Author

قراءة في الوضع الراهن للأندية الأدبية (3)

|
المتابع للأخبار الثقافية المحلية سيلاحظ أن قضية اللجنة النسائية في النادي الأدبي بالرياض والخطاب الذي رفعته الشاعرة هدى الدغفق والقاصة ليلى الأحيدب هي القضية التي تشغل الأخبار الصحافية الآن. تدور المشكلة حول رفع الشاعرة هدى والقاصة ليلى خطابا إلى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة تشتكيان فيه من عدم إعطائهن حقهن كلجنة نسائية في النادي الأدبي بالمشاركة في صنع القرار وإقامة الفعاليات كما يجب وأنهما تحت إدارة النادي الرجالية حتى أنهما لا تملكان الحق في حضور اجتماعات أعضاء المجلس. إلى أين ستصل هذه القضية الآن؟ المريب هو سؤال "هل سيتكرر ما حدث في "أدبي الطائف" سابقاً وتعيد الأحداث نفسها بوقائع مختلفة قليلاً في النادي الأدبي بالرياض الآن؟"، ولماذا تعاني اللجان النسائية في الأندية الأدبية في المملكة من التهميش والتجاهل؟ هل هو عدم ثقة بالمرأة المثقفة؟ أم عدم الثقة بالتفاعل النسائي من المثقفات / الحضور؟ رغم أن هذا يجب ألا يكون متعلقاً باتخاذ أي قرار! قد لا يتكرر ما حدث في "أدبي الطائف" الآن مع أدبي الرياض في حال ظهر أعضاء وإدارة اللجنة الرجالية بالأخلاق الحسنة كما عهدنا منهم وتعاملوا مع الخطاب والشكوى بأخلاقية، لكن ماذا ستكون ردة فعل الوزير؟ واللجنة الرجالية؟ وهل سنشهد استقالات قادمة بسبب ما حدث؟ عندما تم افتتاح اللجنة النسائية في النادي الأدبي بالرياض جميعنا ـ المهتمات ـ كانت سعادتنا كبيرة بهذه الخطوة والدليل على ذلك الحضور الكبير ليلة افتتاح اللجنة في مقر النادي الأدبي، لكن العمل في اللجنة بدأ يخفت شيئاً فشيئاً مع الوقت، واستقالات من الرئاسة بدأت تتوالى في اللجنة، مما أحدث لدينا ـ المنتظرات المتابعات ـ صورة غير واضحة عما يحدث حتى وصلت إلى لوم اللجنة النسائية لأنها خذلتنا، لكن بعد هذا الخطاب تأكدت الآن أن ثمة عمل كان سيحدث، ثمة نشاط كان سيتحرك لولا المعوقات التي وقفت في وجوههن. وجود لجنة نسائية في جميع الأندية الأدبية مهم جداً، سواء كانت لجنة مستقلة بأنشطتها عن اللجنة الرجالية أو مشاركة لها لكن مساوية في الحقوق. في الآونة الأخيرة شهد "أدبي الرياض" تحولات إيجابية كبيرة ورائعة مما دعاها إلى التقدم، لكن أرجو ألا تتراجع مع هذا القمع الرجعي للمثقفة، حتى الفعاليات التي تقيمها الآن اللجنة الرجالية بحضور نسائي هي بحاجة إلى لجنة نسائية تشرف عليها، تدير الحضور، تسهم في مشاركات نسائية بأوراق العمل، تستطيع أن تفعل المرأة المثقفة الكثير كما يستطيع أن يفعل الرجل، لكن هي فقط بحاجة لأن تعطى فرصة. سأظل أخشى من استقالات قد تحدث في اللجنة النسائية بـ "أدبي الرياض" في حال استمر الوضع بهذا الشكل، أتمنى ألا يسوء الوضع وأن يتم حل المشكلة في أسرع وقت وأن نشهد مزيدا من التقدم في النادي الأدبي في الرياض بالمشاركة من كلتا اللجنتين، عنّي! أعول على وجود لجنة نسائية كثيراً.
إنشرها