«هدف»: نسبة التسرب الوظيفي في القطاع الخاص تنخفض بشكل كبير جدا
قال إبراهيم المعيقل مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية إن نسبة التسرب الوظيفي في القطاع الخاص تنخفض بشكل كبير جدا، وذلك بعد مرور عام إلى عامين من التحاق الموظف، وهذا مؤشر إيجابي على أن القطاع الخاص بيئة حاضنة ومحفزة ومناسبة لعمل الشباب والشابات السعوديين للالتحاق به، علاوة على أنه يعد مقياساً على تغير مفاهيم الاستقرار الوظيفي، التي يسعى لها طالبو العمل. وألقى المعيقل محاضرة في كلية إدارة الأعمال في جامعة الملك سعود بالرياض بعنوان (مستقبل سوق العمل)، واضعا حزمة من المسارات والأطر المهمة والرامية إلى تمهيد الطريق أمام الشباب والشابات الملتزمين والجادين بالعمل في سوق العمل السعودي.
وأوضح أنه في عام 2011 كان عدد العاملين السعوديين في القطاع الخاص نحو 700 ألف عامل، وبعد انطلاقة "نطاقات" في 2012 وتزامن معه جملة من البرامج والمبادرات لدعم تدريب وتوظيف السعوديين، ارتفع عدد العاملين إلى 1.7 مليون عامل هذا العام، في حين كان في ذات الفترة عدد العاملات السعوديات في القطاع الخاص نحو 50 ألفا تجاوز في وقتنا الراهن الـ 400 ألف سيدة.
وأشار المعيقل إلى أن جيل الشباب في المملكة يمثلون ثلثي المجتمع، وهذا هرم طبيعي ويعطي حافزاً ومحركاً فعلياً للنماء الاقتصادي والنهوض به بسواعد أبنائه وبناته من جيل الشباب، وهذا خلاف للدول الأوروبية، التي تستورد المورد البشري من فئة الشباب للقيام بكثير من المهن والأعمال.
وبين أن القطاع الخاص يصنف ميزة "الالتزام" لدى الموظف كأساس لاستمرار المنشأة في التمسك بالموظفين الجادين في العمل، والاستثمار فيهم وتطويرهم عبر إلحاقهم ببرامج تدريبية وتأهيلية تتماشى مع متطلبات سوق العمل.
وأكد على أهمية جميع الوظائف والمهن دون استثناء، موضحا أن الحياة لا تستقيم إلا بوجود جميع نوعيات الوظائف بما فيها التي يراها المجتمع لا تليق به، مشددا على أهمية الشباب السعودي في بناء المستقبل، مخاطباً الطلاب قائلا: "لا بد أن يضع كل شاب في ذهنه أنه هو سيبني المستقبل، ومهما كان هذا العمل أو طبيعته أو حجمه أو أهميته للمجتمع إلا أنه يظل عمل يهم شريحة من مجتمعنا".
وعن مستقبل سوق العمل، بين آل معيقل أن وظيفة المستقبل لا تقاس بالحاجة الحالية للوظائف، لأنها تعتمد على التطور التقني؛ مطالباً الطلاب بالتفكير الإبداعي لمواصلة النمو والتطوير المهني. واستدرك قائلاً: "إن العمل ليس بالضرورة مرتبط بوظيفة، بل إن هناك وسائل للتمويل والدعم والإرشاد يمكن الاستفادة منها كتأسيس مشروع أو تجارة خاصة".
وفيما يتعلق بإجراء المقابلات الشخصية، أبان مدير عام "هدف" أن المظهر الخارجي مطلب عند إجراء المقابلة، إضافة إلى ضرورة حسن الإنصات والحديث باحترافية ولباقة، إذ إنها تأخذ في مضامينها كيفية تسويق الباحث عن العمل لنفسه أمام المعنيين عن المقابلة.
وفي شأن يتعلق بما يعرف بالسعودة الوهمية، أجاب آل معيقل بوصفه أنها "جريمة" باعتبارها انتهاكا وتعدياً واستغلالاً لأوراق مواطن أو مواطنة دون علمهم، في المقابل وصف آل معيقل من يتواطأ مع المنشأة من الباحثين عن عمل كي تستفيد المنشأة من تسجيله في السعودة للحصول على "تأشيرات" عمالة وافدة مقابل حصوله على المال بـ "السعودة غير المنتجة"، وهذه أضرارها ليست على الاقتصاد فحسب، وإنما على من يمارسها أيضاً.
وفي سؤال حول برنامج صيفي، أكد آل معيقل أن "الصندوق" يعمل حالياً على استحداث نظام آلي جديد لمكوناته، إذ ستكون النسخة القادمة منه مختلفة، وذلك خلافاً للنسخ السابقة، لافتاً إلى برنامج صيفي سيكون متطلباً أساسياً ورئيسياً، وفقاً للاتفاقية الموقعة بين صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف" ووزارة التعليم.
واستعرض مدير عام هدف، أهم برامج ومبادرات الصندوق ومنها جائزة الإصرار في نسختها الثالثة، وبرنامج "دروب"، الذي يهدف إلى مساعدة الباحثين عن العمل والطلاب بالتدريب والتطوير على رأس العمل، إلى جانب برنامج صيفي، وبرامج الإرشاد المهني وغيرها من البرامج الأخرى.
وفي ثنايا اللقاء أجاب آل معيقل على أسئلة الحضور، حيث أكد في إجابته على أحد التساؤلات على ضرورة بناء الخبرة من مقاعد الدراسة وذلك بالالتحاق بدورات وبرامج تدريبية خلال أوقات يراها طالب أو طالبة مناسبة له ولا تتعارض مع دراسته. وأعلن صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف" استمراره في إطلاق حزمة من البرامج والمبادرات، التي تسهم في نشر وتعزيز ثقافة الإصرار لدى المجتمع، عن طريق عدد من المبادرات منها: إطلاق النسخة الثالثة من "جائزة الإصرار" بقالبها الجديد وحوافزها المشجّعة؛ حيث يصل مجموع الجوائز المالية إلى ثلاثة ملايين ريال، وستوزع على أصحاب أفضل 150 قصة إصرار، ثم ترشيح أفضل 12 قصة منها، سيتنافس أصحابها على المراكز الأربعة الأولى.
وتستهدف جائزة الإصرار، التي أطلقت لأول مرة في أيلول (سبتمبر) 2013 رواد الأعمال والموظفين من أصحاب قصص الإصرار والنجاح لعرض تجاربهم الملهمة للمساهمة في تحفيز الشباب.
ومن المقرر أن يستمر استقبال القصص حتى نهاية يوم الإثنين 16 (نوفمبر) 2015، وسينظم للبرنامج حفل ختامي في 25 تشرين الثاني (فبراير) 2016 بحضور عدد من الشخصيات البارزة، وفيه سيعلن عن اسم الفائز بلقب الأكثر إصراراً في المملكة، وستسلّم للفائز جائزة المركز الأول، وقدرها نصف مليون ريال.