الأندية والرعاة .. بيع فراء الدب قبل صيده

الأندية والرعاة .. بيع فراء الدب قبل صيده
الأندية والرعاة .. بيع فراء الدب قبل صيده
الأندية والرعاة .. بيع فراء الدب قبل صيده

فيما أصبحت الرياضة عامل جذب كبير للمستثمرين، إلا أن أكثر الأندية لم توفق في مجال التسويق، ما جعل الرعاة يتهافتون على بعضها ويتجاهلون البعض الآخر، ورغم ذلك إلا أنهم يتعاملون مع دفعات الرعاة المالية بطريقة من يبيع فراء الدب قبل صيده.
وينادي اقتصاديون بأهمية فتح السوق لشركات عدة لتفادي الاحتكار لشركة معينة، لتنويع مصادر الدخل أولا، وثانيا كي لا يكون الطرف الآخر تحت رحمة الراعي، مؤكدين أن الاحتراف ينقصه أساسيات عدة، فضلا عن أن مجال التسويق الرياضي يحتاج إلى إعادة صياغة، لتطوير ملف الرعاة. وأوضح خالد الربيعان المختص في التسويق الرياضي أن اسم مؤسسة رجل الأعمال أو الشركة على قميص ناد شهير تعود له بالملايين أو المليارات من المشجعين، وقال: "هي قاعدة مستهلكين محتملين، يشاهدون اسم هذه المؤسسة في كل مباراة وفي كل هدف يسجله لاعب وفي كل قميص للنادي يباع ويمشي به أحد المارة في الطريق".
وأشار الربيعان إلى أن قلة الرعاة للنادي يجعله تحت رحمته، فهي مصدر مهم لدخله، وضرب مثلا على ذلك "مانشستر يونايتد الإنجليزي مثالاً له من الرعاة 70 راعيا وشريكا من أنحاء العالم، هو أكبر الأندية في هذا المجال، أعلن عن التعاقد مع 14 راعيا في سنة واحدة فقط هي 2016، كانت مداخيل يونايتد من هؤلاء الرعاة 160 مليون جنيه استرليني في هذا العام فقط أيضاً". وأضاف: "بالنسبة للأندية السعودية فإنها في بداية عهد الرعايات والشراكة مع الكيانات التجارية كانت أمورها ليست على ما يرام، كان أغلبها يريد مبالغ مالية كبيرة من الراعي فقط، دون أن يقدم ما عليه من التزامات للراعي كالأداء الفني الجيد، المنافسة على البطولات، الترويج للراعي بأفكار جديدة، بل كنا نرى مناوشات بين الأندية والرعاة، وهذا هدد عقودها مع الراعي من ناحية بجانب تخويف وتهديد رعاة آخرين محتملين في الطريق، الراعي قبل أن يتعاقد ينظر في تاريخ وماضي النادي بينه وبين رعاته السابقين".
وأكد الربيعان أن النموذجين الأكثر نجاحاً في الكرة السعودية هما الهلال والأهلي، وقال: "الهلال هو أكثر الأندية توقيعاً لعقود الرعاية والشراكة محلياً، ويقترب من الريادة آسيوياً، أما الأهلي فما يميزه هو ضخامة ورقي عقود الرعاية التي أبرمها في العقد الأخير".
وعزا الربيعان السبب الرئيس في نجاحهما لوجود إدارة تسويق واستثمار على مستوى احترافي، وقال: "تعرف كيف تسوق النادي، وتقوم بعمل دراسات وعروض لتجذب المستثمرين، بجانب الأداء القوي والجميل داخل الملعب، والمنافسة على البطولات محلياً وخارجياً".
واختتم مستشار التسويق والاستثمار الرياضي بأن الأداء الجميل داخل الملعب يؤدي لنتائج مالية جيدة خارجه، وقال: "هي قاعدة لا تخيب في أي مكان بالعالم، لذلك نرى الأندية الكبيرة من ناحية التاريخ والأداء هي الأندية صاحبة الموارد الجيدة والشراكات الكبيرة والعديدة، وهي متواليات كل نتيجة تؤدي لما بعدها في سلسلة من النجاحات من جميع الوجوه". من جانب آخر، أوضح ناصر القرعاوي المحلل الاقتصادي أن اقتصاد السعودية يعد اقتصادا حرا، وقال: "هذا مخالف للنظام الاقتصادي، يجب أن يكون في الاتحاد السعودي لكرة القدم أكثر من مسوق حصري إضافة لشركة صلة".
وأضاف: "تسبب ذلك تخلف في التطوير بحيث إن شركة صلة استحوذت اقتصاديا على الرعاة ولم تترك المجال لغيرها أو المنافسة، "صلة" لا تبحث إلا عن أرباحها وعليها أن ترتقي ببرامجها وشروطها التي وضعت منها قيمة تسويقية عالية، بالأساس سيرتفع مبلغ عقود الرعاية إذا ابتعدت "صلة" عن الاحتكار".
وأوضح القرعاوي أن الرياضة في السعودية من أكثر الدول التي تنفق على اللاعب الأجنبي بعكس ما نريد أن اللاعب السعودي هو الهدف، وقال: "ارتفاع الإعلان على اللاعبين هي من أفسدت الرعاية أو خوضها في المجال". وأشار القرعاوي إلى أن متوقع حجم الإنفاق على عقود الرعاية أنه بحسب قدرة الشركة قد تتجاوز المليار ريال سعودي إذا أحسنت شركة صلة تكلفة الرعاة، يجب عليها إعادة الصياغة أكثر احترافيا وأكثر فائدة لتطوير الرياضة، بشكل عام يجب تطوير ملف الرعايات.
وزاد: "من حيث الرعاية فهي لمن يدفع أكثر"، مقترحا "يجب على شركة صلة إقامة صندوق لرعايات يتبع الاتحاد السعودي، ويكون تحت إشراف أعضاء محايدين لتطوير النافذة الاقتصادية".
من جانب ثان، قال الدكتور عبد الله باعشن المحلل والمختص الاقتصادي: "الموارد المالية للأندية السعودية هي البنية الأساسية، الرياضة السعودية مرت بمراحل حتى وصلت إلى الاحتراف، لكن هذا الاحتراف ينقصه كثير من الأساسيات، منها التعامل مع الأجهزة أو مصادر الدخل أو البنية التحتية".
وأشار باعشن أن التغيرات الاقتصادية، وقلة الموارد هي من الأشخاص الداعمين للأندية بأنه لم يعد لديهم المساهمة الكافية، وقال: "الآن توجهت الدولة، والهيئة العامة للرياضة في تخصيص الأندية، يجب أن تكون الخصخصة على شيء قائم لأن السلعة والأصل فعلا ذات جدوى اقتصادية". وتابع: "من حيث الدخل منذ بداية الاحتراف أن عنصر الرعاية هو من العناصر المهمة يتطلب نموذجا ماليا حتى نستطيع نقابل المصاريف الكبيرة التي سنواجهها بعد الخصخصة أو هيكلة الرياضة بحيث إنها ضمن منظومة التحول الوطني، وأن الرعاية هي العنصر المهم في الأندية وتحويلها إلى أندية محترفة، حيث تكون ذات جدوى اقتصاديا لتلفت نظر المستثمر".
وبين باعشن أن الرعاية هي نوع من الإعلان لتحتضن الأندية من بعض الأنشطة، مبينا: "الرعاية تدفع مبالغ معينة خلال السنة في مقابل أنها تحصل على نتائج مميزة وشعبية أكثر".

الأكثر قراءة