الرأي

مقالات اليوم

المياه .. استثمارات شحيحة

تغطي المياه أكثر من 70 في المائة من مساحة الأرض، لكن هذا لا يعني بأن مياه الشرب متوافرة بكثرة. إذ فقط 2.5 في المائة من المياه على سطح الأرض صالحة للشرب، وهو أمر مثير للقلق والخوف. وعندما نتحدث عن موارد العالم المحدودة للمياه فإن العذبة منها تشكل 3 في المائة فقط من المياه على الأرض. وتشكل المناطق الجليدية والأنهار المتجمدة أغلب مصادر المياه العذبة، ما يجعل ما هو متاح أقل من 1 في المائة وهو ما يمكن استخدامه للشرب والزراعة.
ومع زيادة عدد سكان الأرض، أصبح العالم في حاجة إلى مزيد من مصادر المياه للزراعة وإطعام الملايين حول العالم، ما زاد من صعوبة الأزمة، هو تزايد تلوث كميات المياه المتاحة للبشر سواء عن طريق الأسمدة أو التلوث الصناعي أو حتى الإفراط في استخدام المياه، ويتسبب في انخفاض مياه الخزانات الجوفية في المدن المكتظة. وهذه الأمور قد تدفع البشر في نهاية المطاف إلى الحروب للحصول على المياه الصالحة للشرب التي يبدو أنها آخذة في التناقص. حتى إذا تم التعاطي مع ظروف الطقس والطبيعة السيئة الناجمة عن ظاهرة التغير البيئي والمناخي، فإن الوضع لا يزال مخيفا.

هل يواجه الاقتصاد العالمي ركودا أم أزمة مقبلة؟

لا يقف الاقتصاد الأمريكي وحده ومؤسساته المالية والنقدية على مفترق طرق! ولم يعد الأمر متوقفا عند احتمالات مرتفعة بدخوله مرحلة ركود قد تمتد إلى مطلع الربع الأول من 2024، وقد تتطور إلى ما هو أسوأ من ذلك قياسا على تفاقم ورطاته المالية والمصرفية، التي تتجاوز إفلاس ثلاثة بنوك في أسبوع واحد فقط، بل قد تتجه إلى مثلث من الأزمات الاقتصادية والمالية على حد سواء، تتضمن انكماش النمو الاقتصادي، وارتفاع معدلي التضخم والبطالة، وارتفاع فاتورة فوائد الدين العام الأمريكي، من جانب ثان تفاقم واتساع دائرة القطاع المصرفي الأمريكي، الذي وصلت أصداؤه العكسية الأولية إلى منطقة اليورو، من جانب ثالث ما ستؤدي إليه تلك الفوضى الأمريكية اقتصاديا وماليا من انعكاسات مؤلمة على بقية الاقتصادات حول العالم، نظرا إلى الثقل الكبير الذي تشكله الولايات المتحدة في موازين الاقتصاد والتجارة والاستثمار والمصرفية عالميا.

التفسيرات العلمية الاقتصادية بين العقل والنقل

معروف أن العالم حاليا يمر بموجات تضخم وأزمات مصرفية. ومن طبيعة علم الاقتصاد دراسة وفهم وتفسير الأزمات الاقتصادية، والسلوك الاقتصادي بصفة أعم. ومنهج علم الاقتصاد في الفهم والدراسة والمطبق في جامعات العالم قائم على استخدام العقل من خلال فهم السببية والتعليل في الفهم والتفسير، وتبعا استخدام ما يسمى المنهج الساينسي scientific method.
هل هذا يتعارض مع تفسيرات مستندة إلى النقل من الكتاب والسنة؟ لا. السببية والغيب لا يتعارضان. ومن أدعى ذلك فالمشكلة في فهمه. أقول ذلك لأن البعض تحدث وكتب بما يفهم منه أن علم الاقتصاد "الذي يسميه بعضهم الاقتصاد الوضعي"، غير مقبول إسلاميا، لأنه ينكر أو لا يستند إلى اعتبارات غير السببية والغيب في تفسير أحداث الاقتصاد. ونسمع ونقرأ لبعض الناس عبارة "في شريعتنا الإسلامية حل كل مشكلاتنا الاقتصادية".
ما قالوه من المجمل الذي يحتاج إلى توضيح وبيان بالمقصود، ومن يقولها بإطلاق فهو يحكم على أشياء لا يحسن فهمها وتصورها.
جاء في الحديث النبوي أن لصلة الرحم تأثيرا حسنا على الرزق والعمر. في صحيح البخاري كتاب البيوع، باب من أحب البسط في الرزق عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال، سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول، من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه.
كلمة "ينسأ" بضم الياء أي يؤخر، وكلمة "في أثره" أي في أجله، وسمي الأجل أثرا لأنه يتبع العمر.
هذا التأثير الإيجابي في الرزق والعمر لا مجال لأن ندركه بالرجوع إلى عقولنا فقط. لكن هذا لا ينافي أيضا فعل أسباب مادية مؤثرة مؤدية بتوفيق الله إلى بسط الرزق وإطالة العمر.

«الميتافيرس» ودعم الاستثمارات الاقتصادية

يتطور عالم التكنولوجيا بشكل سريع ومذهل للغاية وذلك وفقا مع تطور الابتكارات النوعية وما تجلبه من تقنيات جديدة ومتنوعة في غاية الأهمية مع مرور الوقت في جميع المجالات، ولعل هذه الابتكارات الحديثة مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي وتقنيات الإنترنت وتكنولوجيا البلوكتشين وغيرها، فتحت أبوابا عدة للباحثين والمبتكرين والمطورين ليظهروا أفكارهم وإبداعاتهم من خلال تطوير هذه الابتكارات بشكل متجدد، ولعل عالم الميتافيرس هو أحد نتاج مجموعة واسعة من هذه التقنيات الابتكارية المختلفة التي تم دمجها بطرق أكثر إبداعا وإتقانا وابتكارا، لإنشاء بيئة افتراضية سلسة متكاملة عرف بها هذا المجال، ولعلي في هذا المقال أتطرق إلى هذا العالم الجديد الذي ظهر وبدأ نجمه في البزوغ وبشكل لافت للنظر، لنتعرف عليه بشكل أكثر، ومدى الجدوى والفائدة من الاستثمار في مثل هذه التقنيات مع بعض الأمثلة لذلك.
ظهرت كلمة الميتافيرس الذي يفيد معناها "ما وراء العالم"، منذ نحو 30 عاما، ففي 1992، قام نيل تاون ستيفنسون أمريكي الجنسية وهو روائي معروف بأعماله في الخيالات التأملية، باستخدامها في روايته المسماة "تحطم الثلج"، التي تخيل فيها شخصيات افتراضية حية تلتقي في مبان ثلاثية الأبعاد وغيرها من بيئات الواقع الافتراضي، حيث يضع الشخصية الرئيسة في الرواية زوجا من النظارات الواقية للدخول إلى بيئة افتراضية في الحاسوب، وكانت افتراضاته حول معنى الميتافيرس دقيقة جدا وبشكل مدهش للواقع اليوم، ومع ذلك ما زال عالم الميتافيرس كمصطلح يعد مصطلحا حديثا وجديدا، حيث ما زالت التقنيات والتطبيقات الجديدة في هذا المجال قيد التطوير لبناء عديد من العوالم الافتراضية المتكاملة والشاملة.

هل ما زال تحالف «أوبك +» متماسكا؟

الهجوم على "أوبك" والمحاولات المستميتة لرسم صورة مضللة عنها ليس وليد اللحظة ولن يتوقف في اعتقادي، فقد مرت "أوبك" بقيادة السعودية بكثير من التحديات، وواجهت كثيرا من العقبات سواء كانت هذه التحديات والعقبات فنية ترتبط بأساسيات السوق، أو سياسية مرتبطة بأجندات أو مصالح آنية ضيقة الأفق. في كل مرة يثبت الواقع أن قرارات "أوبك" موضوعية وتتسم بالحكمة، وأنها فعلا وليس تنظيرا تعمل وفق سياسة واضحة ومنهج يشار إليه بالبنان لخدمة أسواق النفط العالمية من منتجين ومستهلكين.
في رأيي أن من أهم ركائز نجاح "أوبك" في تعاطيها مع الأحداث التي تواجهها هو استشراف المستقبل بموضوعية، والتعاطي مع الأحداث الطارئة التي لم تكن في حسبان الجميع بمرونة فائقة، وبسرعة استجابة عالية.
ذكرت سابقا أن المستقبل من أهم أدوات التقدم والتطور في جميع النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والصحية وغيرها، وهذه الأداة الاستراتيجية والضرورية هي في الواقع سلاح ذو حدين، قد تعود على متخذ القرارات بفوائد جمة إذا ما أحسن استخدامها والتعامل مع مدخلاتها بحرفية وموضوعية ودقة لتحقيق الأهداف المرجوة، وقد تكون لها عواقب سلبية بل كارثية أحيانا إذا ما واجهت انحرافا قويا في تنفيذ الخطط الاستراتيجية الموضوعة على أرض الواقع بسبب ضعف دقة المدخلات، أو بسبب خلل في قراءة المستقبل واستشرافه بموضوعية.

لا تتورط في سـن مبكرة

للفقر أسباب كثيرة، من أهمها التورط في سن مبكرة. التورط مبكرا في قروض أو شراكات أو مشتريات أو قضايا تستنزف دخل الإنسان لفترة طويلة. وتزداد حدة التأثير حين يحدث ذلك في سن مبكرة تمنع الشاب من فرص الادخار والاستثمار وزيادة الدخل. فالقروض الربوية، والشراكات الفاشلة، والشراء بالأقساط المجحفة، والتورط في قضايا الاحتيال وجمع الأموال، أمثلة لتصرفات مالية تسرق مداخيلك المستقبلية وتقضي على مسيرتك المالية.
في تشرين الأول (أكتوبر) 2020 كتبت مقالا بعنوان، "مأساة ماتيلدا" يوضح بجلاء نتائج التورط في سن مبكرة. وكان يمكن لمأساة "ماتيلدا" أن تكون أقل حدة لو كانت تملك والدا ثريا ينقذها من كل ورطة، لكن الأمر يصبح قاسيا وخطيرا حين تكون ابنا لعائلة بسيطة أو شابا يبدأ حياته دون مساعدة أحد.
ومن العقبات التي تعيق مسيرتنا المالية في سن مبكرة: الاقتراض بالربا، والشراء بالتقسيط اللذين يأتيان في مقدمة القيود التي تكبلنا بالتزامات طويلة وفوائد لا تنتهي.
دخولك في شراكات غير مدروسة، أو ممارسات مالية خاطئة، أو دعوات احتيال تعدك بالثراء السريع.
وفي المقابل هربك من الفرص المالية الناجحة والجاهزة التي تأتيك بنفسها "وتأتي لكل إنسان مرة أو مرتين بحياته".
التسويف، والتأجيل، والاستخفاف بدور الزمن في بناء الاستثمارات الكبيرة.
عدم الادخار، وصنع شبكة أمان، ومحاولة جمع رأس المال في سن الشباب.
الأمية المالية، والجهل بطرق الاستثمار وصناعة الثروة "وهي الحالة الطبيعية ما لم تبادر بالبحث والاطلاع وقراءة الكتب المالية".
الركون للوظيفة، والاكتفاء بالراتب، وعدم محاولة إيجاد دخل إضافي رديف "طوال 40 عاما تسبق تقاعدك".

مقالات اخرى

هل نحن مقدمون على أزمة مالية جديدة؟ «3 من 3»

إذا تراجعت البنوك المركزية عن رفع أسعار الفائدة، كما تتوقع الأسواق المالية، فستنخفض احتمالات العودة إلى استقرار الأسعار.

انتعاش البيئة في المملكة .. إرادة وإنجاز

بناء على مشاهدات شخصية واسعة، فإن هناك انتعاشا بيئيا ملحوظا في مختلف مناطق المملكة.

التكافل الاجتماعي بسخاء وابتكارات

تتميز المملكة العربية السعودية عبر تاريخها الطويل بتلاحم قادتها مع القضايا التي تهم المجتمع السعودي، بالمبادرات العاجلة والوقوف بجانبها بمعايير إنس

كاريكاتير

كاريكاتير 2023/03/27
كاريكاتير 2023/03/26
كاريكاتير 2023/03/25