Author

الخالدي.. وحماية أبناء الوطن

|
مرت ثلاث سنوات على اختطاف القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي، وظن البعض أن السعودية تنسى أبناءها حتى بثت وكالة الأنباء السعودية أمس الأول خبر عودته إلى أرض الوطن بعد تحريره من مختطفيه، في عملية نوعية، كان للاستخبارات السعودية دور كبير فيها. عبدالله الخالدي اختطف من أمام منزله في حي المنصورة في عدن وهو في طريقه إلى مكتبه في صباح الثالث والعشرين من مارس 2012، وتعرضت السعودية لابتزاز من خاطفيه تمثل في مبادلته بعدد من أفراد الفئة الضالة المسجونين في السجون السعودية في قضايا إرهاب، ولكن السلطات رفضت هذا الابتزاز ولم توافق حتى على المفاوضات، وأصرت على عدم التباحث مع من خان وطنه وأمته، وفي الوقت نفسه لم تركن لهذا الرفض بل حاولت مرارا تحريره، وهو ما حدث بالأمس الأول وسط فرحة شعبية كبرى. اللافت في الأمر هو شكر الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد لجهاز الاستخبارات السعودية على جهوده في عملية تحرير القنصل السعودي، الذي عاد إلى الوطن وسط استقبال من كبار المسؤولين في البلد. ويأتي الأمر اللافت إلى أن الاستخبارات السعودية قدمت لنا "أنموذجا" مختلفا عما نسمع به عن عمل بعض أجهزة الاستخبارات، خاصة في دول العالم الثالث، وهي الأجهزة المعروف عنها اتخاذ أساليب القمع وملاحقة مواطنيها والاغتيال أحيانا، ولكن في السعودية وكما تدل هذه الحادثة لم يوجد جهاز الاستخبارات إلا من أجل حماية المواطن والوطن من كل من به شر، وهو ما أكده مصدر مسؤول في وزارة الداخلية في تعليقه على تحرير القنصل الخالدي عندما قال بالحرف الواحد "إن الدولة لن تألو جهدا في المحافظة على مواطنيها والحرص على سلامتهم أينما كانوا". أيضا هناك أمر لافت آخر ألا وهو عبارة "أينما كانوا" التي ختم المصدر المسؤول بها تصريحه، وهي دلالة على أن أمن المواطن ليس كما يعتقد البعض لا يحفظ ويصان إلا في أرض الوطن، بل إن يد الدولة ممثلة في أجهزتها الأمنية ستمتد في أي أرض تهدد فيها حياة مواطنيها. فرحة الوطن مساء الإثنين الماضي كانت فرحتين الأولى بعودة ابنه الخالدي إلى أرض الوطن سالما معافى، والثانية فرحة بما مثلته العملية النوعية من تجديد للثقة بقدرة أجهزتنا الأمنية في الحفاظ على حياة المواطن وحمايته فوق كل أرض وتحت كل سماء.
إنشرها