جمعية المسؤولية المجتمعية SRA

عندما تتحرر الجهات الحكومية من قيود البيروقراطية يظهر الإبداع وتنطلق عجلة التنمية، وتزداد وتيرة العمل التطوعي من أجل مشاركة أفراد المجتمع في عمليات التنمية المستدامة. هذا الوصف يختصر ما قامت به وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، عندما تبنت في نهاية الأسبوع الماضي تنظيم ملتقى المسؤولية الاجتماعية الأول، الذي أطلق فيه وزير العمل والتنمية الاجتماعية أول جمعية سعودية متخصصة في المسؤولية الاجتماعية باسم "الجمعية السعودية للمسؤولية المجتمعية" لتصبح أول جمعية أهلية متخصصة في هذا المجال.
المسؤولية الاجتماعية ومفاهيمها المتعددة التي تتدرج وفقا لهرم كارول للمسؤولية الاجتماعية من المسؤولية الاقتصادية إلى المسؤولية القانونية، والمسؤولية الأخلاقية ثم المسؤولية المرتبطة بالعمل التطوعي والخيري. وقد ظلت المسؤولية الاجتماعية في المملكة دون جهة تحتضنها وتنظمها للاستفادة من مشاركات الأفراد في العمل التطوعي، ومشاركات القطاع الخاص في ممارسة واحتضان المشاريع المجتمعية التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعطي مؤشرا لمواطنة الشركات.
عندما أطلقت "رؤية المملكة 2030" التي تضمنت في أهدافها الاستراتيجية موضوع تمكين المسؤولية الاجتماعية. واشتمل على تسعة أهداف في المستويين الثاني والثالث. بينت الأهداف الثلاثة بالمستوى الثاني أركان المسؤولية الاجتماعية المذكورة بالهدف الاستراتيجي وتتضمن رفع مستوى تحمل المواطن للمسؤولية، وتمكين الشركات من المساهمة الاجتماعية، وتحفيز القطاع غير الربحي لتحقيق أثر أكبر في المجتمع. من حيث توضيح أركان المسؤولية الاجتماعية التي تحدد الإطار العام للمسؤولية الاجتماعية المبني على أفراد ومؤسسات المجتمع والمنظمات غير الهادفة للربح.
الإعلان عن تدشين الجمعية السعودية للمسؤولية المجتمعية Social Responsibility Association SRA سيكون له دور كبير بمشيئة الله في تفعيل وتنسيق أدوار المسؤولية الاجتماعية في المجتمع، ومنصة علمية لتأصيل وتفعيل أدوار المشاركة المجتمعية، وبوابة إعلامية لإطلاق المشاريع المتخصصة في مجالات المسؤولية المجتمعية. حيث تهدف الجمعية إلى تجسير العلاقة بين قطاعات التنمية المختلفة الحكومية، والخاصة، وغير الربحية، من أجل المساهمة في تعزيز المسؤولية المجتمعية، وتأصيل ونشر مفاهيمها وتقديم التأييد والمؤازرة لقضايا المسؤولية المجتمعية، من خلال تقديم الدراسات والبحوث والإرشاد والاستشارات والتوعية والتثقيف والقياس والتقويم والتأهيل والتدريب.
تتعدد أوجه المسؤولية الاجتماعية ودور الجمعية في قادم الأيام أن تسهم في إجلاء المفاهيم، ومساعدة القطاعات كافة على تبني مشاريع المسؤولية الاجتماعية بما يحقق أهداف "رؤية المملكة 2030"، لتفعيل هذا الجانب المهم في مسيرة التنمية المستدامة. ونجاح هذه الجمعية سيدعم نجاح وزارة العمل والتنمية الاجتماعية كونها قد تبنت هذا الجانب وتحتاج إلى تكاتف بقية القطاعات الحكومية من أجل تطبيق المسؤولية الاجتماعية بشكلها الكامل. وخالص الدعاء أن نرى منجزات هذه الجمعية على الواقع قريبا. وكل عام وأنتم بخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي