نتائج القمة الأوروبية تعزز التوقع السلبي بتراجع السوق السعودية

تواصل السوق المالية السعودية مسارها الهابط، أسوة بالأسواق العالمية المتأثرة بالأزمة الأوروبية، والتي أدت إلى فقد الأسواق مكاسبها التي حققتها في 2012، بعد إغلاقها دون المستويات التي افتتحت بها العام الجديد، وأغلقت بها العام المنصرم 2011.

وفي تداولات الأسبوع الماضي تراجعت السوق المالية السعودية بنسبة 4.5 في المائة من قيمتها، بعد إغلاق مؤشر TASI عند مستوى 6661 نقطة، وخسارته 314 نقطة في الأسبوع نفسه، وذلك مقارنة بإغلاق مؤشر TASI في الأسبوع ما قبل الماضي عند مستوى 6975 نقطة.

جاء تراجع مؤشر السوق المالية السعودية TASI بضغط من قطاع البتروكيماويات الذي تراجع بنسبة 4.5 في المائة في تداولات الأسبوع الماضي، ومن قطاع الاتصالات الذي تراجع بنسبة 4.2 في المائة، أما قطاع المصارف فكان أقل القطاعات القيادية تراجعاً بنسبة 3.4 في المائة.

أما أكثر القطاعات تراجعاً في تداولات الأسبوع الماضي فكان قطاع التطوير العقاري الذي تراجع بنسبة 11 في المائة، يليه قطاعا الاستثمار المتعدد والتأمين اللذين تراجعا بنسبة 10في المائة، ثم قطاع النقل بنسبة 8 في المائة، والتشييد والبناء وقطاع الإعلام اللذان تراجعا بنسبة 7 في المائة. وتزامن مع تراجع المؤشر تراجع قيمة التداولات الأسبوعية لتصل إلى 30.8 مليار ريال منها 2.1 مليار ريال قيمة تداولات سهم ''الطيار'' المدرج حديثاً في السوق السعودية.

وبهذا التراجع في قيمة تداولات الأسبوع، يكون معدل التداول اليومي في الأسبوع الماضي قد تراجع إلى 6.2 مليار ريال، وهو أقل من معدل التداول اليومي لشهر أيار (مايو) الماضي البالغ 7.4 مليار ريال يومياً.

#2#

ويتضح من تحليل قيمة التداولات ومقارنتها بنصيب القطاعات منها، عودة الهدوء إلى قطاع الأسمنت الذي احتل 6 في المائة من قيمة تداولات الأسبوع الماضي، مقارنة بمعدل 16 في المائة في الأسابيع الثلاثة الماضية منذ إدراج سهم ''أسمنت نجران''.

كما شهد نصيب قطاع المصارف استقراراً عند 8 في المائة، وكذلك قطاع البتروكيميات عند 18.5 في المائة بعد تراجعه في الأسبوع الماضي إلى 13 في المائة.

ويؤكد هدوء المضاربة استقرار نصيب قطاع التأمين عند 16.6 في المائة، وقطاع الزراعة عند 5 في المائة، وتراجع نصيب قطاع التطوير العقاري إلى 12 في المائة مقارنة بـ 16.5 في المائة معدل نصيب القطاع في الأسابيع الأربعة الماضية.

أما قطاع الفنادق والسياحة الذي لا يتجاوز نصيبه من قيمة التداولات 0.5 في المائة، فبلغ في تداولات الأسبوع الماضي 7 في المائة، بعد إدراج سهم ''الطيار'' الذي احتل النسبة نفسها من قيمة تداولات الأسبوع الماضي.

فنياً دخل مؤشر السوق TASI المرحلة السلبية باختراق هبوطاً متوسط الـ 200 يوم = 6900 نقطة، ولا يزال TASI تحت متوسطاته المتحركة للـ 50 يوما والـ 200 يوم، ومحافظاً عند نقطة دعم 6660 نقطة، التي قاومت المؤشر تاريخياً في مطلع تموز (يوليو) 2011.

