طفيليات تتحكم بدماغك

كائن صغير أولي تحتضنه بعض الحيوانات وأشهرها القطط قد يفقدك عقلك!! "التوكسوبلازما"؛ ذلك الطفيلي المحتقر المثير للجدل قد لا تلقي له بالا ولكنه حين يتسلل إلى الدماغ يغير سلوك مستضيفه جذريا سواء فأر أو قط وحتى البشر! القطط هي المضيف الأكثر سخاء "التوكسوبلازما"، حيث تستقر بويضاتها في براز القطة، تنتظر إلى أن يتم التقاطها من قبل ناقل مثل الفئران، وما إن تصبح آمنة ودافئة في أحشاء مضيفها المؤقت، حتى تبدأ البويضات بالتكاثر السريع فتهاجر إلى عيون، وعضلات وعقل مضيفها، حيث يمكن أن تبقى مختبئة هناك لعقود دون فعل أي شيء. وفي اللحظة المناسبة تتحول إلى وحش حقيقي داخل جسد الفأر فتتغير سلوكيات وكيميائية مخ الفأر وينعدم الخوف لديه، بل ينجذب لعدوه القط! فتقفز بلا خوف إلى مخالبه، حيث تموت لتعود "التوكسوبلازما" إلى القطة لتبدأ دورة وضع البيض من جديد!!. المخيف في الموضوع أن الفئران ليست المضيفة الوحيدة التي قد تسكنها "التوكسوبلازما"، بل إن 30 في المائة أي ما يقدر بمليارين من البشر يحملون "التوكسوبلازما" في أدمغتهم!!. فيصبح الشخص منهم مهووسا بالمجازفات وتقل ردات الفعل تجاه الخطر وقد يحدث العكس فيصبحون أكثر حساسية من غيرهم وفي بعض الأحيان قد تصل بهم إلى الإصابة بانفصام الشخصية. فقد وجدت الأبحاث في بداية القرن العشرين زيادة ملحوظة في حالات الفصام، عندما أصبحت تربية القطط في المنازل أمرا شائعا. والمحزن أنها قد تسكن جسدك دون أن تلحظها ودون اعراض وتنتقل إلى الأبناء الذين قد تظهر عليهم الأعراض. وبما أننا في موسم الأمطار وبعد فترة ستكثر البرك والمسطحات المائية الراكدة والدافئة العذبة التي تغريك بجمالها، لكنها قد تحوي داخلها وحشا صغيرا آخر وهي "النيجلرية الدجاجية"، وهي نوع من الأميبيا التي تحب أنسجة الدماغ البشري، وتقضي فترات طويلة من حياتها في التسكع على هيئة كيس، جدرانها متينة كمدرعة صغيرة تمكنها من مقاومة البرد والحرارة والجفاف. ما إن تدخل جسم المضيف، حتى تتحرك وتتحول إلى شكل آخر وتتوجه مباشرة إلى النظام العصبي المركزي متتبعة الألياف العصبية للمضيف بحثا عن الدماغ، وما أن تستقر هناك حتى تبدأ بالانقسام، فتنقسم وتتضاعف ملتهمة خلايا الدماغ، تبدأ الأعراض بتغيرات في حاسة التذوق والشم، وحمى وبعد أيام من نخرها في الدماغ يشعر المريض بالاضطراب والارتباك ومشكلات في الانتباه وهلوسة، عندها يفقد الدماغ سيطرته ويفقد المصاب وعيه وبعد أسبوعين تحدث الوفاة، والجميل في الموضوع أن الإصابة بهذا النوع من الكائنات نادر إلا أنه موجود!!.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي