تقييم الموسم السياحي

سنة بعد أخرى، تتشكل أنماط جديدة لسلوك السائح السعودي حاملة التنوع في وجهات السفر والترحال لوجهات جديدة كالنمسا مثلا, في مؤشر يدل على أهمية عاملي الطبيعة والطقس. وكانت ماليزيا في السنوات الماضية الخيار الأول رغم ضعف عامل الطقس, الذي عوضته بعامل الطبيعة والتسوق والتكاليف المعقولة. ويعد صيف المملكة شديد الحرارة السبب الأول في العزوف عن السياحة الداخلية, التي بدورها تحتل الخيار الأول في الإجازات القصيرة في موسمي الربيع والشتاء. وفي عالم الاتصال، تأتي الإنترنت بمواقعها الحوارية المؤثر الأول للمسافر عند اختيار وجهته السياحية، لما للإنترنت من شيوع بين الناس ومصداقية في نشر تجارب من سبقوا, الإيجابية منها والسلبية ببساطة وحرية وتجرد. بينما لا تزال وكالات السفر والسياحة غير قادرة على الاستقلال عن شركائها من الوكالات الخارجية لتقديم حزم عطلات تناسب السائح السعودي, خاصة للوجهات الجديدة والسكن والبرامج السياحية اليومية. في الصيف، تأتي على أوروبا موجات حر شديدة، تجعل من مصايف المملكة في عسير والباحة وجهات يتمنى الأوروبي لو يلجأ إليها، حيث تنخفض درجة الحرارة فيها عن المدن الأوروبية في ظاهرة غريبة لا يصدقها كثيرون. وتفتقر مصايف المملكة إلى منتجعات حديثة، بسبب الإجراءات التي تواجه المستثمر السعودي, حيث تعثرت مشاريع, من أشهرها قرية فجر السياحية في أبها. وتمتلك مناطق الجنوب الغربي مناطق خام ضخمة تنتظر إنشاء منتجعات حديثة ـــ لو قدر لها الإنجاز لأصبحت الخيار الأول للسياحة العائلية في مجلس التعاون الخليجي. المهتم بصناعة السفر السعودية يدرك الخلل الذي أصاب هذا الموسم، وضعف بعض الخدمات الرئيسة للسياحة كالخطوط الجوية والمطارات وصناع العطلات وغيرهم، ما يدعو إلى مبادرة تهدف إلى الاستفادة من أخطاء هذا الموسم من خلال منهجية التغذية الراجعة. ويتسنى ذلك بأن تقوم الهيئة العليا للسياحة بإطلاق موقع تفاعلي على الإنترنت Website Feedback Survey, يغذى بتجارب العائدين من الخارج والداخل. تلك التجارب يتم تقييمها من قبل المختصين في الهيئة للتعرف على مناجم المعلومات الثمينة الضرورية لتقويم صناعة السياحة في المملكة وتدوير ما يمكن تدويره من عوائدها داخليا وإشراك القطاعات العامة والخاصة لخلق تكامل أفضل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي