علاقة المادة بالطاقة

أرسل لي الأخ رائد من الكويت سائلا أن أشرح له هذه المعادلة E = MC² ‏
وهذا السؤال سبب إشكالية ضخمة للشيطان في المسألة الوجودية الكبرى؟ حين طلب الرب من الملائكة الترميز للأشياء بالتسمية فعجزت وفعلها الإنسان، فكان ذلك سببا في سجود الملائكة لآدم؟
ولكن هذا سبب للشيطان إرباكا في كيف يفهم علاقة المادة بالطاقة، فكانت خافية عنه، كما خفي عنه كثير من أسرار الوجود، وحين نعلم اليوم عن بدايات الكون بالانفجار العظيم نعرف أنه بدأ من طاقة خرافية مخزونة في حيز خرافي من الصغر، ثم انفجرت الطاقة على شكل حساء كوني شكل بدايات الذرة قبل أن يشكل الكائنات العضوية.
ولم يستوعب الشيطان أن الطاقة تكثفت فشكلت المادة فقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين.
وهكذا فقضية الطاقة والمادة ما زالت مشكلة محيرة حتى اليوم، ويعد آينشتاين هو من فتح الله عليه في فهم العلاقة ولم يكن الوحيد فقد سبقه إلى ذلك بوانكاريه الفرنسي، ولكن حصل معه ما حصل مع ابن خلدون حين انضغطت كل معارف العصر في معادلات رشيقة بسيطة.
وهذا هو التحول النوعي بعد التراكم الكمي.
وهكذا فقد ضرب آينشتاين ضربته حين صاغ معادلة الطاقة والمادة في ثلاثة حروف.
وهذه الحروف في معادلة آينشتاين ترمز إلى ثلاث أشياء؛ المادة (M= mass ) والحرف (E) يعني الطاقة (Energy) وأما حرف السي (C) فهو عن تردد سرعة الضوء؟
وبتأمل المعادلة نرى أن الطاقة تعادل المادة مضروبة في مربع سرعة الضوء؟ فإذا عرفنا أن سرعة الضوء هي 300 ألف كم في الثانية الواحدة ارتفع رقم الطاقة إلى 90 مليار ضعف فتبارك الله أحسن الخالقين.
وتطبيق هذا الكلام جاء من السلاح النووي، فقد تم تفجير 6,2 كيلوغرام من اليورانيوم فوق هيروشيما فقطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود؟ وقضى نحبه في النار النووية في ساعات قليلة 150 ألفا من الأنام، ولحق بهم 100 ألف من المشوهين والمعوقين والعقيمين والعجائز ومرض الشعاع والإشعاع..
ولعل طاقات الكون ليست فقط في قوى النواة المختبئة بل هناك خمس طاقات أساسية دمج ماكسويل الكهرباء والمغناطيس في واحدة فهي الكهرطيسية، وهي بسرعة الضوء، وعلى ظهرها نعتلي متن الفيزياء فنتخاطب من جزيرة سخالين إلى أرض النار وبتاجونيا في لمح البصر أو هو أقرب.
ولن يكون الزمن بعيدا الذي نخترق فيه حجب الزمان كما كسرنا الجغرافيا، فمن الضوء جاءت النسبية، ومن الضوء انبثق الليزر، ومن طيف الضوء عرف نيوتن ظاهرة قوس قزح، ومن الضوء عرفنا السرعات الخرافية، وعلى ظهر شعاع من الضوء نتكلم ونتراسل والعالم كله بفضل الضوء ديجتال؟
وهناك حاليا ما هو أعجب من خيال البعض في الكشف عما هو أسرع من الضوء، فإذا حصل هذا عمليا، وصدقت النظرية النسبية التي ترى أن بلوغ سرعة الضوء، يخلق أربع جدر من الاستحالات، يستحيل القفز فوقها؛ من استهلاك طاقة لانهائية، وتحول شكلنا وكتلتنا إلى ما هو أكبر من الكون؟ وفي النهاية يتوقف الزمن فيذبح مثل كبش أملح..
وإن كانت هناك من فائدة في مثل هذه الأفكار؛ فهي تقريب مفهوم الخلود، وتوقف تك عقارب الساعة مع بلوغ سرعة الضوء، وحين نعتلي ظهر كوكب يمشي بسرعة الضوء، أخذنا الخلود بتوقف افتراس الزمن لنا.. إن الخيال لذيذ أليس كذلك؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي