تسرّبوا .. لأننا لم نحتوِهم

* أهلا بكم في مقتطفات السبت - 538.
* حافز السبت: واحدة من الإعاقات الإنسانية الافتقاد للشجاعة سواء الشجاعة بعد الانتصار لضبط رتم الانتصار حتى لا يصبح تهورا كاسحا، أو الشجاعة عند الفشل بالاستسلام لواقع الهزيمة وعدم محاولة النهوض مرة أخرى، والبدء من جديد.
***
* موضوع السبت: كل يوم تتساقط أمامنا عشرات الاختيارات، أي اختيار قد يكون التواء في حياة الفرد، أو ارتقاء فيها. اختيار الخيارات المعروضة في كل يوم قرارات حياة ستؤثر في بقية حياة الفرد. الآن هناك مغريات اختيارات كثيرة، إما يكتشفها المرء أمامه، أو يدعو لها أفراد بأجندات متباينة ومختلفة، وكل منهم يحاول فرض خياره على أكبر عدد من الجموع لتقوية نفسه وحزبه أو خطة عمله أو أجندته. النتيجة أن العواقب سيتحملها هذا الفرد البسيط الذي سيختار واحدا من الخيارات المطروحة، بينما يكبر ويتعاظم اسم صاحب الأجندة أو الحزب أو الخطة. أما الجوهر وراء أي اختيار هو أن عواقبه سواء أكانت إيجابية أم سلبية ستتعدى الفرد لأسرته وربما لدائرة أقاربه وأصدقائه، فيدفعون ثمنا لشيء لم يشتروه، أي لم يختاروه. وفي الخيارات التي تكون نتائجها سالبة يكون الأثر المتعدي أقوى وأكثر ألما ومعاناة وضنكا. لذا الفرد صاحب الخيارات الأكثر توفيقا هو الذي يتبع نفسه ولا يتبع الآخرين .. حتى عندما يختار أحدا منهم. لأنك إن تابعت نفسك قد تعي في أي لحظة فتستمر أو تنسحب، ولكن عندما تتبع الآخرين فلن يكون سهلا الانعتاق.
***
* شخصية الأسبوع: من أكثر المرافق الحساسة في أي أمة اقتصادا وأمنا هي الموانئ. الموانئ واحد من الثغور إن لم تكن من أهمها، فعن طريقها يدخل أي شيء، وعن طريقها يخرج أي شيء. وهذه الأشياء بأعداد فلكية، وطرقها تختلف شحنا ونقلا ومناولة وتفريغا، كما أن هناك صناعات ظلية تحف العمل المينائي منها التي تحاول التهريب، ومنها التي تعمل بصناعة التأمين، ومنها التي تعمل على التمويه والتمرير للممنوعات. الموانئ الحيوية الدافقة في عروق الأمة، ويقود الموانئ السعودية المهندس عبد العزيز التويجري. ورغم ضجة وأهمية العمل المينائي الكبير إلا أن التويجري أكثر المسؤولين هدوءا، وانغماسا في العمل. حتى الآن تكاد تكون الموانئ من أقل القطاعات إشكالا، وأقلها أخطاء، وحتى عندما تتراكم البضائع وتتأخر فيكون لها دور بلا شك، ولكن يفرض هذا التأخير أحيانا إعاقات من أجهزة أخرى قد لا تكون بكفاءة وسرعة العمل التشغيلي بأي ميناء. نظن أن المهندس التويجري يعمل على تطوير واحد من أقدر قطاعاتنا العامة. ونرفع له العزاء وندعو له بالصبر والسلوان بوفاة شريكة حياته السيدة الكريمة أم طارق.
***
* إن الفصائل التي تهوى الحرب والتخريب والإرهاب، هي في الداخل تملك تنظيما يجعلها تكبر مع الزمن، هذا العنصر التنظيمي لو تم الوصول إليه لبدأ فك الآلة الإرهابية. كما تملك القدرة على تحويل هذا العمل إلى جماليات تكون جاذبة للشبيبة التائهة التي تملأ رؤوسها الأحلام أكثر من الأفكار. لذا يختارون الخيارات المدمرة لحياتهم التي تترك أسرهم في عذاب مقيم. لماذا يسرح هؤلاء الصغار لتلك التنظيمات؟ لأننا لم نسبق تلك المنظمات لاحتوائهم!
***
* والمهم:
ومن كتاب نور وهداية - علي الطنطاوي:
ولو إنا إذا متنا تُركنا لكان الموتُ راحـــةَ كل حيٍّ
ولكنا إذا متنا بُعـثـنــا ونُسأل بعدَها عن كل شـيْءٍ
في أمان الله

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي