزي من سوء أرضية الملعب، كما يمتد الثناء إلى حمدي بيوض مدرب الحراس، والدكتور هشام الزيتوني، والدكتور محمد أبو حامد، الذين كان لهم دور إيجابي في قصة نجاح أبها، وكذلك مروان المختص التقني.

 التغييرات التي ترافق الفرق الصاعدة على مستوى اللاعبين، هل تعتقد أنها عادلة؟
من يستحق البقاء سيكون موجودا، ومن تعب وضحى سيحظى بمكانته، وفي الأول والأخير هناك عامل التوفيق وعدم التوفيق.

 كيف يمكن لأبها أن يصارع فرق المحترفين بعد عشرة أعوام من الغياب؟
العمل، ثم العمل، فالعمل، وصولا إلى اختيار العناصر الأجنبية والمحلية المؤثرة، شريطة أن تكون لديهم تجربة سابقة، خصوصا في الموسم الماضي، وأضرب لكم مثلا في ناديي الوحدة والحزم، ظهرا في أعلى درجات القوة وحققا نتائج جيدة أسهمت في تغيير مسار الدوري، رغم أن الثاني حسم أمر بقائه عبر الملحق.

 هل ستؤثر الميزانيات المالية المرصودة في مدى قدرتكم على البقاء؟
نادي التعاون حسب ما وصلني تعاقداته الأجنبية لم تكلف خزانته سوى خمسة ملايين دولار، ما يعادل 19 مليون ريال، والمحصلة بطولة غالية، ومركز ثالث، ومشاركة آسيوية مرتقبة، وكأس السوبر. أعتقد بأن الفكر يأتي أولا، ومن بعده اختيار عناصر متميزة، وبالتالي فإن كثرة الأموال لا تعني بالضرورة نجاحا مضمونا، ولنا في النيجيري أحمد موسى مهاجم النصر، نموذج كبير لأنه يتقاضى مبالغ طائلة بيد أن مستواه الفني لم يكن موازيا لما يحصل عليه.

 هل أنت مع من يطالب بتقليص اللاعبين الأجانب؟
نعم .. في الموسم الماضي لم يستفيد من الأجانب إلا نادي النصر بمقدار ستة لاعبين، والوحدة، والتعاون بكامل العدد، أما بقية الأندية - مع الأسف - تجاربها هدر مالي كبير. لاحظوا ما حدث للاتحاد من تغيير ثمانية لاعبين بمبالغ عالية في موسم واحد وبعد نتائج سلبية، وبحسب تقييمي الخاص، فإن ثمانية لاعبين عدد كبير من شأنه أن يقتل طموح اللاعبين الصاعدين، تخيل أن لاعبي المنتخب السعودي للشباب الذي شارك أخيرا في كأس العالم دون 20 عاما في بولندا، سيكون أغلبهم في ورطة كبيرة إذا لم يجدوا فرصة المشاركة مع فرقهم. كان الهدف من زيادة الأجانب تقليل سعر اللاعب السعودي، لكن - مع الأسف - وجدنا ميزانية أندية للأجانب فقط تساوي مئات الملايين، فهل يعقل أن لاعبا أجنبيا يتقاضى 60 مليونا في عقد إعارة لموسم واحد، وآخر 25 مليونا لموسم؟ للأمانة نتمنى مراجعة القرار ليستقر العدد في ستة لاعبين فقط. أحيانا من المهم أن نأخذ الحكمة من أفواه المجانين.

 ما الذي يمكن أن تكسبه أبها المدينة من العودة إلى دوري الكبار؟
سنجد حركة كبيرة وتغييرا جذريا في المناحي كافة. أبها في الموسم الجديد ستكون أكثر نشاطا مع حراك استثماري أكبر.

 لديك تجربة سابقة مع النصر.. حدثنا عنها؟
تجربة لن أوفيها حقها، خيرها يظل معي لغد وبعد غد، لو لم أخرج منها سوى بوقفة الجماهير وعشاق النصر بجانبي بعد أن فقدت والدي، لكفاني. هذا الكيان خيره على جميع من لعبوا فيه، لا أنكر فضله علي، أنا مدين له برد الجميل حبا وتقديرا ووفاء.
 هل توقعت تتويج النصر بالدوري؟
قبل توقيعي لنادي أبها، دخلت في تحد مع عبدالله السلامة، نجم السوشال ميديا، قلت له وقتها الدوري للنصر، جهز ذبيحتك، حتى اليوم أنا في انتظار وفائه بها. دائما إحساسي لا يخذلني، منذ اليوم الأول في معسكر أبها في تونس، قلت لصديقي محسن العيسى، لاعب الأهلي سابقا، بالحرف: أبها، سيصعد.

 ما أسوأ قرار اتخذته في مسيرتك رياضيا؟
للأمان، ثقة بأشخاص في بعض الأندية أولهم نائب رئيس، وآخرهم رئيس.

 إجازة ما بين الموسمين، كيف تقضيها؟
سؤال جاء على الجرح. من بعد توقف الدوري إلى الآن تقريبا أربعة أسابيع راحة، سيبدأ بعدها الإعداد الخاص قريبا قبل فترة التحضيرات مع المجموعة تأهبا لانطلاقة الموسم.

 وكيف تحافظ على لياقتك قبل بداية الإعداد؟
الحمد لله، مع الخبرة أصبحت ملما بكل هذه التفاصيل، لديّ إعداد خاص، حتى إذا لم أحصل على مكان للجري أحيانا أفضل الركض في الحدائق العامة أو الشوارع، المهم ألا تنخفض لياقتي أبدا.

 إذا وجدت الفرصة لتوزيع جوائز الموسم في دوري الأولى، لمن تذهب اختياراتك؟
كثيرون.. لا أستطيع الحصر.

 وفي دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين؟
المغربي عبدالرزاق حمدالله، ومواطنه نورالدين أمرابط، لاعبا نادي النصر.

حضرت لقاء النصر والباطن الذي شهد تتويج البطل، وأنت لاعب في نادي أبها.. ألا تخشى الكلام في الموسم الجديد؟
نادي النصر غالٍ علي، لكني لا أعرف التخاذل حتى في التدريبات دعك من المباريات، فالخسارة تؤلمني، وعليه فإن الإخلاص والاحتراف مبدأ لا مجال للنقاش فيه على الإطلاق.

 كم هدفا سجلت وكم صنعت في دوري الأولى؟
أسهمت في تسجيل 52 هدفا. كنا أقوى هجوم في الدوري، سجلت ستة أهداف، وصنعت 15 هدفا لأكون أفضل صانع ألعاب، ما سيمنحني دافعا كبيرا في الموسم الجديد.

الأكثر قراءة