استمرار خسائر المؤشر للأسبوع الثاني وتضخم أسعار المضاربة يعززان سلبية السوق
"حين لا تتضح لديك الرؤية في السوق, فمن الأفضل دائما أن يتمنى المضارب أن يكون في السوق وهو خارجه, من أن يتمنى أن يكون خارج السوق وهو داخله"
سؤال يطرح لي في كل مكان أذهب إليه, حتى أصبح مزعجا لي حقيقة, متى "ينصلح" حال السوق؟ أو متى يتوقف الهبوط ونبدأ الصعود؟ سؤال بهذا المعنى يتكرر من الكثير مباشرة لشخصي أو عبر قنوات أو مقابلات, وحدثني أحد محللي "داو جونز" من دبي وهو غربي , ماذا يحدث في السوق السعودي؟ يسألني وهو يضحك؟ الجواب الثابت لدي ولا أغيره حتى يتغير الحال إن شاء الله: لا أعرف سيكون بعد يوم أو شهر أو سنة أو سنوات, وأقول الأسباب أن الأخطاء واضحة وضوح الشمس في رائعة النهار, لكن من يعلق جرس الإصلاح في السوق السعودي بكل قوة وحقيقة وعدالة وشفافية ورغبة وسرعة وجسارة ولا ينظر إلى اسم المضارب فلان أو غيره، الخلل واضح وضوح القمر في الليل الحالك السواد, الإصلاح لا أحد يقول أين هو, هي أدوات وقرارات موجودة لكن من يضعها موضع التطبيق, السوق السعودي لم يعالج حتى الآن إلا بمسكنات ومضادات حيوية, لم يدرك أن السوق يحتاج إلى عملية جراحية ثم تأهيل وعلاج طبيعي, هذا هو الوضع بصراحة تامة, السوق السعودي مشكلته أن قراءة المؤشر خاطئة فـ"سابك" تعلن أرباحا غير مسبوقة ثم نجد أبرز شركات خاسرة في السوق كالأسماك، الباحة، ومبرد تحقق النسبة العليا؟ ما العلاقة والرابط عدا استغلال خبر "سابك", ثانيا أن المضاربين يسرحون ويمرحون في السوق وأسهم فئة معينة وهي الخاسرة وذات رؤوس الأموال الصغيرة, ولم نسمع عن إيقاف أو تجريم أو حرمان لهم من السوق, فالغرامة المالية لا تكفي, ماذا يهم المضارب حين يربح 500 مليون ويدفع 100 مليون، لا شيء, لكن ماذا لو كان هناك تجريم وسجن وتشهير ومصادرة للأرباح وتسويات لما تم سابقا, فهل سنجد هذه الفئة؟ ثالثا, ما ظل سوق الأسهم السعودي تقوده أسهم خاسرة وفقدت نصف رؤوس أموالها, وسيطرة مضاربين بكل قوة وتمكن وأسعارها مضاعفة مرات عدة, سيظل هذا هو السوق السعودي لا ثقة، لا قوة، لا عدل، لا توازن، تذبذبات حادة, مصدر لتدوير مليارات الريالات بدون أي إضافة لخدمة مواطن واحد, عدا أنها سوق مضاربة أصبحت تفوق المنطق والعقل, وأصبح معظم المواطنين خاسرون ومدينون للبنوك بوضع مأسوي مؤلم، وأكررها مؤلم من الرسائل التي تصل إلى حد أن البعض يطلب مساعدة, هل هذا ما يريد المضاربين وبالنظام والقانون؟ وأقول لكل من يسألني, إن السوق سيظل بهذه الوتيرة ما لم يُردع المضاربون, وما لم توجد سوق ثانية للأسهم المضاربة والخاسرة وتكون البيع والشراء والتسويات تتم بعد يوم ويومين (كتبت كثيرا من التفصيلات الأسبوع الماضي لضبط المضاربات), وأن تفرض ضريبة على أرباح المضاربين لم لا يحتفظ بأسهمه لفترة معينة مثلا تتزايد كل ما قصرت المدة وتقل كل ما طالت مدة الاحتفاظ, وأقول أيضا المزيد والمزيد من الشركات لطرحها بالسوق للاكتتاب العام, وذات القيمة الاسمية عشرة ريالات قدر الإمكان, ضبط المحافظ وتناقلها بين بعضها, ضبط مكاتب استشارية الآن تقود المضاربات في السوق بأسهم هم يعرفون أنها لا تستحق قيمتها أصابع اليد الواحدة, ولا نعرف ما ستأتي به مكاتب الوساطة في القادم من الأيام, ضبط العلوم والطلبات وما يتم بها حقيقة من قمة التلاعب على المكشوف عيانا بيانا, ضبط التلاعب بالعين المجردة ممكن تماما فما بالك لو استخدمت التقنية في تفاصيل أخرى, هذا ما أقوله دائما إذاً ما الذي يمنع من ضبط السوق؟ إن السوق ما ظلت أسهم المضاربة من أسماك، باحة، وشرقية زراعية وغيرها تقود السوق, سنظل في دوامة الخلل, في دوامة تضخيم ثروات القلة على حساب المواطنين المقترضين والبسطاء الذين لا حول ولا قوة لهم إلا البحث عن تعويض أو أرباح, ولا حول ولا قوة إلا بالله. لا أريد أن أقول إنني أجزم أن مسؤولي الهيئة يدركون الحلول ولكن أين تطبيق الحلول, أين حماية السوق من استعار المضاربة, وأكرر لا أقول القضاء على المضاربة, بل العكس المضاربة هي نكهة وأساس كل سوق, لكن ما يحدث لدينا هو تدمير قضى على فئة كبيرة من فئة قليلة تمتلك المال والمعلومة واللعب بالنفسيات وكل شيء, والآن نحن نجني ما يحدث في السوق الذي هو في أساسه يعاني الخلل في كثير من هيكلته ومؤشراته. ليست لي قضية شخصية نهائيا مع أي كائن حتى لا يفسر تركيزي على إصلاح السوق وضبط المضاربين بأي تأويل آخر, لأن ما يبينه التحليل الفني والقراءة الفنية العميقة بشدة يوضح سلوك السوق ككل وسلوك كل شركة, بالتالي يسهل قراءة كثير من التوجهات للسوق, ولا يعني دقتها 100 في المائة, ونكتفي بـ 70 إلى 80 في المائة, ولكن كم متعامل في السوق يدرك التحليل الفني, ليس الكثير, والدليل حتى صناديق البنكية الخبيرة ذات الرواتب المتضخمة التي يدفعها كل مشترك تعلقت عند مستويات 20 ألف و18 ألف وخسائر تقارب 60 في المائة. هذه الصناديق الخبيرة ذات الجوائز, فماذا عن مواطن بسيط وهم الغالبية, في ظل سوق غير متوازن وغير عميق ويحتاج إلى الكثير من الإصلاح, وفي ظل مضاربين أطلق لهم العنان.
السوق الأسبوع الماضي
استمر السوق السعودي في تحقيق خسائر للأسبوع الثاني على التوالي ففقد الأسبوع المنتهي 213 نقطة وأغلق عند 7.273 نقطة, وسجل كثير من الشركات مستويات سعرية جديدة, وهذا مؤشر سلبي وإن كانت ارتدت سعريا من عند المستويات المنخفضة, ولكن المهم هو الآن مدى قوة الارتداد الذي حدث في السوق, ولكن واضح أن السوق ضعيف ويعاني من الكدمات والضربات الشيء الكثير, وفقدان للقوة الداخلة للسوق وهذا مهم. في العرف الفني أنه حين تتخذ هذه القوة شكلا فنيا معينا وانخفاضا في الكميات يحدث ارتداد خلال الفترة المقبلة, ولكن يجب أن يكون في ذاكرة الجميع أن الارتدادات الحقيقية الصاعدة لها شروط عديدة ليس من المتوقع حدوثها الأسبوع المقبل في تقديري لأنها تحتاج إلى مؤشر عند مستوى 7612 نقطة أولا ثم 7800 نقطة ثاني وتحتاج إلى وقت للاستمرار لا يقل عن خمسة أيام أعلى من هذه المستويات ومتوسط 50 يوما ما زال بعيدا أيضا. هذا بالنظرة الأسبوعية، السوق بمجمله الأسبوع الماضي كان ضعيفا, وكانت فرص شراء في شركات استثمارية معينة وارتدت وحققت ارتفاعات نسبية عوضت خسائره بعد أن سجلت مستويات متدنية, وهي فرص حقيقة ولكن الوقت مهم.
