مُسكِّنات الإسكان
شاهدت قبل أيام مقطعاً عن إسكان تخطط "أرامكو السعودية" لبنائه لمنسوبيها. بحلول عام 2019 سيكون بمقدور 7500 مواطن من موظفي الشركة الحصول على "فلل" سكنية في المشروع الجديد الذي يحوي كل متطلباتهم.
قلت لموظف "أرامكو": الحمد لله أن رزقكم هذا السكن، لئلا تضايقونا على الإسكان الذي سنبدأ في حصاده خلال أربعة أشهر أو ما يقاربها، حسبما يصلنا من وزارة الإسكان. قال: صدقني سنسكن وأنتم تنتظرون "المسكِّن" القادم من وزارة الإسكان.
بدأت المسكنات في السيطرة على الوزارة منذ عُرِضت نماذج "الفلل" على خادم الحرمين الشريفين. تحمس كثيرون لحرب المساحات بين "المالية" و"الإسكان"، لكنها ظلت "مسكِّناً" انتصر فيه المواطن بأمر خادم الحرمين الشريفين.
أُطلِق المُسكِّن التالي عندما بدأ استقبال أسماء المستحقين وبشكل حضاري على موقع الوزارة، ما أعطى الانطباع بأن الأمور ستكون ببساطة تسجيل الدخول والتأشير على الاختيارات وتسلم "الفيلا"، إلا أن الوزارة بعد أكثر من شهرين قررت أن هناك مسكناً جديداً يمكن أن يسهم في المحافظة على ابتسامة المواطن من التحول إلى "تكشيرة". إعادة تسجيل البيانات وتعبئة بيانات أخرى، وتقسيم المستحقين لفئات، وطلب المزيد من الفواتير، لتصبح معلومات الموقع أكثر دقة ولتصلك "فيلتك" إلى الشارع الذي تسكنه.
جاء التصريح الشهير بالتسليم في شهر 6، ثم تصريح آخر بالتسليم في شهر 10، ثم ثالث جاء ليقول إن التسليم سيتأخر لأجل غير مسمّى. بدأت التكشيرة تظهر على وجه المتقدمين.
بدأت معركة تصريحات لم نعهدها بين وزارات الدولة. أعلن مسؤول في "أمانة الرياض" أن وزارة الإسكان لم تحصل على التصاريح اللازمة لتنفيذ مشاريعها، هل يُعقل أن تفعل الوزارة ذلك، وتترك المواطن ليواجه مشكلات في المستقبل عندما يتسلّم "الفيلا"، ويضطر للتعامل مع البلديات بعد أن تغسل يدها من المشاريع؟
تبادلت الوزارتان الاتهامات خلال الأسبوع الماضي حول المساحات. تقول البلديات إنها سلمت أغلبية المساحات للإسكان، بينما تقول الإسكان إنها لم تتسلم سوى 50 في المائة من المساحات.
اكتشفت بعد هذا كله أن عدد الوحدات لا يتجاوز 80 ألف وحدة، موزعة بشكل أعطى مناطق 20 ألف وحدة، وأخرى لا يتجاوز عدد وحداتها 900. فأين بقية الـ 500 ألف وحدة الموعودة؟