الأمان المفقود في القطاع الخاص

في "تويتر" شاركت في "وسم" يطالب بحل مشكلة رواتب موظفي شركة بن لادن، وكنت أعتقد أنها الشركة الوحيدة التي تعاني أزمة "دفع الرواتب"، ولكني اكتشفت أن المشكلة متفشية في القطاع الخاص، فالكثير أرسلوا لي "مسجات" يشتكون فيها معاناتهم مع الشركات التي يعملون فيها، وكلها تتمحور حول التأخير في تسليم الرواتب.
لا شك أني صدمت من حجم الرسائل، فالشركات التي لم تدفع رواتب موظفيها كثر، ومن يعاني أكثر، ولم أكن أتوقع أن الأمور "سائبة" لدرجة أن يحرم رب أسرة من راتبه أشهرا، وبدأت أتساءل: كيف يعيشون؟ ومن ينفق عليهم؟ وكيف يوفرون الحد الأدنى من العيش لأسرهم وأطفالهم؟
لا شك أننا أمام معاناة إنسانية تطول آلاف الموظفين السعوديين والكثير من العاملين الأجانب، ولم يسلط الإعلام عليها الضوء بعد، وأظن أن الجهات المعنية لم تولها الاهتمام الكافي، وهو أمر يؤكد المقولة الرائجة "لا أمان في القطاع الخاص".
كيف لنا أن ندفع السعوديين إلى العمل في القطاع الخاص، وهم يرون ضحاياه ماثلين أمامهم دون أن يرفع أحد عنهم تلك المعاناة؟ كيف لنا أن ندفعهم للعمل في القطاع الخاص ونقنعهم بالأمان الوظيفي وهم يرون عكسه واقعا لا يمكن لأحد أن ينكره أو ينفيه؟ كيف لنا أن نعجل بحل مشكلة البطالة المتفشية في المجتمع والقطاع الخاص الذي نأمل منه أن يسهم في حل الجزء الأكبر منها يهدر الحقوق ولا يفي بها؟
أشياء كثيرة جالت في رأسي وأنا أقرأ معاناة الكثير من المشاركين في "الوسم" المطالب بدفع الرواتب، ومرت أمامي معاناتهم، وبدأت أتخيل الوضع الإنساني السيئ لهؤلاء، والأثر النفسي الذي ألحقه تأخير تسليم الرواتب لأكثر من سبعة أشهر بنفسيتهم ونفسية أسرهم وأطفالهم.
نحن مقبلون على شهر رمضان والعيد، والنفقات لكل الأسر السعودية ترتفع في مثل هذه الأيام، ومعاناة هؤلاء الموظفين لا شك ستصعد وستبلغ مستوى لا يطاق ولا يمكن تحمله.. وبودي أن أسأل وزارة العمل وهي من الجهات المختصة في مثل هذه الأمور: ما موقفكم؟ وماذا فعلتم في الفترة الماضية لرفع المعاناة عن هؤلاء الموظفين؟ وماذا ستفعلون من أجلهم قبل شهر الخير؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي