عيد الوطن .. خدمة الحجيج
أتت مناسبة اليوم الوطني الـ 85 للمملكة العربية السعودية هذا العام متزامنة مع مناسبة سنوية هي الأعظم على مستوى العالم من حيث التنظيم وإدارة الحشود في مكة المكرمة، تلك هي أداء مناسك الحج لأكثر من مليوني حاج. هذه السنوات شاهدة على قدرة المملكة على تقديم جميع ما يمكن من إمكانات لتسهيل حج بيت الله الحرام، ولتقليل أي مخاطر قد تصيب الزائرين. ما يشهده الحرمان الشريفان من اهتمام كبير وإنفاق سخي على المشاريع دليل على الاهتمام والرعاية من ولاة الأمر ـــ حفظهم الله ــ بل إن كل السعوديين يفخرون بما تقدمه الحكومة من خدمات ومشاريع لخدمة الحجاج ما يعزز دور المملكة كراع للحرمين الشريفين.
رغم كل الظروف المحيطة بنا أمنيا وفكريا واقتصاديا، تبقى أولوية خدمة الحرمين الشريفين هي الأولوية الأهم، وهي الخير الذي يسوقه الله ــ عز وجل ـــ لهذه البلاد وقادتها. نحن نشاهد ما يصيب كثيرا من دول العالم التي تعاني عدم الاستقرار وكثرة المشكلات التي تعصف بكثير من البلاد، نتذكر السياسة الكريمة التي قامت عليها هذه البلاد ـــ وفقها الله ـــ منذ عهد المغفور له ـــ بإذن الله ـــ المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وسار عليها أبناؤه الكرام، وما يعكس ذلك من مشاريع كبيرة لخدمة الحجيج حتى أصبحت هذه الشعيرة ميسرة وآمنة بفضل الله تعالى وبأيدي رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
هذا يفرض علينا جميعا مزيدا من الشكر لهذه النعم، وإصرارا على أن تظل بلادنا منارا للهدى من خلال ما تقدمه من رعاية واهتمام للحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وما يتبعها من مواقع لخدمة الحجيج منذ قدومهم حتى إتمامهم مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان. وستظل المملكة العربية السعودية شامخة في وجه كل من يريد لها سوءا.
وفي هذا اليوم الذي تتوالى فيه مناسبتان كبيرتان الأولى وقوف حجاج بيت الله الحرام بمشعر منى إكمالا لمناسكهم، واحتفالا بذكرى اليوم الوطني لهذه البلاد المباركة، لا نغفل الدعاء لجنودنا البواسل الذين يجاهدون في سبيل الله حماية للشعب الجار من كيد الكائدين، وتحريرا لهم ممن باعوا ضميرهم من أجل تحقيق مصالحهم الخاصة. والدعاء موصول لرجال الأمن الأوفياء الذين يقفون صفا واحدا لخدمة الحجاج وتقديم جميع المساعدات لتسهيل عملية الحج وحماية أمن الحج. الرجال العظماء دائما يقفون في ساعات الحسم لتحقيق آمال الوطن.
حفظ الله وطننا وقادتنا.. وكل عام وأنتم بخير.