حياة واحدة لا تكفي

حياة واحدة لا تكفي

قال لي بعد رأى كومة الكتب الجديدة أسفل مكتبتي! - أتصدقين أمنية حياتي أن أكمل قراءة مقال واحد ..أتعب إذا قرأت !! لا ترفعوا حواجبكم دهشة من أخي الذي حرم من نعمة حب القراءة مثله مثل الكثيرين الذي يرونها نوع من الترف "وتضييع الوقت ".لا يعلم كم حياة يحياها محب القراءة مع تلك الكلمات المرصوصة وسط الصفحات؛ مفضلها على جلسة حوار مع الآخرين ؛ليثري نفسه بتجارب الماضي، وتوقعات المستقبل، والأهم من ذلك كله هو أن يصنع من القراءة نافذة على العالم بحيث يحدث للعقل شبه تخدير وهو يتلقى المعلومات الجديدة ويستلذ بها ..كلذة تذوق اللسان ألواح كبيرة من الشوكولاته. يقول الكاتب الإيطالي :(أمبرتو إيكو )"نحن نقرأ لأننا نستمتع بالقراءة ،ولكن الأهم هو إننا نشعر بأن حياتنا ليست مرضية ،وبأننا نبحث في القراءة أحيانا عن أنفسنا "وسواء اتفقنا معه أما لا.. يكفي أن حياة واحدة لا تكفينا . وإذا فتحنا صفحة على تاريخ القراءة . نجد أن المؤرخين يربطونها برابط وثيق مع العصر الأول للكتابة. حيث كان السومريون في العراق ينقشون رموزاً صورية تعبر عن المعلومات التي يودون الاحتفاظ بها، متجاهلين أنه في الماضي يصعب على الوراقين إنتاج عدد هائل من الكتب !و أن الغالبية كانوا أميّين ..! كما أنهم وثقوا تاريخ القراءة ..بالقراء المتجولين الذين كانوا يطوفون البلدان لقراءة النصوص والأغاني. و في بلاط النبلاء كانت الكتب تقرأ بصوت مرتفع على أفراد العائلة وأصدقائهم ..أما في كوبا في القرن التاسع عشر كان يعين عامل يتلقى أجراً مقابل قراءته للصحف لزملائه ،وذلك لتلافي معضلة الأمية المتفشية آنذاك . ختاما : في كهف معزول نزلت رسالة سماوية ،يحملها ملك كريم؛ فكانت أول كلمة فيها اقرأ رغم أن نبينا أميّ لا يقرأ لكن أوحي لهُ بها . ألا يجدر بنا أن نعمل بهذا الأمر الرباني لنحيي منهج القراءة .
إنشرها

أضف تعليق