المؤشرات الفنية تؤكد سلبية بقاء TASI تحت متوسطاته المتحركة الأسية (50 يوما، 200 يوم)، وتزيد من توقع استمرار TASI في مساره الهابط اختراقه هبوطا نقطة دعم 6660 نقطة في تداولات الأسبوع الجاري، وبالتالي يكون احتمال عودة السوق المالية السعودية إلى مستوى 6417 نقطة (إغلاق 2011) احتمالاً قوياً كما هي الحال في الأسواق العالمية التي لم تكتف بالعودة إلى مستويات إغلاق 2011 بل بالإغلاق دونها.

وبحسب قراءة مؤشر بولنجر Bollinger bands وMACD اللذين يشيران إلى توقع استمرار TASI موجته الهابطة، نحو قاع 6450 نقطة، وهي دعم قد يكون قوياً إذا ما استقرت الأسواق المالية العالمية، وعادت أسعار النفط نحو الصعود.

ويؤكد قراءة مؤشر بولنجر Bollinger bands وMACD مؤشرا القوة النسبية RSI ومؤشر تدفق السيولة MFI اللذان يشيران في قراءتهما إلى اقتراب مؤشر السوق السعودية TASI من قاع استثمارية قد تكون مناسبة، وهذه القراءة مرهونة باستقرار الأسواق العالمية وأسعار النفط.

وفي الشأن العالمي ختمت الأسواق العالمية الأسبوع الماضي بالانخفاض في تداولات أمس بعد الارتداد الذي بدأت به الأسبوع. ففي آسيا فقد مؤشر نيكاي الياباني أكثر من 2 في المائة في تداولات أمس بعد ارتداده إلى مستوى 8640 نقطة في منتصف تداولات الأسبوع. والصورة نفسها تكررت في مؤشر هونج كونج ''هانج سنج'' ومؤشر سنغافورة ''ستريتس تايمز''.

وفي أوروبا أغلفت الأسواق بتراجع بلغت نسبته 1 في المائة في تداولات أمس، بعد الارتدادات القوية التي شهدتها الأسواق الأوروبية في منتصف تداولات الأسبوع.

ومن المتوقع في الأسبوع الجاري أن تستمر السوق المالية السعودية في التراجع نحو دعم 6455 نقطة، بعد عودة أسعار النفط إلى التراجع في تداولات أمس إلى مستوى 82 دولارا، بعد تخطيها حاجز الـ 85 دولارا في منتصف تداولات الأسبوع الماضي.

ومما يعزز التوقع السلبي بتراجع السوق المالية السعودية تلاشي التفاؤل العالمي بعد نتائج القمة الأوروبية، وتعقد حل الأزمة المالية الأوروبية، وذلك بدخول القطاع المصرفي الإسباني مرحلة الخطر والتهديد بالانهيار إذا لم يتلق الدعم من البنك المركزي الأوروبي الذي لم يتدخل حتى الآن في مساعدة إسبانيا.

وبالتالي يتوقع أن تظهر أول نتائج الأزمة في خروج اليونان المحتمل من الاتحاد الأوروبي، وقد تلحق بها إسبانيا و إيطاليا.

لقد أظهرت الأزمة الأوروبية أن الاتحاد النقدي غير كاف لحل الأزمات المالية، إذا لم تؤسس أوروبا اتحادا ماليا مركزيا يتولى إدارة السياسية المالية الأوروبية وتوحيد أدواتها على المستوى الأوروبي، وهذا ما دعت إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ودون الاتحاد المالي فإنه من الصعب التفاؤل بانتهاء الأزمة الأوروبية في القريب العاجل.

وفي ظل هذه التوقعات يبقى الأمل بالنسبة للمتداولين محافظة السوق المالية السعودية على نقطة دعم 6660 نقطة، والتي قد تعيد بعضا من التفاؤل لديهم يدفع مؤشر السوق والسيولة إلى العودة الصاعدة تزامنا مع الأخبار الإيجابية لأرباح الشركات المتداولة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي