من قصف المدربين .. الناجون 3

من قصف المدربين .. الناجون 3

ظهرت خطيرة كما السرطان تنهش في جسد الأندية السعودية، تكاد تفقدها الاستقرار، فبعد كل جولة وأخرى هناك مدرب ضحية، وآخر يحزم حقائب الرحيل في انتظار دوره ومصيره ودولاراته عائدا بالشرط الجزائي الذي بات سيفا مسلطا على رقابها كون المدربين الجدد وقبل أي شيء، يشترط أن يتقدم بنود التعاقد وبقيمة عالية جدا، بعد أن تناهى إلى مسامعه استعجال الأندية في قصف المدربين والتضحية بهم، وعدم الصبر عليهم، مهما كانت النتائج.
20 جولة مرت من دوري عبداللطيف جميل، ولم يكن هناك سوى ثلاثة أندية تمسكت بمدربيها هم الأهلي الذي بدأ الموسم بالسويسري جروس "الأصلع" وحقق معه نتائج رائعة وضعته وصيفا في دوري عبداللطيف جميل بـ (46 نقطة) بفارق نقطتين عن النصر المتصدر، إضافة إلى الخليج الذي لم يقل مدربه التونسي جلال القادري على الرغم من سوء النتائج واحتلاله المركز الـ 12 برصيد (16 نقطة)، وأخيرا الشعلة القابع في مؤخرة الترتيب بـ (13 نقطة) لم يغير مدربه الروماني إيسبيو تيدور، بل لا توجد أدنى فكرة لإقالته.
أما بقية الأندية لم تثبت على مدرب واحد، لدرجة أصبح فيها المدربون يخشون الإقالة من أول مباراة لهم، ورغم حزنهم من هذه الخطوة التي تكون أحيانا متعجلة وغير مبنية على أسس احترافية، لكن يأتي المال نتيجة الشرط الجزائي ويمسح كل أحزانهم، لتصبح ظاهرة وسمة بارزة قد تؤثر سلباً في التعاقد مع المدربين.
ظاهرة إقالة المدربين ليست جديدة على الدوري السعودي، ولكن في هذا الموسم زادت عن حدها، حتى وصل عدد المدربين الذين أشرفوا على الفرق حتى الآن 35 مدرباً من جنسيات مختلفة، تصدرتها تونس بسبعة مدربين، ثم رومانيا بخمسة مدربين، تلا ذلك البرتغال بأربعة مدربين.
الغريب في ذلك أن الأندية السعودية لم تستعن بأي مدرب برازيلي في الموسم الحالي، وهو أمر لم يحدث في فترات سابقة، وتتصدر أندية الشباب، الرائد، ونجران مشهد تغيير المدربين بواقع أربعة مدربين لكل فريق.
يشار إلى أن البلجيكي مارك بريس قد قاد نجران بداية الموسم قبل أن تتم إقالته، بعدها درب الرائد الذي أقاله أيضاً بعد الجولة الماضية لتكون إقالتين في موسم واحد، علما أنه درب الفيصلي في الموسم الماضي وقدم معه مستويات تعد الأفضل،
وعزا فهد الطفيل رئيس نادي الشعلة، تمسكهم بتيدور إلى ثقتهم في عمله الذي يعتبر إيجابيا حتى اللحظة في نظره: "نحن نثق في تيدور وأن عمله إيجابي للغاية على الرغم من سوء النتائج، لأن الإدارة في ترى أن الجهاز الفني لا يعتبر السبب في وجود فريقه في المرتبة الأخيرة، بل على العكس فإنه يؤدي دوره على أكمل وجه، وما زلنا نضع ثقتنا الكاملة فيه، وأن التغيير في هذه الفترة سيكون له جوانب سلبية قد تجعل فرصة البقاء تتضاءل أكثر مما هي عليه الآن". البعض يرى أن تغيير المدربين في كثير من الحالات يكون من أجل الجانب النفسي، وهو الأمر الذي يجعل الهدف هو تحسين النتائج في مباراتين أو ثلاث ما يجعل الفريق يكسب نقاطاً تفيده في مسألة البقاء، وهذا في الأغلب يكون للأندية ذات الطموح المتدني الذي لا يتعدى عدم مغادرة الدوري، عن ذلك يقول الإخصائي النفسي حاضر آل حاضر: "رغبة التغيير تكون مؤثرة في اللاعبين في فترة محدودة، في مباريات لا تتجاوز عدد اليد الواحدة حتى لا يؤثر في الجوانب الفنية، وتنخدع إدارات الأندية في تحسن المستوى وتعتقد أنه أحد الحلول في حال وصول الفريق لمستوى منخفض للغاية". زيادة عدد المدربين الذين يشرفون على الأندية السعودية مؤشر سلبي، قد لا تظهر نتائجه في الوقت القريب وإنما سيكون سبباً في غياب النهج التكتيكي للاعب السعودي، لأنه لا يستمر على نهج ثابت في موسم كامل وإنما يصيبه التغيير بالحيرة والذهول، لأنه يرى القواعد الكروية تتناقض من مدرب لآخر حسب المدرسة والنهج التدريبي، عن ذلك يقول المدرب الوطني حمود السلوة: "للأسف الأندية السعودية تستعين بمدربين غير أكفاء من كل النواحي، ما يجعل بعض اللاعبين يصابون بالدهشة والذهول بحجم التناقض الذي يلاحظونه على أدائهم، وهو الأمر الذي يجعل اللاعب ضعيفا جداً من الناحية التكتيكية، واتضح جلياً في البطولات الخارجية التي يشارك فيه الأخضر والأندية، من خلال البطء الشديد في اللعب وعدم تطبيق التكتيك بالشكل الذي يريده المدربون باستثناء حالات نادرة".

الأكثر قراءة