الأسبوع المقبل
أول ما يظهر لنا اكتتاب "كيان", الرعب الذي سببته, ولا أجد مبررا له, فاكتتاب "كيان" سيغطى بسهولة تامة, وسألتني مذيعة تلفزيونية: هل سيغطى بهذا الحجم من السيولة؟ وأكرر الإجابة كل مرة يستطيع أن يغطيها خمسة رجال أعمال لدينا, ليست مشكلة سيولة لدينا, بل مشكلة المتداولين, إنهم تعودا على أرباح فلكية كما حدث في اكتتاب "البلاد" و"اتحاد اتصالات" وغيرهما, الآن في المنطق والعقل أن يسيطر ربح 50 في المائة بعد الاكتتاب منطقي جدا وعال أيضا للمدى القصير. وننتظر أن تتوالى الاكتتابات بصورة متدرجة ومجدولة لكي نوجد مؤشرا أكثر ثقلا وتتوزع قوة المؤشر بين العديد من الشركات لا شركة أو شركتين وهذا مهم. واضح أن بعض المؤشرات أعطت إشارة ارتداد للمؤشر على المدى القصير على الأقل, وشركات ارتدادات واضحة سعريا, وليس هنا مجال ذكر للشركات, حيث إن المضاربين أو من يتعامل "ويتفنن" بالسوق يريد عكس الانطباع السائد بأن يكون هناك ارتفاع للمؤشر والعديد من الشركات مع بداية اكتتاب "كيان", حيث ستيضح أن الاكتتاب غير مؤشر فعلا, لأننا يجب أن نضيف هنا أن الكثير لا يتعامل مع السوق أساسا, وهم مكتتبون, ويريدون ربحا سريعا فقط, فالكثير سيكتتب وهو خارج السوق, فهل نجد مكتتبين بعدد تسعة مليون سابقا يعني أن جميعهم يتعاملون في السوق, بالطبع لا, ولكن الكثير سينتظر للاكتتاب حتى آخر يوم أو ويومين, ولا يريد تجميد سيولته من أول أو ثاني يوم من الاكتتاب، فهناك فترة زمنية كافية, وكل ما زاد المكتتبين وعددهم شجع الكثير, وهنا أدعو الجميع للاكتتاب, فهي نتاج "سابك", وشركة كبرى تساهم بها "سابك", ومنتجات لسلع دولية لها أسواقها ومختلفة عن منتجات الكثير من الشركات في غالبها, واستثمار بعيد المدى لمن هم محتارون بسيولتهم الآن وهم كثيرون. شركة كيان هي عامل دعم للسوق بكل معنى الكلمة, وأيضا ما سيأتي من شركات كبرى, منها بنك الإنماء الذي يقترب تاريخ اكتتابه كما سبق وأعلن. من المهم أن نركز ونراقب مدى قوة الارتداد "كما يتوقع فنيا" في الوصول لمستويات 6612 ثم 6800 نقطة, ويفضل أن يأخذ مسار صاعد ببطء, ولكن يجب تقدير كم نسب الارتداد فنيا, فكل ارتداد له نسب يتم احتسابها وليست مطلقة بالطبع. استمرارية الإيجابية هي المهمة. أيضا الأهم, الإغلاق الأسبوعي هل سيكون إيجابيا أم سلبيا, كما ذكرت ارتدادات إن قدر لها أن تحدث في أول يومين من الأسبوع المقبل نراقب قوة الاستمرار وهو المهم ووفق حسابات معينة فنية.
التحليل الفني اليومي
المؤشر العام والترند "المثلث الهابط"
ذكرت الأسبوع الماضي أن الدعم الأول هو عند 7.277 نقطة ونحن أغلقنا هذا الأسبوع عند 7.273 نقطة, أي بفارق أربع نقاط عن التقدير للدعم الأول, وكان المؤشر قد وصل إلى 7.092 نقطة كأقل نقطة يصل إليها الأسبوع الماضي وهذا سيئ, وكنا قد أشرنا أن الدعم الثاني هو عند 7,028 نقطة, وشكل هذا الدعم قوة كبيرة للمؤشر حتى الآن على الأقل.
الآن نجد أننا ما زلنا نسير بالمثلث الهابط الذي رسمناه منذ أسبوعين ولم يخرج منه, متوقع الأسبوع المقبل أن يخرج إيجابيا, وأضع هنا نقاط الدعم والمقاومة مع المقارنة أن إغلاق السوق هذا الأسبوع كان عند 7.273 نقطة وهي كما يلي: 7.092 نقطة, 7.192, 7.203 نقطة كدعم, ثم 7.304, 7.430, 7629 نقطة كمقاومة.
لا ننسى أننا بدأنا نشكل مثلثا "منفرجا" الآن الخط الأخضر السفلي مع الأزرق العلوي, بعد أن كنا سابقا قد كسرنا ترند صاعدا, كسر حدث بقوة, وهنا الصعوبة في العودة إلى هذا المسار الصاعد. يمكن أن نلاحظ من خلال الشكل الفني أن نستخرج أكثر من خمسة أشكال فنية مختلفة وهذا مهم لقراءة الشارت نفسه ولتقدير المسار المقبل.
المؤشر العام والمتوسطات والانحرافات
من خلال متوسط 50 يوما و100 يوم, تعطي لدينا الصورة أبعد أي لفترة الأسبوع والأسبوعين المقبلين لا يوم ولا يومين التي قد تعطي إيجابية, من خلال متوسط 50 يوما اللون الأزرق نلاحظ أنه يتجه للتقاطع مع 100 يوم وهذا سلبي تماما, ولكم المقارنة بالفترة السابقة ووضع المؤشر يبدأ من نيسان (أبريل) 2006, أن كل ما كان متوسط 100 أعلى كان سلبيا والعكس إيجابي, وهذا يعزز أن نتابع الفترة المقبلة والحاجة للوصول إلى مستوى 7800 لكي يقدم لنا المؤشر قوة حقيقية, لاحظ الكميات كل ارتفاع لها من قاع إيجابي وكل انخفاض للكميات من قمة سلبي. فكل ارتفاع في الكميات واستقرار يكون في القمة أو الارتفاعات يكون سلبيا, وتزايد الكميات في القيعان أو الانخفاضات إيجابي, ويجب ربط كل هذا مع مؤشر RSI لقياس الانحرافات, وأيضا المتغيرات خارج السوق.
المؤشر العام والمروحة
سبق أن وضعت هذا الرسم خلال الفترة الماضية, وبالصورة من بعد ما زال المؤشر ضعيفا, وقمم هابطة مستمرة, وأن المؤشر حتى لم يلامس السقف العلوي الأزرق أو أقترب حتى منه, وإن كان مؤشر RSI يعطي الآن انحرافا إيجابيا ومهما أن يصل لمستوى 50 ونتابع مدى قوة الاستمرار له.
القطاع البنكي يومي
ملاحظ ضعف القطاع واستمرار القمم الهابطة, ودلالة ضعف القطاع أنه منذ سنة كاملة لم يتجاوز متوسط 50 يوما إلا في فترتين لم يصمد فيها ثم يعود للانخفاض أكثر مما سبق. الآن هو عند خط دعم ثانوي (الأحمر المقطع في الوسط) كسره للأسفل يؤهله للانخفاض أكثر للقطاع, المحفزات ما هي في القطاع؟ لا شيء من النمو يتوقع أن يكون على الأقل للفترة المقبلة مجديا للمستثمرين بعيدي المدى. مؤشر RSI في مستويات متدنية جدا ولم يعط حتى الآن أي انحراف إيجابي على الأقل.
القطاع الصناعي يومي
يمكن أن نلاحظ شكلا انعكاسيا في القطاع الصناعي "وتد" وإن حدث اختراق للأعلى بكميات كبيرة مع الاختراق سيكون إيجابيا, وأيضا نلاحظ شكل "مثلث" أيضا متماثلا يحتاج إلى اختراق كتعزيز لشكل الوتد. متوسط 50 يوما مازال بعيدا حتى الآن كما يتضح, مؤشر RSI يعد إيجابيا كانحراف. الأهم الاستمرارية. يحتاج القطاع لقوة "سابك", وأعتقد اختراق 123.50 القوية هي العلامة الفارقة في القطاع.
قطاع الاتصالات يومي
هناك مسار تنازلي سلبي حتى الآن, ووتد لكن تداول ضعيف وضعف القطاع قد يحبط هذا الشكل الانعكاسي, وهناك انحراف إيجابي في القطاع ككل في مؤشر RSI, بصورة عامة القطاع تفاعل آخر يوم تداول وهذا إيجابي, قطاع الاتصالات مهم جدا استمرار الصعود فكل مرة تفشل المحاولة, وكأن رفع القطاع لترميم المؤشر لا أكثر.