إخصائي سعادة الموظفين

يشهد العالم تغيرات مهمة في العلاقات والاهتمامات والضغوط التي يمكن أن تؤدي لكثير من القلق وعدم الثقة داخل وخارج منظومة العمل. الاعتقاد الذي كان سائدا في فترات سابقة أن النظريات الجديدة المتعلقة بالتحفيز والعناية بالمواهب وبناء المسارات الوظيفية واختيار وتأهيل القيادات في مراحل مبكرة عبارة عن كلام لا تمت للواقع أو محاولات للتنظير بعيدا عن الواقع المعيش، أصبحت بحكم المرفوضة اليوم.
نستطيع أن نميز اليوم خططا واستراتيجيات مهمة في مجالات سعادة ورفاهية العاملين التي تبني الثقة وتحفظ المبدعين وتدفعهم لتقديم مزيد. مفاهيم كانت بعيدة عن الواقع أصبحت اليوم في مركز اهتمام كل القيادات الناجحة على مستوى العالم.
يمكن أن نحدد معايير معينة للواقع المعيش في السابق حيث يهتم الموظف بالمال كأساس لعلاقته مع المنظومة التي توظفه، أما اليوم فهناك معايير مختلفة وأولويات جديدة يفرضها واقع الوظيفة التي أصبحت بعيدة عن الجهد الجسدي والبذل الشخصي والبناء على الخبرات والمثل التي نقرأ عنها في الكتب.
المبدعون اليوم أقل بذلا في الجزئية البدنية، هم في كثير من الحالات ضعفاء البنية بسبب التركيز الشديد على التفاعل مع مواد النجاح الجديدة، سواء الحواسيب أو ما يرتبط منها بوسائل الإبداع التي تهدينا الجديد في كل يوم. هؤلاء يعيشون في مواقع وظيفية جديدة، ويحتاجون إلى أشكال مختلفة من التجهيزات المكتبية، يستدعي عملهم أن يتفرغوا –عنوة في بعض الحالات– ليحافظوا على تركيزهم وإبداعهم.
النوعية الجديدة لا تعترف بالوقت كعامل مسيطر في مكان العمل، هم يبحثون عن النتائج التي توصلهم للأهداف النهائية ويربطون بينها وبين ما يعملونه. في حالات كثيرة تضطر الإدارة لحماية الموظف من نفسه حيث يبقى ساعات طويلة أمام الشاشات ما يؤثر في صحته، وسعادته وبالتالي مردود ما يعمله للشركة التي توظفه. إخصائي السعادة الذي شاهدناه في كثير من الجهات وأضيف لعديد من التشكيلات الوظيفية يستهدف ضمان أن يحصل الموظف على ما يريد في الوقت المناسب، وفي المسار نفسه يضمن الصحة والسلامة، مع توفير وسائل رصد النجاحات وربطها بالمكافآت التي هي في حد ذاتها تحد مهم يستدعي كثيرا من البحث والرقابة والتركيز ليكون الناتج إيجابيا وهي مجال حديث طويل في القادم من الأيام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي