سياحتنا غير

[email protected]

مع إقفال المدارس وبدء الإجازة الصيفية يستنفر الجميع ويبدأ التفكير لدى الكثيرين في استغلال جزء من الإجازة للتمتع بها مع الأصدقاء أو مع أفراد العائلة وعادة مايكون القرار اعتمادا على الميزانية المتوافرة للرحلة فقد تكون داخل المملكة أو خارجها إلى الدول العربية أو دول شرق وجنوب شرق آسيا، أو أوروبا وأمريكا.
الملاحظ على العروض السياحية الخارجية هذا العام ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه ولا ندري هل هو بسبب الإقبال على تلك الدول أم بسبب جشع بعض شركات الطيران والمكاتب السياحية، المهم أن تكاليف الإجازة للعائلة المكونة من أربعة أفراد لن تقل عن 30 ألف ريال لمدة عشرين يوما في إحدى الدول العربية و50 ألف لآسيا أو أوروبا وهذا المبلغ كبير جدا ويرهق ميزانية الأسرة بعد أن كانت الأسعار في السنوات الماضية أقل بكثير والخيارات متعددة.
الشريحة الأكبر من المواطنين تفضل السياحة الداخلية لعدة اعتبارات أهمها الخصوصية ووجود خيارات مميزة وجاذبة تتمتع بها المملكة أهمها على الإطلاق وجود الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة إضافة إلى وجود مدن لديها مقومات تجعلها وجهة للكثيرين مثل جدة والمنطقة الشرقية وعسير والطائف والباحة.
وداخليا نمتلك الكثير من المقومات التي لو استغلت لأصبحنا من الدول المتقدمة في هذا المجال، ولكن مشكلتنا عدم توافر البنية التحتية المتكاملة للسياحة إضافة إلى عدم وجود التنظيم لهذا القطاع المهم وانعدام الرقابة على وسائل الجذب السياحية مثل الفنادق والشقق والمنتجعات والأسواق والملاهي وغيرها والاسعار لا تخضع لنظام أو رقابة من جهة معينة، وأن وجدت فهي ضعيفة.
من المشاهدات في أبها فندق أربع نجوم شكلا ونجمتين مضمونا (الخدمة والنظافة وإمكانات الفندق) أقمت فيه نصف نهار يوم السبت الماضي سعر الغرفة لشخصين 595 ريالا !!

مدينتنا العزيزة جدة غصت بالسياح المواطنين مع أول يوم من الإجازة الصيفية – اللهم زد وبارك – لكن الشوارع ليل نهار مزدحمة والمرور شبه غائب والأسعار حدِّث ولا حرج الشقق والفنادق والشاليهات بأسعار كانت بأقل من نصفها قبل أسبوعين.
الأسواق والملاهي مكتظة بالمرتادين من جميع مناطق المملكة والأسعار حسب العرض والطلب والعروض الجاذبة كثيرة ولكن المصداقية غير موجودة في بعض المواقع. لا أحد يشك في الجهود التي تبذلها هيئة السياحة في السعودية لدعم السياحة الداخلية ووضعها في أول قائمة خيارات المواطن ولكن المطلوب المتابعة والتنسيق مع جهات الاختصاص لمراقبة الأسواق والفنادق والشقق والشاليهات والتأكد من التزامها بالأسعار. هذا مرحليا، ومستقبلا لا بد من العمل على رؤية مستقبلية لتنفيذ المشاريع العقارية والسياحية مع هيئة الاستثمار والشركات العقارية لتهيئة خيارات بديلة لمناطق بكر مثل جيزان والأحساء وحقل والتي يمكن أن تتفوق عالميا إضافة إلى تحسين مستوى الخدمات وزيادة المشاريع في المدن المفضلة حاليا.

رئيس فكر الدولية
جدة - فاكس 6912060

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي