سيارتي

عانت سوق السيارات كسادا شديدا مع ارتفاع أسعار الوقود في دول الخليج أخيرا. هذه الحالة التي قد تستمر لفترة غير قصيرة، ستنتج ما نشاهده في أغلب دول العالم من السيارات الاقتصادية. بعيدا عن الفهم السابق لدى المشتري في الخليج فيما يخص العلاقة مع السيارة التي كانت تتركز على الفخامة، سنتحول قريبا إلى حفظ عدد الكيلومترات التي يمكن الحصول عليها بلتر واحد من البنزين.
يأتي هذا بأفكار جديدة ونظرة مختلفة قد تساندها في مدينة كالرياض مشاريع النقل العام خصوصا القطارات. التحول المقبل نحو استخدام السيارة كوسيلة ثانية للتنقل هو رهن بالبديل وقدرته على جذب المستهلك. ها قد وفرت زيادة أسعار الوقود الفرصة لنجاح باهر لعمليات النقل العام، ووفرت الفرصة لحماية البنية التحتية من الطرق والخدمات، وستلغي معها ساعات الانتظار التي كان السائق يكرهها في ذهابه ومجيئه كل يوم.
لهذا أقول للشركة المشغلة للنقل العام إن أمامها التحدي الأهم في جذب المستهلك السعودي، وهذا سيعتمد دون شك على قدرتها في التعامل مع المتغيرات التي تهم المواطن، سواء من خطوط السير التي تعتبر ممتازة، ولكنها تظل بحاجة للتطوير والإضافة كما هو الحال في كل دول العالم، أو في النظافة والعناية التي تحتاج إليها المحطات الرئيسة والفرعية والقطارات نفسها.
حسبنا أن نشاهد التميز الذي يسيطر في دول العالم للنقل بالمترو والقطارات الداخلية والخارجية لنعلم أن هذه الوسيلة هي الوسيلة رقم واحد في نقل الناس لقضاء حوائجهم. الأهم من هذا كله هو أن يصبح استخدام القطار رغبة وليس مجرد حاجة دفعت الناس لها فواتير الوقود.
أعود للسيارات التي بدأت تفقد بريقها، وأتساءل عن الحلول التي تنوي الشركات أن تتبناها في المرحلة الحرجة القادمة حيث تتغير نسب المبيعات ويحتاج الجميع إلى مزيد من الخطط التسويقية التي تتعامل مع التحدي الكبير. أول ما تحتاج إليه شركاتنا هو البحث عن وسائل تسويق أقل تكلفة، لضمان تخفيض الأسعار إلى الحد الذي يسمح للمواطن بالشراء. كما أنها مطالبة الآن بتطوير خدماتها ومراكزها بالابتعاد عن العمل المباشر والاستفادة من التقنية في مجال الاستقبال والصيانة والتعامل بخدمات ما بعد البيع، ذلك أننا سنصبح أكثر حاجة لخدمات أقل تكلفة تسمح للناس بالاستمرار في شراء السيارات العائلية التي يقع عليها أغلب الضغط اليوم في التكلفة المضافة التي ستجعلها بعيدة عن نظر المستهلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي