معاناة مساهم يتيم
متى تنتهي أزمة المساهمات العقارية، التي استنزفت أموال البسطاء والمساكين والأرامل والأيتام، سواء المجمدة أو التي يماطل أصحابها في تصفيتها وتنتهي معاناتهم وترد لهم أموالهم فهناك مساهمات مضى عليها أكثر من أربع سنوات وبعضها بسبب مماطلة بعض الشركات أو الأفراد، المشكلة أن هذه الشركات ما زالت تعمل، وبعض الأفراد يعيشون في بحبوحة من العيش، ومساهموهم يتجرعون المر يوميا، لقد سئم الناس الانتظار الطويل وعدم انتهاء معاناتهم مع بعض المماطلين بقصد أو بحسن نية.
الأخ فهد من الرياض أرسل لي يشرح معاناته المؤلمة هو وأخوه اليتيم مع إحدى الشركات العقارية في الرياض حيث وضعا ميراثهما في هذه المساهمة حسب قوله، وهذه الشركة حسب معرفتي بالسوق أرى أنها ما زالت تعمل وتعلن وتنشر أخبارها وتصرح عن مشاريعها وإنجازاتها العقارية ولديها مشكلة في إحدى مساهماتها التي يتحدث عنها فهد، وهو يشتكي من مماطلة الشركة في تصفية المساهمة ويطلب مني نشر معاناته التي تجاوزت الثلاث سنوات حيث إنه حسب قوله لم يترك بابا للشكوى إلا وطرقه مع بقية المساهمين وإلى الآن لم يتم إنهاء التصفية، وأنا أقول للأخ فهد هناك مساهمات كثيرة معلقة لم تتم تصفيتها وسبق أن كتبت في عدة مناسبات عن شركات المشروع الواحد والمساهمات العقارية الوهمية واستغلال أصحابها للطفرة التي حدثت للسوق العقاري والمبادرة بشراء أو استئجار أرض خام وطرحها كمساهمة والتي لم تبن على رؤية أو دراسة وإنما الاندفاع وحب المادة والجهل بإدارة وتسويق العقار تسببت فيما رأيناه، وبالمناسبة هناك مساهمات أخرى في الرياض وجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والدمام ما زالت معلقة أو مجمدة وبعضها مصرح والآخر من دون تصريح ومضى عليها أكثر من المدة القانونية التي ينص فيها نظام وزارة التجارة على وجوب تصفيتها خلال ثلاث سنوات كحد أقصى أو تباع الأرض أو العقار بالمزاد العلني وتتم إعادة أموال المساهمين.. وأنا أنشر هذه المعاناة بهدف لفت الانتباه لأهمية اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء مثل هذه الإشكاليات وأعلم أن هناك الآلاف من أمثال أخونا فهد تعلقوا بمساهمات وشركات توظيف أموال وبانتظار الفرج.
مهما كانت الأسباب التي يوردها القائمون على هذه المساهمات فهي غير مقبولة لتأخير التصفية سواء بسبب التصاريح أو مشكلة في الأرض أو سوء إدارة فالمسؤول الأول والأخير صاحب المساهمة أو الشركة ملزم بإعادة الحقوق لأصحابها بعيدا عن التسويف والمماطلة، وأقول للأخ فهد وغيره ممن تورطوا في مثل هذه المساهمات كان الله في عونكم ونسأل الله العلي القدير أن يفرج همنا وهمكم.
تعقيب
- المهندس صالح العمري، وقد تكون هناك فرصة لطرح الحلول لمشكلة بطء تنفيذ المشاريع في القطاع الخاص وانتم أيضا لكم دور كبير في ذلك.
- الدكتورهادي بن صالح الهادي، وأيضا لا نبرئ ساحة بعض القطاعات الحكومية في تأخير صرف مستحقات شركات القطاع الخاص بسبب البيروقراطية ولكن كما شهدنا من اهتمام وحرص خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وولي عهده الأمين والتوجيه بسرعة صرف المستحقات لأصحابها ودعم ميزانيات القطاعات الحكومية.
- الأخ محمد حسين معافا من جدة، سأتطرق لموضوعك المتعلق بالقروض العقارية لمصلحة معاشات التقاعد في مقال مستقل بإذن الله.