«علي الدفاع» .. سيرة عالم يستحق التكريم

قبل أيام دعا صديق الجميع الأكاديمي المتميز الدكتور عبيد العبدلي إلى تكريم العالم الدكتور علي الدفاع وإطلاق اسمه على أحد مباني جامعة الملك فهد أو قاعاتها العلمية، وهي دعوة مهمة في وقت مهم نتمنى أن تجاوز حدود الجامعة إلى المجتمع بشكل عام ليحظى هذا الرجل ببعض ما يستحقه. ورافق الدعوة مقطع تم تداوله على نطاق واسع للدكتور علي بن عبد الله الدفاع وهو يتحدث بكلمات يسيرة عن بعض مؤلفاته، وقد تقدم به السن وجاوز الـ80 عاما، وكان كثيرون يتساءلون عن هذا الرجل الذي تكسوه ملامح الشيب وسمت العلماء، وربما لا يعرفه إلا المتخصصون، وهو الذي أمضى عمرا كاملا في البحث والتدريس والكتابة والتأليف كما كان يقول لطلابه: "إني وهبت نفسي للعلم"، وقد ظل الرجل يعمل بصمت زاهدا في الظهور الإعلامي فحتى الآن لا تجد له موقعا متخصصا أو مقابلات منشورة أو سيرة ذاتية مكتملة أو كتابا يحكي مسيرة حياته، حتى المقالات التي كتبت عنه لا تتجاوز ثلاثة مقالات.
وقد لا يعرف جيل اليوم أن الدكتور الدفاع واحد من أوائل المبتعثين السعوديين إلى أمريكا وأبرز علماء الرياضيات في الوطن العربي ورئيس اتحاد الفيزيائيين والرياضيين العرب.
وقد كنت أسمع عنه منذ أن كنت طالبا في المرحلة الثانوية، حيث أمضى الرجل ما يزيد على 35 عاما في تدريس الرياضيات بجامعة الملك فهد وعميدا لكلية العلوم.. وتتلمذ على يديه أجيال بمن فيهم مديرو جامعات حاليا.
وأذكر أنني كنت في "القاهرة" قبل سنوات وقابلت عميدا لكلية "الرياضيات" في جامعة القاهرة وحين عرف أني من المملكة قال من بلد العالم "ملك التكامل علي الدفاع" وراح يسرد لي كثيرا من منجزات الدكتور الدفاع العلمية التي بدأها منذ كان طالبا بأمريكا ثم خريجا وأستاذا بجامعة هارفارد.
والدكتور علي الدفاع الذي ابتعث بأمر من الملك سعود - رحمه الله - واختار البقاء في أمريكا محاضرا في جامعاتها لبضع سنوات وعاد للتدريس في المملكة بأمر من الملك فهد لم يكتف بتدريس الرياضيات والبحث والتأليف في هذا التخصص، بل راح يوثق دور علماء المسلمين في المنجزات الحضارية والعلمية في الفلك والفيزياء والطب والصيدلة والنبات والجغرافيا والكثير من التخصصات في أكثر من 15 مؤلفا باللغتين.
هذا العملاق الذي تقاعد عن التدريس قبل عشر سنوات ترك لنا إرثا من العلم والمعرفة يتجاوز 50 مؤلفا ومئات المقالات والأبحاث.
وكلي أمل أن يتم تكريم هذا العالم العظيم بما يستحق سواء بالأوسمة العلمية أو الوطنية أو إطلاق اسمه على بعض المدارس والكليات أو على بعض الشوارع والمعالم المعروفة، كما أتمنى أن تكون هناك جائزة علمية باسمه في تخصص الرياضيات تتبناها جامعة الملك فهد بالشراكة مع وزارة التعليم لتحفيز المواهب في هذا التخصص الحيوي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي