للباحثين عن عمل: لا تشغلكم كلمة «مطلوب» وحدها

إذا كان أنتوني روبنز من خلال كتابه التطويري قد أيقظ ''العملاق'' الذي بداخلنا، فلعلنا نحاول ''إيقاظ'' شيء آخر، إذ إن داخل كل باحث وباحثة عن العمل، ''سعلو'' نائم لا بد من إيقاظه! لذا، سنقدم هذا الأسبوع ''إرشادات مكثفة'' للباحثين والباحثات عن عمل تعينهم في عملية البحث، وسنطرح الثلاثاء المقبل إرشادات أخرى تساعدهم عند خضوعهم للمقابلات الوظيفية:
1. اعتن بسيرتك الذاتية شكلا ومضمونا
إذا كان الذي أعد لك سيرتك الذاتية، ''موظفا'' يعمل في مركز خدمات طالب، فسيطول بحثك عن الوظيفة. فالسيرة لا بد أن تعدها وتعرضها على متخصص متمكن في إدارة الموارد البشرية يراجعها لك. طبعا لا توجد طريقة معتمدة أو متفق عليها عند إعداد السيرة، لكن هناك بعض النصائح التي تجعل سيرتك من حيث الشكل والمحتوى مريحة لعين القارئ وعقله. إذا كنت حديث التخرج، فاعرض بياناتك الشخصية أولا ثم مؤهلك مع التفاصيل (الدرجة العلمية، التخصص، التقدير، الجهة العلمية، عام التخرج..)، وبعدها أسرد البرامج التدريبية التي التحقت بها، والمهارات التي تمتلكها. أما إذا كان لديك خبرة سابقة، فيفضل أن تعرض بياناتك الشخصية ثم الخبرة، وبعدها المؤهل، ثم البرامج التدريبية، وتليها المهارات. ولحمايتك من السعودة الوهمية، لا تذكر تاريخ ميلادك كاملا (يوم/ شهر/ عام)، اكتف بذكر العام فقط، ولا تذكر أبدا رقم هويتك الوطنية في قسم البيانات الشخصية. ابتعد عن التكلف والزخرفة في سيرتك الذاتية، وتجنب كثرة الخطوط والألوان. استخدم اللون الأسود، واستعمل خطوطا مريحة لا تزعج عين القارئ الذي قد يكون مديرك يوما ما. احرص على ''الجودة''، فالسيرة تعد فعليا أول عمل تنجزه في مسيرتك الوظيفية. عليك أن تدرك أنه لا يوجد ما يضيع فرصك في الترشح للعمل، مثل احتواء سيرتك الذاتية على عيوب فادحة: كألاخطاء المطبعية أو اللغوية، وتداخل المعلومات أو النقص فيها، وورود أفكار أو بيانات غير مترابطة منطقيا، أو معلومات موضوعة بطريقة ''النسخ واللصق''. ولك أن تعلم أن موقع CAREERBUILDER قد أجرى دراسة شملت 2298 مديرا، اتضح أن 20 في المائة من مديري الموارد البشرية يقضون أقل من 30 ثانية في النظر إلى سيرة أو طلب من طلبات التوظيف، بينما يقضي 40 في المائة منهم ما يقل عن 60 ثانية. لذا، فالسيرة إما أن تؤهلك بشكلها ومضمونها إلى ما بعد الـ 60 ثانية الأولى، أو تدفع قارئ السيرة إلى استبعادك نهائيا.
2. جهز نفسك لرحلة البحث
في بعض مناطق السعودية، ُتمارس عادة قديمة تتطلب من الأب أن يأخذ قطعة من الحبل السري لمولوده الجديد، ويلقيها أو يدفنها قرب ''المكان'' الذي يتطلع أن يعمل فيه طفله إذا كبر. هم البحث عن الوظيفة في السعودية ربما يبدأ من الأب قبل أن يبدأ عند الابن أو البنت. لكن إذا كان ''الابن'' يصحو عند المغرب، يطلب وجبة سريعة، يسهر طوال الليل، ينام النهار، ثم يقول إنه لم يجد وظيفة، فهو فعلا لم ولن يجد وظيفة! لا بد أن يكون كالطيور الباكرة، فالرزق في الحركة، والحركة بركة. لا تجلس في البيت وتنتظر أحدا يطرق الباب. اطبع سيرتك وصورها مع شهاداتك الدراسية والتدريبية وخطابات الخبرة، ضعها في حقيبة. وخصص وقتا من الصباح إلى العصر ـــ كأنه دوام ــــ إخرج من البيت، وقم بعملية البحث والتقديم وفق الخطوة الثالثة أدناه، فالرزق لا يأتي إلا للمتحركين. أما الواسطة والعامل الأجنبي فهما عقبات ''وهمية'' لا توجد إلا في أذهان أبنائنا وبناتنا تعوقهم عن دخول سوق العمل!
3. قلص نطاق البحث
لا تتقدم لأي وظيفة يتم الإعلان عنها، فهذا مضيعة للوقت وتشتيت للجهود. تمعن في إعلانات التوظيف، دقق في متطلبات شغل الوظيفة ومسؤولياتها ومهامها التي تستخلص عادة من وصفها الوظيفي. كن صادقا مع نفسك، هل تملك حاليا المؤهل والخبرة المطلوبة؟ معظم الشركات لن تتنازل عن أحد شروطها من أجلك، وغير مستعدة أن تدرب ''المتقدم'' قبل التحاقه بالعمل. تريد موظفين جاهزين (من نوع ''اشبك وشغل''). كن واقعيا في بحثك عن الوظائف، ولا تكن كمن يطلق النار في الظلماء (دوي مزعج دون تصويب)، حدد هدفك وصوب جهدك كالليزر على الوظيفة المناسبة. تقليص نطاق البحث، يجعلك تركز أكثر في محاولة مطابقة المعارف والمهارات والقدرات التي تملكها – ويفترض أنها مذكورة في سيرتك - مع متطلبات كل وظيفة معروضة. وإذا عجزت في مطابقة ما لديك مع ما هو معروض، فأنت قد تفتقر إلى المهارات التي تحتاج إليها السوق. استرجع إمكاناتك وحاول أن تظهر مهارات تجيدها، لكنك ربما أغفلت ذكرها في السيرة (مهارات في التفاوض أو البيع...). أما مصادر التوظيف، فأمامك: مراكز ''طاقات''، والغرف التجارية والصناعية، وإعلانات الصحف، والمواقع الخاصة بالتوظيف أو الشركات، والمنتديات، ومكاتب التوظيف، وتكوين العلاقات الشخصية (وليس الواسطة!)، ومواقع التواصل الاجتماعي (تويتر ولينكد إن).
4. ضع خطة محددة بأهداف
إذا كان هدفك الانتقال من مرحلة ''حافز'' إلى مرحلة العمل، فهذا هدف نبيل، لكن في حد ذاته لا يعبر عن شخصية طموحة.عليك أن تضع خطة سنوية، وتحدد لك أهدافا شهرية من نوع: قراءة كتاب إداري، حضور معرض توظيف، المشاركة في فعالية عن العمل في ''الغرفة التجارية''، المشاركة في برنامج تدريبي، التعرف على أشخاص جدد في مجال تخصصك، الانضمام إلى جمعية مهنية، أداء اختبار ''التوفل''.. أمور من هذه القبيل تضيف لمسات إلى حياتك الشخصية وترفع من مستوى لياقتك للعمل، فتشعر أن الحياة لها قيمة حتى لو كنت في طور البحث. سجل أهدافك المتحققة وغير المتحققة. كافئ نفسك على الإنجاز (عشاء في مطعم مع أسرتك أو مجرد قهوة مع أصدقائك)، وفي الوقت ذاته حاسب نفسك حسابا عسيرا إذا فشلت في إنجاز أي من هذه الأهداف. فأنت هنا ُتنمي إحساسك بالمسؤولية، وهذا الإحساس ضروري جدا عند التحاقك بالعمل.
5. اتبع التعليمات المحددة في الإعلان.
الكثير من الباحثين والباحثات تأسرهم كلمة ''مطلوب..'' وما يليها من عبارات، لكنهم لا يركزون في فحوى الإعلان بصورة كاملة. الإعلان قد يتضمن تعليمات مهمة حول التقديم، كتحديد طريقة معينة للإرسال أو الاتصال. قد يشترط على المتقدم وضع رمز الوظيفة على سطر الموضوع عند إرسال رسالة إلكترونية، لكيلا تغوص سيرته مع آلاف السير. بعض إعلانات التوظيف، تشترط عليك أن تدخل إلى الموقع الإلكتروني للشركة وتقوم بتعبئة البيانات اللازمة، والإجابة عن الأسئلة، ومن ثم التقدم للوظيفة الشاغرة. بعض المتقدمين لا يهتمون بتعبئة البيانات وفق المطلوب، كما أنهم إما يتجاهلون الإجابة عن الأسئلة المطروحة وإما يجيبون عنها من دون دقة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي