Author

حارب «داعش» في منزلك

|
وجّه الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتي العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء بيانا مهما للأمة عنونه بـ "تبصرة وذكرى". بيان سماحة المفتي الذي حذر فيه من الجماعات المتطرفة كـ "داعش" و"القاعدة" يعد خريطة طريق يجب أن نمضي عليها حماية لشبابنا وأرضنا ومقدساتنا من هذا الفكر الظلامي المتشدد الذي يفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل. المفتي وصف تلك الجماعات المتشددة بعدو الإسلام الأول، والمسلمون هم أول ضحاياه، مستشهدا بقوله ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ "سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة". المفتى ــــ حفظه الله وأطال في عمره ــــ أكد في بيانه أن هذه الجماعات لا تحسب على الإسلام، ولا على أهله المتمسكين بهديه، بل هي امتداد للخوارج الذين هم أول فرقة مرقت من الدين بسبب تكفيرها المسلمين بالذنوب، فاستحلت دماءهم وأموالهم، داعيا إلى توحيد الجهود وتنسيقها التربوية منها والتعليمية والدعوية والتنموية لتعزيز فكر الوسطية والاعتدال النابع من شريعتنا الإسلامية الغراء بصياغة خطة كاملة ذات أهداف واضحة مدعمة بخطة تنفيذية تحقق تلك الأهداف المنشودة واقعا ملموسا. محاربة الأفكار المتطرفة ليست مسؤولية الجهات المختصة والمسؤولة في الدولة وحدها، والتحذير منها ليس أيضا مسؤولية علماء الدين وحدهم، بل يشاركهم في المسؤولية المواطن الفرد، فالكل يجب أن يعي المسؤولية المنوطة به لا الاتكال على الآخرين كجهات مسؤولة أو علماء. الجميع يعي أن شبابنا في السعودية مستهدف من قبل الجماعات المتطرفة، والمساعي كبيرة لتجنيده، مستغلين الأوضاع في العالمين العربي والإسلامي ومشاهد القتل التي تتألم منها النفوس، وتبكي من أجلها العيون .. والشريحة المستهدفة لتلك الجماعات المتطرفة هم من "المراهقين" قليلي العلم والمعرفة والدراية، ويتم تكليفهم بالعمليات الانتحارية التي ما أنزل الله بها من سلطان. تبدأ محاربة الفكر المتطرف من خلال المنزل، فالأبناء أمانة في أعناق آبائهم وأمهاتهم، ومراقبة التغيرات في سلوكياتنا وتوعيتهم بخطر تلك الجماعات مسؤوليتنا نحن، لا مسؤولية الدولة والعلماء وحدهم. يجب ألا نتكل في محاربة التطرف على الدولة والعلماء، بل يجب أن نحذو حذوهم ونحارب التطرف من منازلنا في توعية أبنائنا وتبيان مخاطر تلك الجماعات، ولو أن كل ولي أمر حافظ على منزله وحماه من خطر التحريض والتجنيد لما وجدنا سعوديا واحدا يطلق عليه لقب "داعشي".
إنشرها